2016-06-22 الساعة 10:42م (يمن سكاي - متابعات)
تمكن برنامج “الصدمة” التوعوي لفت الأنظار إليه منذ بداية عرضه، فالفكرة التي تعد مبتكرة بين أفكار البرامج المتناسخة في رمضان استطاعت أن تجذب متابعة كبيرة لها.
ولاقى البرنامج منذ بداية عرضه ترحيبا شديدا من الجمهور، كما أن الكثيرين أشادوا بردود فعل الناس على المواقف، معتبرين أن المجتمعات العربية ما تزال تنعم بالنفوس الخيرة وأصحاب الضمير. خاصة المجتمع العراقي الذي أثنى الكثيرون على أخلاقياته العالية وحسن تعامله مع الظواهر السلبية.
الانفعال لا يصنع موقفًا
ومع أن البرنامج يهدف إلى التوعية المجتمعية، لكن صياغة المشاهد التمثيلية لا يبدو أنها تعطي النتيجة المرجوة. فمثل هذه البرامج تحتاج إلى الاستناد على أسس علمية نفسية واختبارها على الفرد والمجتمع بطريقة منهجية مدروسة.
فيما يقدم البرنامج مواقفا مبالغا فيها وانفعالية بشكل كبير، بحيث أنه من البديهي أن تستفز أي شخص، وليس له علاقة فعلية بسلوك المجتمعات. فعلى سبيل المثال أن تضرب وتهين أمك أو أبيك في أي مجتمع وأمام أي أحد، لابد أن يستفزه ويمثل له سلوكا منافيا للإنسانية. كما أنه لا يفعّل قدرة التأمل والتفكير لدى المتابع، طالما أن المشهد مقدم بطريقة انفعالية وليست بناء على دراسة يستطيع من خلالها المتابع أن يتأمل نفسه ويعيد تقييم ذاته.
التشكيك بنزاهة البرنامج
لم يخل البرنامج من اتهامات بالفبركة والخداع، حيث اتهم إعلاميون منهم السعودي حسام الحارثي، فريق عمل البرنامج، بالخداع والفبركة، خاصة مع حلقة “طرد مشرد”، بعد أن تعرّف على أحد “الممثلين” الذين عملوا سابقا معه، والذي ادّعى في البرنامج أنه مواطن “مصدوم” بعد تعرّضه لموقف خلال إحدى الحلقات التي تم تقديمها.
كما صرح الإعلامي خالد القطان، إنّ البرنامج خبيث في فكرته، ويعتمد على المتاجرة بمشاعر الناس، بمواقفه الانفعالية التي تعتمد على المبالغة.
وما لبثت هذه التصريحات أن تحولت إلى هاشتاغ #برنامج_الصدمه_كذبه، ما أثار جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، حيث أيد كثيرون الحارثي في اتهاماته، وقالت “هيا بنت عبد العزيز”: “برنامج يشوه سمعة السعوديين على حساب الشعوب الثانية، برنامج منحط”.
وعلق “ماجد الحربي”: “غير مستغرب هذا الشيء من البرامج العربية، باستثناء ما يقدمه أحمد الشقيري”.
وقالت “شروق”: “اكتشفت إن أي أحد يحاول يخدع الشعوب العربية لازم نجيب بالأخير راسه”.
الغاية تبرر الوسيلة
على جانب آخر، ردّ الإعلامي خالد الفراج، على اتهامات الحارثي، حيث قال في تغريدة له متسائلا: “OK، لكن هل استفدنا من هذه الكذبة بأن يكون لك موقفا إنسانيا، أم الغرض فقط هو تصيد الأخطاء وكأنك كامل!”.
وأيده مغرّدون بأنه بغض النظر عن أنّ البرنامج مفبرك، فالأهم هو الهدف الذي يسعى من خلاله إلى تحريك الضمير وإيقاظ الأخلاق، حيث رأت “الياسمين”: “فلنفرض أنه كذبة! ماحرك مشاعرنا وخلانا نعيد حساباتنا ويا إنسانيتنا؟عالأقل استفدنا أحسن من كذب برامج ومسلسلات”.
وأيدها “المتباهي”: “حتى لو كان البرنامج كله كذبه بكذبة! يكفي أنه يذكرنا بالإنسانية الي فقدناها وكيف ممكن المفروض نكون”.
من جهته، خرج منتج برنامج “الصدمة”، أوس الشرقي، على قناة العربية، ونفى ما تردد على لسان كثيرين حول عدم مصداقية البرنامج، موضحًا أنّ أحد الشباب الحاضرين في الحلقة التي تناولت موضوع إهانة شخص مشرد، بعدما علم أنه كان جزءاً من برنامج تلفزيوني، طلب من مسؤول إنتاج البرنامج أن يساعده في العثور على فرصة له بمجال التمثيل، بحسب صحيفة “الأنباء”.
وأشار الشرقي إلى أنّ الشاب تسنت له فرصة التمثيل بعد ذلك (وهو ما دفع إلى اتهام البرنامج بالفبركة)، مبيناً أن هذه الحلقة تم تصويرها قبل 5 أشهر.
ويعتمد برنامج “الصدمة” على طرح مواقف مختلفة يتعرض لها الجمهور، وقياس ردود أفعالهم بناء عليها. ويسعى البرنامج من خلال مشاهد تمثيلية إلى تسليط الضوء على ظواهر أخلاقية سلبية لنشر التوعية حول ضرورة تصحيحها. كما يبرز رد فعل المجتمعات وتعاملها الأخلاقي مع المواقف أمامها.