2016-09-09 الساعة 01:55ص (يمن سكاي - متابعات)
قد لا تصدق، أن مطعماً بقرية فلسطينية، تحدثت "العربية.نت" إلى صاحبه الخميس، وصلت شهرته بشكل خاص إلى بلاد الشرق البعيدة في الصين واليابان وأستراليا ونيوزيلندا، كما إلى معظم دول القارات عبر وسائلها الإعلامية، لأن 8 صينيين، رافقتهم مترجمة إسرائيلية، تناولوا الطعام فيه يوم الجمعة الماضي، وخرجوا دافعين 16500 شيكل إسرائيلي، تعادل أكثر من 4400 دولار.
في الخبر القصير، المنشور عن "مجزرة الفاتورة" بالإعلام الإسرائيلي، حتى والأوروبي، الكثير مما ليس صحيحاً، إضافة إلى مبالغات وضعوها كبهارات عليه، وجعلته من نوع يصعب تصديق بعضه، كالقول إنهم دخلوا المطعم ظهرا وخرجوا عند منتصف الليل، وبأن المطعم جاء بفرقة صينية تسليهم، وأنهم أكلوا 30 كيلو لحم، وغيره مما لا يقبله العقل، لذلك اتصلت "العربية.نت" بصاحب مطعم "أبو غوش" الواقع في قرية تحمل الاسم نفسه، وقريبة 15 كيلومترا من القدس المحتلة، وهو الفلسطيني جودت ابراهيم.
أخبر جودت عبر الهاتف أن الزبائن كانوا 6 صينيين، ومعهم صينيان آخران، كحرس خاص، إضافة إلى مترجمة إسرائيلية تناولت الطعام معهم أيضا، وهو ما يؤكد "بأنهم مهمين ورجال أعمال" كما قال.
سألناه كيف عرف بأنهم رجال أعمال ومهمين، ولماذا اختاروا مطعمه بالذات، فشرح أن "أبو غوش" الذي يسع 200 زبون، هو واحد من الأشهر في إسرائيل، وجميع رؤساء وزرائها والوزراء يأتون إلى القرية خصيصا ليتناولوا طعامهم فيه "وزارته أيضا وفود فلسطينية وإسرائيلية زمن مفاوضات السلام بين الطرفين، كما تناول الطعام فيه مسؤولون أميركيون شاركوا فيها" وفق تعبيره.
تابع وقال: "مأكولاتنا، وهي لبنانية بمعظمها، لذيذة وسعرها متوسط، وموقع القرية على تلة، يعطي للطبق لذة خاصة، وعلمت بأنهم مهمين ورجال أعمال، لأنهم حجزوا نصف المطعم لهم فقط" وفق تعبير جودت الذي تنشر "العربية.نت" صورته أدناه، مع زوجته وأم ابنيه الوحيدين، وهي نصف صينية ونصف تايلاندية، لكنها لم تكن حاضرة لترى بني قومها يلتهمون "خروفا محشيا" في مطعم زوجها.
وذكر جودت أن الصينيين لم يصلوا إلى مطعمه ظهرا وبقوا فيه حتى منتصف الليل، بحسب المنشور خطأ في الخبر الإسرائيلي والأوروبي، بل حجزوا الخميس الماضي نصفه الذي يسع 100 زبون، وجاؤوا في السابعة مساء اليوم التالي، أي الجمعة، وخرجوا عند منتصف الليل تقريبا، لذلك كانت فاتورتهم مرتفعة "لأنهم حجزوا نصف المطعم ليوم كامل، وهم لم ينزعجوا من الفاتورة على الإطلاق، بل دفعوها فرحين ومبتهجين، وشكرونا على خدمتنا ومأكولاتنا" كما قال.
- لا يا رجل، هم أوصوا على نعجة خروف قبل يوم، فأعددناه لهم محشيا كما طلبوا، ووزنه 30 كيلو فعلا، لكنك إذا حسمت منه العظام والصوف وغيرها، فيبقى نصفها فقط للاستهلاك، ولم يأكلوا اللحم كله على أي حال، بل تقريبا 10 كيلو فقط، فقد أنزلنا على طاولاتهم مأكولات أخرى أيضا.
- طلبوا 20 زجاجة فعلا، لكنهم احتسوا 4 تقريبا، وكلها "فودكا" ماركة Beluga الشهيرة، وأنزلنا لهم على الطاولات بين 30 و40 طبقا، يعني مقبلات ومازات ومشاوي ومحاشي وحمص وبابا غنوش وفول وفلافل ونقانق وسلطات وغيرها، وبعدها حلويات وفواكه، وكل ما يقدمه المطعم تقريبا.
وشرح صاحب "أبو غوش" الذي زود "العربية.نت" بصور للطاولات وعليها ما أنزله مطعمه من أطباق، أن الفاتورة كانت 15 ألف شيكل إسرائيلي، مضافا إليها 10% خدمة، كما في أي مطعم، أي 16500 تعادل أكثر من 4400 دولار "وكانت قيمة سهرة أقاموها بينهم، لكني لم أسألهم عن مناسبتها" وكرر تأكيده بأنهم خرجوا من "أبو غوش" مسرورين.
روى جودت إبراهيم أيضا، أن رئيس الوزراء الأسبق، شيمون بيريس جاء في إحدى المرات مع جميع وزرائه فتناولوا ما لذ وطاب في مطعمه الذي وصفه بأنه "شهير دوليا، وعدد كبير من المحطات التلفزيونية الأجنبية بثت عنه الأخبار". أما عن قرية "أبو غوش" البالغ سكانها 7 آلاف، فذكر بأنها شهيرة سياحيا "ومن يأكل عندنا فيها، يعود ثانية في كل مرة" كما قال.