2015-02-21 الساعة 12:26م (يمن سكاي متابعات)
كشفت مصادر أمنية مطلعة بمحافظة عدن، جنوبي اليمن لـ"شبكة إرم الإخبارية" عن دفعات بشرية تقدر بالمئات من جماعة الحوثيين إلى مدينة عدن خلال الفترة الماضية المقدرة بأكثر من شهر ونصف، لتنفيذ مخطط مشترك بين قيادات ميدانية عسكرية حوثية وقائد فرع قوات الأمن الخاص بعدن، يمكّن الحوثيين من الدخول إلى المدينة للاستيلاء على مينائها إلى فرض سيطرتهم على المنفذ البحري الجنوبي للجزيرة العربية والعالم.
وغادر اليوم الرئيس هادي الى عدن تزامنا مع وصول مئات الحوثيين الى المحافظة.
وقالت المصادر إن وصول مئات العناصر من جماعة الحوثي جاء بعد تواصل مكثّف بين القيادي الميداني والعسكري للجماعة أبو علي الحاكم، وقائد قوات الأمن الخاص بعدن العميد عبدالحافظ السقاف الذي تربطه علاقة وثيقة بالأول منذ تعيينه قائدا لفرع قوات الأمن المركزي - الأمن الخاص حاليا - بمحافظة عمران المحاذية لمحافظة صعدة، معقل الحوثيين، على أن يتكفل السقاف بتسهيلات أمنية للعناصر، وتوفير أماكن تؤويهم بشكل متفرق حتى تحين ساعة الصفر.
وبحسب المصادر فإن العدد المتفق بشأنه بين الحاكم والسقاف لهذه العملية لم يكتمل حتى الآن، خصوصاً بعد أن أدركت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن تسلل عناصر حوثية إلى داخل المدينة دون أسلحتها الشخصية، لتستعين باللجان الشعبية التي نجحت في حربها ضد القاعدة بمحافظة أبين، لتتكفل بمراقبة مداخل المحافظة وإيقاف جميع المشبوهين من الوافدين إليها، وهو ما عرقل عملية التوافد المتقطع للعناصر الحوثية إلى عدن.
ونجح المئات من الحوثيين في الدخول إلى عدن خلال الفترة الماضية عبر وصولهم إلى كأفراد مدنيين لا يحملون أي سلاح، قادمين من مناطق يمنية متفرقة تقع في شمال البلاد، وبعد عملية الوصول يتم التواصل مع أشخاص معينين في قوات الأمن الخاص بعدن لجلب معظمهم إلى معسكر القوة الأمنية الذي يقع في مدينة خور مكسر، في حين يتم توزيع بقيتهم على أماكن متفرّقة، عدد منها فنادق متواضعة وشقق مستأجرة، وفقاً لإفادة المصادر.
كما رجّحت المصادر الأمنية أن يكون الهدف من وراء تسلل عناصر الحوثيين إلى داخل المدينة، تذليل أي صعوبات مستقبلية قد تواجهها الجماعة في محاولتها اقتحام عدن، بحيث تتشتت جهود مقاومة الحوثيين بين حدود المحافظة ومركزها بشكل يسهّل عملية الاقتحام الذي يتوقع أن يكون عنيفاً ودموياً، انطلاقاً من حاجة الحوثيين إلى ميناء بحري وإلى استكمال سيطرتهم على ممر باب المندب البحري الذي يعدّ أحد أهم الممرات المائية في الملاحة العالمية، كونه يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمرّ منه سنوياً مئات الآلاف من السفن.
وشهدت محافظة عدن من مطلع فبراير الجاري، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن الخاص ومسلحي اللجان الشعبية التي لجأت إليها اللجنة الأمنية بالمحافظة، لتتولي حماية مؤسسات الدولة واستتباب الوضع الأمني بعد الفراغ الدستوري الذي تسببت به جماعة الحوثيين في اليمن، وحملها رئيس البلاد ورئيس حكومته إلى الاستقالة من منصبيهما في أواخر شهر يناير/ كانون الثاني المنصرم. وقتل خلال المواجهات المحتدمة بين الأمن الخاص واللجان الشعبية عدد من عناصر الطرفين وجَرح آخرين، في حين جرى تبادل الاعتقالات بين عناصر الطرفين خلال الأيام الماضية.
وأعلنت اللجان الشعبية بعدن مؤخراً عن عثورها على ملصقات محدودة لشعار جماعة الحوثيين بحوزة عدد من عناصر الأمن الخاص المعتقلين لديها والبالغ عددهم 21 عنصراً أمنياً، وخلال عملية حجز سيارتين عسكريتين تابع لهم، كما اتهمت اللجان الشعبية صراحة الأمن الخاص بتنفيذ مخططات رامية إلى تسليم المعسكرات إلى جهات موالية للحوثيين وللرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وكان القيادي العسكري للحوثيين أبو علي الحاكم قد قال في حوار صحافي لإحدى الصحف المصرية، الجمعة، أنه من حق جماعة الحوثيين السيطرة على أي منطقة باليمن كون الجماعة مسيطرة على الدولة، ولها مؤسسات عسكرية ومالية وليست عشوائية، حد زعمه.