2016-06-11 الساعة 04:07م (يمن سكاي - الجزيرة نت)
تصريح غير معهود في الأوساط الدبلوماسية يدلي به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يقول فيه إنه تعرض لضغوط دبلوماسية مكثفة حملته على شطب اسم التحالف العربي من القائمة السوداء للأطراف التي تنتهك حقوق الأطفال في مناطق الحروب والنزاعات.
سارع المندوب السعودي لدى المنظمة الدولية عبد الله المعلمي لنفي ذلك، مشددا على أن شطب اسم التحالف من القائمة كان إجراء تصحيحيا لكونها ارتكزت على معلومات قدمها طرف واحد من دون التنسيق أو التشاور مع السعودية أو التحالف.
من نيويورك يجيب الصحفي المتخصص في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام عن: لماذا أدرج التحالف ولماذا شطب؟ قائلا إن بان تعرض لانتقادات شديدة عند حذف الاسم من منظمة العفو الدولية ومن هيومن رايتس ووتش ومن الصحافة المعتمدة.
الحذف والإضافة
وأضاف لبرنامج "ما وراء الخبر" حلقة (10/6/2016) أن بان ذكرهم بما عمله حين حذف اسم إسرائيل من قائمة انتهاك حقوق الأطفال، بما يعني أن الخيار ليس خياره وأن من السهل الضغط عليه.
لكن الحكاية بالنسبة لصيام ليست هنا، فالأمين العام -كما يذهب- هو الأضعف في تاريخ المنظمة الدولية، وأن التقرير الصادر عن ليلى زروقي ممثلة الأمين لشؤون الأطفال والصراعات المشهود لها بالمصداقية والمهنية ألحقت به قائمة العار (التي تعرف عربيا بالقائمة السوداء) ولم يكن التحالف العربي ضمنها.
ويختم بأن إضافة اسم التحالف جرت صباح يوم الجمعة الماضي ثم انفجرت الفضيحة، وكان ينبغي -وفقا له- أن تلتزم الأمم المتحدة بما جاء في تقرير زروقي وأن يدافع بان عنه لا أن يضيف اسم التحالف أو أن يشطب اسم إسرائيل المثبت في القائمة.
أمين ضعيف
من لندن قال الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان إن التفسير الوحيد لإدخال التحالف في القائمة وشطبه هو أن بان ليس أمينا عاما قويا قادرا على اتخاذ قرارات باتزان.
ومضى يقول إنه من الأساس كان ينبغي للأمم المتحدة أن توفر فريقا يتعامل مع الأزمة اليمنية بشكل جيدا، ولا سيما أنها تتحرك نيابة عن المجتمع الدولي ولديها قرارات تحت البند السابع، لكنها تصرفت كنعامة.
وخلص في هذه النقطة إلى أن روسيا كانت هددت سابقا بتقديم مشروع قرار بشأن القضايا الإنسانية في اليمن بهدف الزج باسم التحالف لردعه أو مضايقته إرضاء لإيران.
أما من الرياض فقال الكاتب والمحلل السياسي سالم اليامي إن بان كي مون لم يكن مجبرا على تقديم تنازلات، وإنه إذا تلقى ضغوطات من أي جهة فإن ذلك يعكس درجة ضعفه.
وأضاف أنه كان يؤمل قبل عشر سنوات أن يصلح بان مسار المنظمة الدولي في مسارين، الأول آلية وميثاق المنظمة، والثاني إصلاح الجانب الإداري والمالي وما يعتوره من خلل، لكن لم يتم شيء من هذا.
وواصل القول إن الصيغة المدرسية التي أدرج فيها اسم التحالف تشير إلى خلل فادح، إذ إن الطرف الذي تعتبره الأمم المتحدة ناهبا للسلطة ومعتديا يشكل في نفس الوقت مصدرا لمعلومات أممية.
ولفت إلى أن المشاورات في الكويت التي طال بها الأمد تحيل على الدور الضعيف للأمم المتحدة التي لا تديرها بشكل جيد وليست لديها القدرة على مواجهة الطرف المعطل لها، ثم جاءت أزمة التقرير الأخير لتضفي مزيدا من الظلال السلبية.