أهم الأخبار

هدنة اليمن الرابعة.. رهان على الالتزام وسط خروقات بالجملة للانقلابيين

2016-04-11 الساعة 05:00م (يمن سكاي - شؤون خليجية – الزهراء عامر:)

شهدت الهدنة اليمنية الرابعة التي دخلت حيّز التنفيذ في الدقائق الأولى من فجر اليوم الاثنين، تمهيدًا لبدء جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع في الـ18 من الشهر الحالي في الكويت، في إطار استعدادات الحكومة اليمنية إلى جانب المساعي الأممية لإنهاء الصراع في اليمن، سلسلة خروقات في مدن مختلفة، من جانب ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح، فهل تسعي ميليشيات الحوثي لإفشال الهدنة مثلما فعلت مع ثلاث هدن سابقة بأوامر إيرانية، وهل التحالف سيرد على هذه الخروقات؟

 

يراهن كثير من المهتمين بالشأن اليمني على عدم نجاح هذه الهدنة، لمعرفتهم بالحوثيين وأتباع المخلوع صالح؛ لإفشالهم ثلاث محاولات سابقة سعت إليها الأمم المتحدة، ومحاولات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التقريب بين مواقف الطرفين لإنجاح الحوار والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة.

 

 

 

خروقات بالجملة في الساعات الأولى للهدنة اليمنية

 

وذكرت مصادر ميدانية لوكالة الأناضول، أن "مواقع الجيش في اللواء 35 مدرع ومعسكر الدفاع الجوي غربي المدينة، تعرضت لهجمات حوثية مكثفة، ولكن تم إفشالها."

 

وأسفر القصف المدفعي الحوثي عن سقوط أول قتيل مدني في الساعة الأولى من سريان الهدنة، بمنطقة "البِعرارة" غربي المدينة، بعد إصابته بشظية في صدره، كما قتل أحد عناصر المقاومة في منطقة "عُصيفرة" شمالي المدينة، بقذيفة أصابته في الرأس، وفقاً لمصادر طبية في مستشفى الروضة الخاص.

 

وعاود طيران التحالف العربي قصف أهداف الحوثيين في تعز، ووفقاً لبيان صادر عن المقاومة، فقد استهدف التحالف مواقع للحوثيين في تلة السلال، كما شن غارات أخرى في تلة "الجعشة"، شرقي المدينة.

 

وخلافاً لتعز، شهدت بقية الجبهات اشتباكات متقطعة في الساعات الأولى، وهدوءاً نسبياً عقب ذلك، وخصوصاً مديرية "نهم" شمالي شرق العاصمة صنعاء، ومحافظتي الجوف ومأرب.

 

وأعلن مركز سبأ الإعلامي التابع للمقاومة في مأرب، أن المنظومة الدفاعية للتحالف تصدّت، عقب سريان الهدنة، لصاروخ باليستي من طراز "توشكا"، أطلقه الحوثيون على مواقع القوات الحكومية.

 

واكتفى طيران التحالف بالتحليق فقط فوق سماء العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب والجوف، شمال شرقي البلاد، والحديدة غربي البلاد، بحسب شهود عيان.

 

 

 

فشل 3 هدن سابقة

 

 كان اليمن قد أعلن سابقاً عن ثلاث محاولات لوقف اطلاق النار باءت بالفشل؛ ففي الهدنة الأولى أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد العسيري، انطلاق هدنة إنسانية اقترحتها السعودية تستمر لمدة 5 أيام، وأكد عليها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي جون كيري، في باريس، على أن تبدأ من 12 مايو(أيار)، لم تلتزم بها الميليشيات والانقلابيون.

 

أما الثانية، فكانت الأمم المتحدة أعلنت هدنة غير مشروطة حتى نهاية شهر رمضان، بهدف إيصال المساعدات الإنسانية لنحو 21 مليون يمني بحاجة إليها، خرقتها الميليشيات بمحاولات منها، باستغلالها للحصول على مكاسب على الأرض.

 

ولم تكن الهدنة الثالثة أفضل من سابقتيها؛ ففي الرابع من ديسمبر الماضي، اتفقت الأطراف المتنازعة في اليمن على وقف لإطلاق النار، لبدء مفاوضات في جنيف، ورغم محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، التقريب بين مواقف الطرفين لإنجاح الحوار والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة، إلا أن التباين كان سيد الموقف، في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة على ضرورة الاستناد إلى القرار الأممي 2216 كمرجعية اساسية للحوار، بالإضافة إلى مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.

 

 

 

مصير الهدنة الرابعة

 

ويرى مراقبون، أن ما حدث خلال الساعات الماضية من فجر الاثنين، قد يحدد مصير قرار وقف إطلاق النار واحتمالية انهياره في جميع الجبهات .

 

وقال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد العرامي في تصريحات له: "ما حدث سيساهم في تقرير مصير الهدنة، وما ستؤول إليه الهدنة، سيساهم في تقرير مصير المفاوضات، بالتأكيد".

