أهم الأخبار

إسرائيل تفتح حدودها أمام الأردنيين للبحث عن عمل

2016-05-18 الساعة 04:11م (يمن سكاي - متابعات)

انتقل مئات الأردنيين، خلال الأشهر الماضية، للعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لدى أصحاب عمل إسرائيليين، تحديداً في مدينة إيلات المطلة على خليج العقبة.

 

ورغم التحديات السياسية والنقابية العمالية والاجتماعية، كسر عاطلون أردنيون عن العمل، حاجز “التطبيع العملي” بين البلدين اللذين وقّعا اتفاقية سلام عام 1994، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.

 

وأضافت الصحيفة: “خلال الأشهر الستة الماضية، سمحت إسرائيل، بصمت، بعبور الأردنيين حدودها ليصلوا إلى منتجعاتها في البحر الأحمر؛ للعمل في وظائف ذات رواتب متدنية، فوصل لإيلات أولا 700 أردني من أصل 1500 كانوا يخططون للعبور.

 

3 سنوات من المفاوضات

 

ونقلت الصحيفة عن رئيس رابطة فنادق إيلات شابتاي شاي قوله: “يحتاج الأردنيون للعمل، ونحن بحاجة لعمال.” مشيرًا إلى أن إصدار تصريحات عمل للأردنيين، لعبور الحدود من العقبة إلى إيلات استغرق 3 سنوات من المفاوضات مع 10 وزراء إسرائيليين. ووصف المهمة بـ”المستحيلة”، مؤكدًا ” لم أكن أعتقد أنني سأعيش فترة كافية لأشاهد بأم عيني أول عامل أردني يعمل في فنادقنا.”

 

ومن جانب إسرائيل، كانت توجد مخاوف حول الأمن، والتدقيق، ونقاط التفتيش، وساعات العمل، والنقابات ومن شعور السياح الإسرائيليين، وحتى لو بالخفية، من التواجد حول عمال عرب ومسلمين من المملكة المجاورة، تقول الصحيفة.

 

“فالأردن وإسرائيل تقاتلا في حربي عام 1948 وعام1967. وتوترت علاقتهما بشكل أكبر بسبب وجود اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، ورفض إسرائيل القاطع لعودتهم لأراضيهم المحتلة”.

 

“ويقع المنتجع الإسرائيلي الشاطئي على شريط صغير من خليج العقبة، ويضم متنزهاً سياحياً معفى من الرسوم الجمركية، وسلسلة مطاعم ومساحة بسيطة للسباحة في البحر الأحمر”.

 

“وفي شهري تموز وآب المتصفان بارتفاع درجات الحرارة الشديد، تجد المنتجع مكتظًا بالعائلات الإسرائيلية التي تقضي عطلاتها فيه. بينما يقع الأردن إلى الشرق، ومصر إلى الغرب. وفي الأفق البعيد تقع المملكة العربية السعودية. وقليل فقط من الإسرائيليين يجرؤون على الذهاب إلى تلك الوجهات. في حين يعيش 55 ألف إسرائيلي في إيلات، وفيها 40 فندقاً تضم 12 ألف غرفة يعمل بها 9 آلاف موظف، ثلثهم في أعمال التدبير المنزلي، وهي أعمال بات يرفض الإسرائيليون القيام بها بسبب الأجور القليلة التي يقدمونها”.

 

حالة سلام واهنة

 

“وعبر العشرات من العاملين في فنادق الاحتلال من الأردنيين الذين قابلتهم صحيفة “واشنطن بوست” عن سعادتهم بوظائفهم الجديدة في إيلات، و”تغمرهم نفس السعادة التي يشعر بها أي عامل يغير أغطية الأسرة المتسخة في بلد غربي”.

 

ويقول أحمد رياشي (25) عامًا، والذي يعمل على غسل الصحون في فندق أسروتيل رويال غاردن إن “العمل الجديد حسّن من حياته”. فقد كان يعمل في السابق في فندق بخمس نجوم في العاصمة الأردنية عمّان. ويقدر أن راتبه تضاعف في إسرائيل. فهو يدّخر الآن؛ ويعتقد أنه سيتمكن من تحقيق شيء ما في المستقبل. ويضيف “صدمت عندما جئت إلى هنا، صدمة سارة”. وأشار أيضاً إلى أن اليهود يصدمون أيضاً، لرؤيتهم أردنيا في إسرائيل، وغالباًما يرغبون بأخذ سيلفي معه.

 

من  جانبه يؤكد إيتي كريتشلي، مدير توظيف فندق أسروتيل الذي يوظف 170 أردنياً ” لم تصلنا أي شكاوى من الزبائن.”

 

إلا أن الصحيفة وصفت ذلك بحالة “سلام واهنة وضعيفة” لأن العاملين الأردنيين يعبرون الحدود إلى إسرائيل في الساعة 6 صباحاً لكن يتوجب عليهم العودة للأردن في الساعة 8 مساءً. هم ينامون في الأردن في سكن الشركة. ولا يسمح لهم بالسفر خارج حدود مدينة إيلات، كما لا يسمح لهم تغيير أرباب عملهم دون الحصول على تصاريح جديدة. ولا يسمح للأردنيين العمل إلا في مهن التنظيف وليس كطباخين أو نادلين أو سقاة في الحانات.

 

“وكذلك، يسمح لهم الدخول إلى إسرائيل فقط بما يرتدونه وعلبة سجائر واحدة مفتوحة، لأن الإسرائيليين لا يريدون أن يقوم الأردنيون بتهريب السجائر التي تباع بأسعار أقل في الأردن عن إسرائيل”.

