2016-06-11 الساعة 05:56م (يمن سكاي - متابعات)
يجتمع حالياً في مدينة دريسدن الألمانية مجموعة من قادة النخب الاقتصادية والسياسية والفكرية الأطلسية في ما يعرف بـ “مؤتمر بيلديربيغ السنوي” الذي يجري تحت حراسة مشددة وفي غرف مغلقة لا تحتوي على نوافذ.
ووفقاً لصحيفة دي.أن.أن المحلية سيقوم قرابة 400 مسلح بحماية الفندق مقر المؤتمر معززة بحواجز إسمنتية في محيطه.
ويوصف المؤتمر الذي انطلق عام 1954 في مدينة بيلديربيغ الهولندية بدعوة من الأمير الهولندي بيرنارد بأنه من يضع أجندة “الحكومة العالمية الموحدة” التي تتحكم بسياسات واقتصاديات العالم من خلال جلسات عصف فكري على مدار ثلاثة أيام لا تخرج نتائجها للعامة، ولكنها تصل مباشرة لصناع القرار في الحكومات والبرلمانات المعنية.جلسات النقاش تسير وفق ما يسمى ب” مبدأ شاثام هاوس السري”، حيث يتفق المشاركون على إبداء رأيهم بحرية بشرط بقاء المعلومات داخل الغرف وعدم خروجها للعامة والإعلام.
ويتوزع المؤتمر على لجان تناقش عدة سياسات متعلقة بالشأنين الاقتصادي والسياسي للعالم. رئيس اللجنة الإدارية للمؤتمر هو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينجر.
ووفق ما تسرب ونشر مؤخراً فإن محادثات تركيا مع الاتحاد الأوروبي بخصوص اللاجئين و استفتاء بريطانيا بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي ستطغى على محادثات بيلديربيغ هذا العام. موقع بريتبارت الأمريكي أشار إلى أن اهتمام هذه النخب بقضية اللجوء لأوروبا ناتج عن اهتمام الشركات الكبرى بالحصول على عمالة رخيصة قادمة من الشرق. ولم يخف الكاتب البريطاني شارلز سكيلتون بغضه لهذه النخب عندما وصفهم في صحيفة الجارديان بأنهم يتنفسون فقط من أجل زيادة أرباحهم.
ويعتبر هذا المؤتمر فرصة للسياسيين في تأمين وظائف لهم في المستقبل. فمثلاً كانت دعوة توني بلير الأول للمؤتمر عام 1993 عندما كان عضواً في البرلمان، وبعد خروجه من الحكومة أصبح عضوا مؤثراً في عدد من الشركات والمؤسسات الدولية. رئيس الاستخبارات البريطانية الأسبق جون ساويرز شوهد يتناول الحديث الجانبي مع رئيس مجلس إدارة بريتيش بيتروليوم خارج الفندق في كوبينهاجن عام 2010، حيث أصبح فيما بعد عضوا في مجلس إدارة للشركة. كذلك فقد حضرت السورية بسمة قضماني الناطقة الرسمية السابقة للمجلس الوطني السوري مؤتمر عام 2012 حيث أصبحت فيما بعد عضواً في عدد من مراكز الأبحاث الفرنسية والبريطانية المؤثرة ومنها شاثام هاوس في لندن.
وحتى تظهر على مستوى من الشفافية للعامة فقد أصدرت اللجنة الإدارية نشرة صحفية مختصرة عن أسماء الحضور وأجندة نقاشات هذا العام. اللجان الفرعية ستشمل الصين والهجرة لأوروبا والإصلاح والشرق الأوسط وروسيا والسياسات الجيوسياسية للطاقة والطبقة الوسطى والأمن الوظيفي للعاطلين عن العمل والإبداع التقني وأسعار السلع. ولم يعط التصريح الصحفي الصادر عن موقع المؤتمر أي تفاصيل إضافية عن النقاشات.
عدد المشاركين هذا العام وصل إلى 150 مشاركاً. ولوحظ ارتفاع عدد المشاركين الألمان الذي ربما يدل على الدور المؤثر الذي تلعبه ألمانيا فكرياً على المستويين الأوروبي والعالمي. ومن المشاركين هذا العام ملك هولندا ووزير خارجية النرويج والرئيس الأسبق للمفوضية الأوروبية وعضو برلمان بريطاني عن حزب العمال ونائب رئيس المفوضية الأوروبية الحالي ووزير الدفاع الدنماركي ووزير الدفاع الألماني ورئيس الوزراء البلجيكي ووزير المالية الكندي ورئيس الوزراء الهولندي ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي. ومن الشركات الكبرى سيحضر رئيس مجلس إدارة بنك أتش بي سي البريطاني والرئيس التنفيذي لأيربص والرئيس التنفيذي للبورصة الألمانية، إضافة لعدد من ممثلي شركات الاستشارات ومراكز الأبحاث الأمريكية والأوروبية.
الشخصية العربية الوحيدة الحاضرة هي عمدة مدينة روتردام الهولندية أحمد أبوطالب. أما إعلامياً فقد تمت دعوة ثلاث شخصيات فقط هم رئيس تحرير بلومبيرغ ورئيس تحرير الإيكونوميست وكبير مراسلي الأخبار الدولية في أن.بي.سي الأمريكية.