 

ووفقًا للعرامي، فإن المؤشرات الأولى تقول إن الحوثيين كعادتهم سوف يحاولون تسجيل انتصارات على الأرض مستغلين الهدنة، لكن هذه المرة تعز هي التي شهدت خروقات أكثر من غيرها، ما يدل على مواصلة استماتتهم في إخضاع المدينة لسيطرتهم.

 

وأضاف: "في كل الأحوال، إذا استمرت الخروقات فلا أظن أن الجيش الوطني والمقاومة وقوات التحالف سيلتزمون حتى آخر لحظة بالهدنة- مع أنهم ما زالوا ملتزمين حتى الآن، بوقف إطلاق النار من حيث عدم الهجوم والتمسك بحق الدفاع- لا أظن أن هذه الآلية ستسمر، لأن الأمر لا يتوقف على مجرد خروقات، بل محاولات تقدم من قبل الحوثيين".

 

وستستمر الهدنة إلى اليوم التالي، الذي يعقب مشاورات الكويت بين الأطراف السياسية اليمنية، وفقاً لبيان التحالف العربي، الذي أعلن التزامه بها واحتفاظه بحق الرد، وهو الإعلان نفسه الذي صدر فيما بعد عن الحوثيين وصالح. وألقى الجيش الوطني باللائمة على الحوثيين في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم توقيعه والاتفاق على تنفيذه معهم في محافظة الظهران جنوبي السعودية، بعيداً عن مسوّدة الاتفاق الأممية.

 

وقال المجلس العسكري بتعز، في بيان صحفي، إن الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، خرقت الهدنة منذ اللحظة الأولى في كل الجبهات، معتبراً ذلك إشارة إلى نيتهم استغلالها وتعزيز مكاسبهم على الأرض.

 

وأعلن المجلس العسكري والمقاومة الشعبية أن غرفة عملياتهم سجلت أكثر من 25 خرقاً في الساعات الثلاث الأولى فقط من عمر الهدنة، شملت جميعها أهدافاً عسكرية للجيش تم قصفها بالمدفعية الثقيلة، ومحاولات تقدم على الأرض، تم التمهيد لها بكثافة نارية مقصودة، خلافاً للأهداف المدنية.

 

وأكد البيان أنه "رغم استمرار الخروقات الممنهجة، التزم الجيش والمقاومة بوقف إطلاق النار من حيث عدم الهجوم، والتمسك بحق الدفاع والرد على مصدر النيران".

 

 

 

هل التحالف سيرد على خروقات الانقلابيين؟

 

أعلنت قيادة قوات التحالف العربي العاملة في اليمن بزعامة السعودية، التزامها بوقف إطلاق النار في البلاد "استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي".

 

وعبر العميد الركن أحمد عسيري، المستشار العسكري في مكتب وزير الدفاع السعودي، عن أمله أن تلتزم ميليشيات الحوثي ومن معها بالهدنة، مشيراً إلى أن التحالف يحتفظ بحقه بالرد على أية خروقات.

 

وقال عسيري إنه تم الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية إلى 6 محافظات يمنية خلال الهدنة، مؤكداً أن الحكومة اليمنية ستمضي في مباحثات الكويت مهما كانت الظروف.

 

وأضاف عسيري أن الحكومة الشرعية ملتزمة بالقرارات الأممية بشأن وقف إطلاق النار.

 

 

 

موقف القبائل من خروقات الحوثين

 

 قال الشيخ علوي بن زبع: «إن الهدنة لها ضوابط جرت صياغتها دوليًا، أهمها أن حق الدفاع الشرعي مكفول وحتى لو لم يرد في الضوابط، الكل جاهز للرد والردع، لا أحد ينتظر تعليمات ليدافع عن نفسه ومواقعه أو القرى والمدن الآهلة بالسكان»، مشيرًا إلى أن المقاومة الشعبية والقوى التي تناهض الانقلاب «تلقت تطمينات صريحة بأنه إذا جرى سريان الهدنة، فإن الأجواء مرصودة جوًا وبحرًا، والجيش والمقاومة لهما حق الدفاع عن النفس بقدر العدوان في أي جبهة كانت، وأي محاولة لإفشال للهدنة، فلدى القيادات الميدانية وضباط العمليات القدرة للرد بقوة».

 

وفي الوقت الذي تحفظ الحوثيون على بعض بنود اتفاق وقت إطلاق النار قبل بدء سريانه، فقد أشار القيادي في المقاومة اليمنية إلى أن تحفظ الانقلابيين كان "على شكل الضوابط، وخاصة تحرك سلاح الجو وفق رؤية إقليمية وتقدير الوسيط الدولي، الذي ممكن استخلاصه من نقاط الضمانات، وخلاصتها أن الرصد الجوي والإلكتروني سيستمر لكل الجبهات، وأي زحف يستهدف خرق الهدنة سيكون واضحًا وسيتم التعامل معه بعنف».

 

المصدر : خاص - شؤون خليجية

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص