2016-05-03 الساعة 05:56م (يمن سكاي - وكالات)
شهدت ميانمار خلال الفترة الماضية تنامي المشاعر المعادية للمسلمين بين سكانها منذ اندلاع أعمال العنف الطائفية عام 2012، مدفوعة بتحركات من جانب الرهبان البوذيين المتشددين، الذين يقولون إنهم يحمون العقيدة المتوارثة التي تعتنقها الغالبية البورمية.
لكن مشاعر القومية الدينية السائدة في جنوب شرقي البلاد والتي يقودها راهب بارز من “أمراء الحرب”، وفقا لوصف أحد المسؤولين، تبدو أنها انطلقت لتجد هدفا جديدا لها وهو الأقلية المسيحية في ماينمار.
ومؤخرا، دعت الطائفة المسيحية بولاية كارين إلى اتخاذ رد فعل بعد أن شيّد البوذيون معبدا لهم (باجودا) داخل مجمع الكنيسة التابع لها.
وقال القس المحلي بالمنطقة إنّ جماعة بوذية اقتحمت السور المعدني الذي يحيط بالمجمع الكنسي، وقامت ببناء معبد بوذي بارتفاع ستة أمتار.
وأضاف الأب ساو ستيلو بكنيسة “سان مارك” الإنجيلية الكائنة بقرية كوان تاو بولاية كارين، “إنهم انتهوا من بناء المعبد في غضون يوم واحد، كما وضعوا علامة بالقرب منه تشير إلى موقع سيتم بناء معبد آخر عليه داخل مجمع الكنيسة”.
وأوضح أنه “ليس ثمة شيء بوسعنا أن نفعله لوقف هذا التصرف، ونحن نعلم أن الباجودا مكان مقدس بالنسبة للبوذيين”.
وتابع ساو ستيلو “ومع ذلك فنحن نطالب جميع الأطراف المعنية أو الأشخاص المعنيين بوقف بناء باجودا جديد داخل مجمع الكنيسة؛ لأن ذلك يمثل إساءة لنا جميعا سواء البوذيين أم المسيحيين”.
ويتردد أنه تم بناء المعبد بناء على تعليمات من راهب بارز محلي له نفوذ يدعى تو زانا.
وقال مسؤول كبير بوزارة الشؤون الدينية رفض الإفصاح عن اسمه، إن الوزارة طلبت من الراهب البارز أن يلغي خطته ببناء معبد آخر ولكنه رفض.
وأضاف المسؤول أن الراهب رد بأن بناء المعبد يأتي “تحقيقا لحلمه بخدمة البوذية”. موضحا أنّ الراهب تو زانا “يشبه أحد أمراء الحرب بولاية كارين، وبالتالي أصبح من الصعب علينا للغاية أن نتعامل معه”.
وأشار الأب ساو ستيلو إلى أنّ الراهب وافق على تشييد ثلاثة معابد بوذية على الأقل بمجمعات الكنائس بولاية كارين خلال العام الحالي.
وقال إن الراهب يسير على نفس المنوال في ولايتي تكايا ومون.
يذكر أن نسبة عدد المسيحيين من إجمالي سكان ميانمار تبلغ نحو 4%، غير أن هذه النسبة تزيد في بعض الولايات مثل: كارين.
وقال تيت سوي وين، السكرتير العام المشارك بمؤتمر الشباب الوطني ومقره مدينة رانجون العاصمة السابقة لميانمار: “يجب علينا أن نأخذ حذرنا البالغ فيما يتعلق بالسلوك غير العادي والعدواني لبعض الرهبان”.
ودشن هذا الناشط الشاب التماسا على موقع إلكتروني حث فيه سلطات رانجون على اتخاذ إجراء ضد الرهبان الذين يزعم أنهم أساءوا معاملة الباعة المسلمين بالقرب من معبد “شويداجون” البوذي منذ أسبوع.
وينتظر المراقبون ليروا كيف ستتعامل الحكومة الجديدة التي تقودها مستشارة الدولة أون سان سو تشي والرئيس هتين كياو مع الانقسام الديني المرير المتنامي في ميانمار. وثمة توقعات عالية، غير أن سجل سان سو فيما يتعلق بالقضايا الدينية غير ناصع.
وقال مسؤول وزارة الشؤون الدينية إنّ “الحكومة الجديدة تنظر إلى مسألة عدم التسامح الديني على أنها إحدى المشكلات الصعبة التي يجب حلها”.