 

“ويقول أحمد صلاحات ويبلغ من العمر 25 سنة، ويعمل على تنظيف الغرف في فندق دان إيلات، وهو فندق فاخر على شاطئ البحر، إن الرواتب أقل مما كان يأمل، لكن لم يخدعه أحد،  مشيرًا لأصحاب عمله “هم يعاملوننا بشكل جيد، فيما عبّر أحد العاملين الأردنيين عن حبه لمديره للشؤون البشرية، حيث “يوزع عليهم السكاكر ويحتضنهم”.

 

“وعبّر آخر عن رغبته بتعلم اللغة العبرية والهجرة إلى إسرائيل. بينما اشتكى غيره من السفر عبر الحدود إذ تستغرق رحلتهم ساعتين في الأيام السيئة”.

 

وتشير الصحيفة إلى أنه “من الممكن أن تكون الأردن وإسرائيل في حالة سلام، لكن عندما يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ملك الأردن عبدالله الثاني، لا تغطّى زيارته من قبل وسائل الإعلام إلا بعد انتهاء الزيارة”.

 

انتقادات

 

“وانتقد بعض الأردنيين على وسائل التواصل الاجتماعي عمل مواطنيهم مع اليهود، بينما عبّر بعض الإسرائيليين عن قلقهم من فتح بواباتهم أمام دخول الإرهابيين. لكن الموظفين أشاروا إلى أنهم غير مهتمين بالسياسة، وأن ما يهمهم هو الرواتب”.

 

“وقالت إيمان سليم (33) عامًا، والتي عملت في الأردن في السابق كممرضة مساعدة وكمضيفة طيران “نعم، الوظائف متوفرة في الأردن، لكن الرواتب غير مغرية، لذلك أنا أعمل هنا”.

 

“سليم تغسل الأطباق، وفي يوم عطلتها ذهبت لتأخذ راتبها ببنطال جينز ممزق ونظارات شمسية يواكبان آخر صيحات الموضة. وعند سؤالها إن كانت تعرضت للإساءات في الأردن، بسبب عملها مع الصهاينة في إسرائيل أجابت بالنفي قائلة إن أغلب أصدقائها منفتحون”.

 

“منظّفو الغرف، وأرض المسابح، وكانسي الأرض، الذين يتشكل 99% منهم من الرجال، يتم تفحصهم بداية من قبل شركة توظيف أردنية ثم من قبل دائرة المخابرات العامة الأردنية. بعد ذلك تجري الفنادق الإسرائيلية مقابلات معهم ويتم التدقيق مجدداً في ملفاتهم من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي شين بيت “شاباك”.

 

الحد الأدنى للأجور

 

“ويحصل العاملون في الفنادق على الحد الأدنى من الأجور، في إسرائيل، تقريباً 1200 دولار في الشهر. فبعد تسديدهم لعمولة شركة التوظيف، وأجور المسكن والمأكل في الأردن، والمواصلات والضرائب يتبقى لديهم قرابة 700-800 دولارفي الشهر”.

 

“في السابق، كان الإسرائيليون المنتهية فترة تجنيدهم يعملون كخدم في فنادق إيلات لمدة ستة شهور، قبل التحاقهم بالجامعات أو السفر أو الحصول على وظائف أفضل. لكنهم لم يعودوا يقبلون بذلك الآن. بينما لا يسمح للفلسطينيين العمل في فنادق إيلات”.

 

“وسمحت الحكومة الإسرائيلية لعدة سنوات باستقدام العمال الأجانب، من نيبال وسريلانكا والفلبين، لكن برامج الاستقدام تلك انتهت، بعد ذلك امتلأت الفنادق بعاملين من المهاجرين الأفارقة الهاربين من الحرب والفقر في السودان وإريتيريا. لكن إسرائيل قامت ببناء سياج جديد في شبه جزيرة سيناء، لوقف الهجرة غيرالشرعية، وعملت على إخراج الأفارقة من البلاد.”

 

“فمقابل كل أردني توظفه الفنادق، تصر الحكومة الإسرائيلية على وجوب طرد أحد الموظفين الأفارقة. ويعلم مديرو الفنادق والموظفون الأردنيون أن حادثة واحدة فقط، من طعن أو اعتداء، من شأنها إنهاء البرنامج”.

 

صنع السلام

 

“وتقول ماغي مالول، مديرة شؤون الموظفين في فندق أسروتيل وتعمل بشكل مقرب من العمال الأردنيين، إنها “تحبّهم حقاً.” حيث تتحدث مالول اللغة العربية، والتي تعلمتها من جدتها التي كانت مهاجرة يهودية جاءت من المغرب إلى إسرائيل. وفي عام 2004 قتلت أم مالول و16 آخرون في حافلة من قبل انتحاريين فلسطينيين متنكرين بزي امرأة.

 

وقالت مشيرة إلى وظيفتها “كان من الصعب علي في البداية العمل مع عرب”. فهي لم تلتقِ يوماً بأردني. مضيفة أنها تعانق الأردنيين بالرغم من أنها تعلم بأنهم لا يشعرون بالارتياح تجاه ذلك. وهزّت كتفيها قائلة: “أنا إسرائيلية نمطية.”

 

وأضافت مالول ” في كل مجتمع تجد الصالحين والأشرار”. وأشارت إلى كومة مكونة من 25 تصريح عمل جديد على مكتبها لـ25 عاملاً أردنياً جديداً سيبدأون عملهم في وقت قريب، وأكدت “أنهم موظفوها الجدد، وسترحب بهم عند الحدود وتقدم لهم الحلوى”. مشيرة ” علينا محاولة صنع السلام، وهذا هو الجزء الصغير الذي باستطاعتي القيام به.”

 

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص