مسئول أمريكي: الصين تسعى الى عزل أمريكا عبر وساطة تقودها بين المملكة وإيران
2017-03-14 الساعة 09:00م (يمن سكاي - متابعات )
يرى مسؤول أمريكي سابق بأن الصين تسعى لحل النزاع بين المملكة العربية السعودية وإيران بهدف تعزيز مركزها في المنطقة وعزل الولايات المتحدة التي تخطط لزيادة الضغط على إيران.
وقال نائب مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأدنى «غيرالد فيرستين»، إن محادثات العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» مع الزعماء الصينيين خلال زيارته الوشيكة لبكين ستتركز على التعاون الاقتصادي إلى جانب مواضيع سياسية بما فيها إيران نظرا لارتباط الصين بعلاقات جيدة مع الرياض وطهران.
وذكر في مقال نشره «معهد الشرق الأوسط» في واشنطن، اليوم الثلاثاء، أن الملك «سلمان» سيبحث كذلك التعاون الأمني مع الصين التي تسعى إلى توسيع تواجدها العسكري في منطقة الخليج عبر ميناء (جوادار) الباكستاني ووجودها البحري في جيبوتي.
وأشار إلى أن الصين تريد -أيضا- تعزيز مصالحها في المنطقة من خلال لعب دور الوسيط المحايد لإنهاء التوتر في العلاقات السعودية الإيرانية، منوها إلى ما أسماه بالانفراج في تلك العلاقات بعد إجراء محادثات بين البلدين بشأن مسألة الحج.
وقال المسؤول الذي كان -أيضا- سفيرا لبلاده في اليمن: «إن ذلك قد يدفع بكين للاعتقاد بأن الوقت مناسب الآن للتدخل لإنهاء التوتر بين البلدين وقد اتضح ذلك من خلال تصريحات المسؤولين الصينيين الأخيرة».
وتابع: «على أي حال فإن إنهاء التوتر بين البلدين كليا يحتاج لوقت لكن يبدو أن الصينيين يعتقدون بأن مجرد القيام بهذا الدور سيؤدي إلى تعزيز مصداقيتهم كلاعب إقليمي رئيسي، بالإضافة إلى ذلك فإن تخفيف حدة التوتر بين السعودية وإيران حتى وإن كان بشكل بسيط سيؤدي إلى إعاقة جهود الرئيس دونالد ترامب في تصعيد الضغط على إيران؛ ما يعزز من مركز الصين في تعاملها مع الولايات المتحدة منفردة».
وقد أعلنت وزارة الخارجية الصينية قبل نحو أسبوع، أن بكين مستعدة للتوسط في تسوية الخلافات بين السعودية وإيران إذا اقتضت الضرورة.
من جهته، رحبت السفارة الإيرانية في الصين، بدعوة الأخيرة للوساطة لحل الخلافات بين إيران والسعودية، مؤكدة أن الخلافات بين البلدين الجارين المسلمين هي خلافات تتمثل في المواقف السياسية.
وقالت السفارة الإيرانية في بكين، إن الجمهورية الإسلامية ترحب بالدور البناء الذي تلعبه جمهورية الصين في حل الخلافات بين طهران والرياض، مضيفة أنه ليس من صالح الدولتين الجارتين المسلمتين السعودية وإيران إبقاء الخلافات بينهما.
وكان السفير السعودي لدى الصين «تركي بن محمد الماضي»، قال الأسبوع الماضي، إن المملكة ترحب بجهود الصين لإحلال السلام في الشرق الأوسط، لكن حالة إيران حالة مستعصية.
تجدر الإشارة، إلى أن علاقات الرياض وطهران لا تزال متوترة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في يناير/كانون الثاني عام 2016 على خلفية إعدام المملكة رجل الشيعي «نمر النمر» وهجمات المحتجين الإيرانيين على البعثات الدبلوماسية للممكلة في طهران ومشهد.
وعرضت الصين العام الماضي مساندة حكومة اليمن المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية في حرب ضد المتمردين «الحوثيين» الذين تدعمهم إيران، إلا أنها اضطرت للتصرف بحذر بسبب العلاقات الوثيقة التي تربطها بطهران.
كما أجرى الرئيس الصيني «شي جين بينغ» زيارة إلى كل السعودية وإيران في يناير/كانون الثاني من العام الماضي.