2015-02-23 الساعة 09:42م (يمن سكاي - خاص)
قال المحلل السياسي والكاتب، عبدالباري عطوان، أن هجرة” الرئيس هادي الى عدن ربما تكون مثل حال الذي يهرب من الرمضاء الى النار، فالحراك الجنوبي الذي يحظى بعض اجنحته (علي سالم البيض) بدعم ايران قد لا يرحب بمثل هذه “الهجرة الرئاسية” والشيء نفسه قد يكون موقف تنظيم “القاعدة” الذي يتهم الرئيس اليمني بتوفير الشرعية للقصف الجوي الامريكي لقواعده في ابين وغيرها من مدن الجنوب.
واوضح عطوان أن الازمة في اليمن تدخل فصلا جديدا من التعقيد يضاف الى فصول اخرى، ومن الصعب حدوث اي تدخل اقليمي ارضي او جوي للقتال الى صالح الرئيس هادي، خاصة في ظل وجود جبهات عديدة مفتوحة لقتال “الدولة الاسلامية” في سورية والعراق وليبيا.
وقال مستغربا أن الاوضاع في اليمن تتسم بالغموض دائما، ولكن اللغز الاكبر الذي يبحث عن اجابة هو كيفية نجاح الرئيس اليمني في التسلل الى خارج المنزل المحتجز فيه والوصول الى عدن رغم الحراسة المفروضة عليه، فالسيد جمال بنعمر مبعوث الامم المتحدة نفى اي دور في هذه العملية التي تذّكر بافلام جيمس بوند، كما ان التيار الحوثي التي تسيطر قواته على صنعاء لم يقدم اي اجابة شافية.
لكن عطوان استدرك: المقربون من السيد هادي يؤكدون انه يحظى بدعم المملكة العربية السعودية ويتطلع الى تدخل مصري على شكل ارسال قوات تحت غطاء حماية باب المندب من اي سيطرة للحوثيين وايران من خلالهم، الامر الذي قد يؤدي الى تحويل اليمن الى ارضية صراع اقليمي.
واضاف، لا نعتقد ان دعوة الرئيس هادي بنقل العاصمة اليمنية الى عدن التي يريد تحويلها الى مقر رسمي لحكومته ستجد استجابة من القوى الاقليمية والدولية، ولكن الامر المؤكد ان اليمن سيعود الى الوضع الذي كان عليه قبل اعلان الوحدة بين شطريه عام 1990، وربما الى وضع اكثر هشاشة، وبالتحديد الى ما قبل استقلال الجنوب عام 1967 الذي كان مقسما الى اكثر من عشر سلطنات على الاقل.