2016-06-11 الساعة 02:53م (يمن سكاي - متابعات )
إرم - الحقيقة أننا في ذكرى اختطاف عبدالخالق نعاني نفس ما عانيناه في بداية الاختطاف؛ فقد كنا لا نعرف أين هو؟، أو أين مكانه؟، وها نحن نعاني الآن من البحث عنه في السجون بعد أن تم إخفاؤه.
هكذا تبدأ “أم الحارث عمران”، شقيقة “عبدالخالق عمران”، الصحافي المعتقل لدى الحوثيين، حديثها بعد مرور يومين على الذكرى السنوية الأولى لـ”اختطاف” شقيقها و8 من رفاقه على يد مسلحي جماعة الحوثيين، من أحد الفنادق في العاصمة صنعاء، أثناء تأديتهم لعملهم، في 9 يونيو/حزيران 2015.
وتروي “أم الحارث” معاناة أسر الصحافيين “المختطفين”، قائلة إن “حال الأطفال سيئ، سواءً البعيدين (عن صنعاء حيث تم احتجاز الصحافيين في البداية بأحد السجون هناك)، والذين لم يزوروا أبدا آباءهم مثل أولاد وزوجتي (عبدالخالق) وزميله (توفيق المنصوري)، ولو تكبدوا مشقة السفر لن يستفيدوا سوى نظرة”.
وينحدر “عبدالخالق” و”المنصوري” من منطقة وصاب الجبلية، في محافظة ذمار، جنوب العاصمة اليمنية، صنعاء.
وتضيف “أم الحارث”، بأن الحوثيين تعمدوا إثارة الرعب لدى بعض الأطفال؛ حيث قاموا بإدخال أحد أطفال المختطف “حسن عناب” بجانب والدهم في السجن، رغم أن عمره لا يتجاوز عشر سنوات.
وتستطرد “أما الأمهات فمعاناتهن شديدة؛ فأم عبدالخالق امرأة كبيرة في السن، لم تزره إلا مرة واحدة قبل خمسة أشهر، سمحوا له بالخروج إليها، وعندما ذهبت المرة الثانية رفضوا”، لافتةً إلى أنها ” مريضة لا تتحمل الوقوف؛ لأن عندها ألم في ظهرها والتهابات في المفاصل”.
وصادفت أول أمس الخميس، الذكرى الأولى لـ”اختطاف” الصحافيين “عبدالخالق عمران”، و”توفيق المنصوري”، و”حسن عناب”، و”أكرم الوليدي”، و”عصام بلغيث”، و”حارث حميد”، و”هيثم الشهاب”، و”هشام اليوسفي”، و”هشام طرموم”.
وعجزت كل المنظمات والنقابات والاتحادات المحلية والعربية والعالمية عن الضغط على جماعة “الحوثي” للإفراج عن الصحافيين المختطفين، حيث تعتبرهم جماعة الحوثي أسرى حرب، وأنكر ناطق الجماعة في حوار مع صحيفة كويتية وجود معتقلي رأي وصحافيين في سجون الجماعة.
الصحافي اليمني “عدنان الجبرني”، كان زميلاً للصحافيين التسعة ورفيقاً لهم في الفندق الذي “اُختطفوا” منه، ولكن في غرفة أخرى، واستطاع بأعجوبة الافلات من قبضة الحوثيين بعد أن تنكر في زي “عامل نظافة” في الفندق، حتى تجاوز حاجز التفتيش الذي أقامه الحوثيون على بوابة الفندق.
ويقول الجبرني “مر عام على اختطاف 9 من زملائنا من قبل جماعة الحوثي وحلفائها دون أن توجه لهم أي تهمة؛ وهو ما يؤكد أن اختطافهم كان بهدف قمع وردع الوسط الصحفي في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة”.
ويضيف “لحد الآن فشلت كل النداءات والمناشدات المحلية والدولية للضغط على جماعة الحوثي وحلفائها للإفراج عنهم”.
ويتابع “يتحمل المسؤولية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن (إسماعيل ولد الشيخ أحمد) الذي لم يضغط على الحوثيين لإطلاق سراح الصحافيين المختطفين”.
ويستدرك مستنكرا “من الواضح أنه (أي: ولد الشيخ أحمد) يسلم بمبررات ناطق الحوثيين (محمد عبد السلام)، ويتجاهل قضيتهم التي من المفترض أن لا تظل مرهونة بالتقدم في مشاورات الكويت”.
من جانبه يصف الصحافي “حسين الصوفي”، رئيس “المنظمة اليمنية للدفاع عن الصحافيين” (صدى)، يوم التاسع من يونيو/حزيران بأنه “يوم أسود في تاريخ الصحافة اليمنية والصحافة بشكل عام”.
ويضيف “لقد ارتكب الانقلابيون (بحسب وصفه) جريمة مركبة، بل سلسلة جرائم بحق الصحافيين، بدءا من اختطافهم من فندق عند الثالثة والنصف فجراً، وهي جريمة أولى، ثم اخفائهم كصحافيين وهي جريمة ثانية ضد الصحافة، ثم تعذيبهم، وهي جريمة ثالثة، ثم ايداعهم سجون سرية وعدم عرضهم على اي جهة قضائية لأكثر من عام، وهي سلسلة جرائم”.
ويلفت إلى أن “المناسبة تتزامن مع اكتمال شهر على بدء معركة الامعاء الخاوية، التي يخوضها الصحافيون المعتقلون، منذ التاسع من مايو/أيار الماضي، وقد عقدوا العزم على استمرارهم في الاضراب حتى ينالوا حريتهم أو يهلكوا”.
ويطالب “الصوفي” بتشكيل لجنة لزيارة الصحافيين “المختطفين” في زنازينهم، محذراً: “نخشى فعلياً على حياتهم بشكل جدي، ونحمل الجهات الراعية لمشاورات الكويت أي أذى يلحق بالزملاء، وهي مسؤولية أخلاقية وإنسانية، وتظل المسؤولية الجنائية تلحق العصابة الانقلابية”، حسب وصفه.ويقبع 10 من الصحافيين اليمنيين في سجون “الحوثي” منذ عام، حيث اختطف 9 صحافيين في التاسع من يونيو/حزيران من العام الماضي، ثم التحق الصحافي “صلاح القاعدي” برفاقه المختطفين في أغسطس/آب الماضي. وفي 26 مايو/أيار الماضي، اتهمت أسر هؤلاء الصحافيين الحوثيين بنقل ذويهم من سجن هبرة بصنعاء إلى جهة مجهولة.