2017-07-05 الساعة 11:50م (يمن سكاي - الاناضول)
قال محللون سياسيون فلسطينيون إن خطاب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي ألقاه مساء اليوم الأربعاء، رسم خارطة حركته السياسية القادمة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وأجمع المحللون، في أحاديث منفصلة للأناضول، على أن "حماس" ستكون منفتحة على كافة الأطراف والدول ما يؤهلها لقيادة "المشروع الوطني الفلسطيني".
وقال مصطفى الصواف، الكاتب والمحلل السياسي، إنه من الواضح أن خطاب هنية، كشف عن أولويات "حماس"، المتمثلة في أنها "تتجه أكثر نحو الانفتاح، في بناء العلاقات الوطنية الواسعة مع دول العالم المساندة لقضية فلسطين".
وألقى هنية، اليوم، خطابًا هو الأول بعد فوزه برئاسة مكتب حماس السياسي، في مدينة غزة حول "أولويات الحركة في المرحلة القادمة".
وأضاف الصواف، التفاهمات التي تم عقدها مؤخرًا مع السلطات المصرية، سوف تنعكس "إيجابيا" على الأوضاع المعيشية في قطاع غزة.
ورأى الصواف في خطاب هنية، الذي تطرق للحديث عن تفاهمات ستمثّل توطئة لمصالحة وطنية شاملة، ستضعها الفصائل الفلسطينية مجتمعة، "بمثابة تدشين لمرحلة جديدة".
وتابع: "الخطاب كان شاملًا وليس تخصصيًا عن حماس، أو بصفته قائدًا لها، حديثه أسس لخارطة تريد الحركة رسمها وفق منظومة شاملة، ورؤية وطنية فلسطينية".
ونوه الصواف، بأن هنية، تطرق إلى البعدين العربي والدولي والعلاقات في المنطقة، ما يؤكد أن الحركة "تخرج من الإطار الفصائلي إلى الوطني".
واتفق المحلل والكاتب السياسي إبراهيم المدهون، مع الصواف، في أن خطاب هنية، "تجاوز مرحلة الفصائلية لمساحات أبعد وأشمل".
وأضاف المدهون، للأناضول، "هنية تحدث اليوم برؤية وطنية تجاوزت حركته، ومن الواضح أن خطابه كشف عن تطور حماس سياسيًا، وأنها جاهزة لقيادة المشروع الوطني، برؤية تشاركية مع القوى الفلسطينية المختلفة".
وكان هنية، أكد أن أولوية حركته تتمثل في "تحقيق المصالحة الوطنية، وبناء شراكة وطنية تجمع كل القوى والفصائل الفلسطينية".
من جانبه، قال حمزة أبو شنب، الكاتب والمحلل السياسي، للأناضول، إن "خطاب هنية، كشف عن تعزيز حماس، علاقاتها على الصعيد الاستراتيجي داخليًا مع كافة الفصائل والقوى الوطنية، إضافة إلى تأكيدها على الانفتاح على كافة الدول".
وتابع: "حماس، تتجه أكثر نحو الانفتاح في بناء علاقاتها مع دول العالم وفق رؤية وطنية واسعة لجلب الدعم والمساندة لقضية فلسطين".
وتوقع أبوشنب، أن علاقة "حماس" بالقاهرة: "ستشهد رؤية جديدة وانفتاح بقيادة هنية، ووجود يحيى السنوار، ووضع أولية لتحسين العلاقة في هذه المرحلة".
وأعلن هنيّة، خلال المؤتمر، أن حركته فتحت "صفحة جديدة" في علاقتها مع مصر.
وقال إن تلك العلاقة، شهدت في الفترة الأخيرة، "نقلة نوعية".
وعبر هنية، عن تطلعه لـ"تعاظم الدور المصري مجددًا في كافة المسارات المتعلقة بالقضية والشأن الفلسطيني".
وعن علاقة "حماس"، بقطر وإيران، يرى أبو شنب أن الحركة "ستحافظ على علاقة متوازنة بقطر ولن تشهد أي تراجع مع إمكانية تخفيف تواجد قيادة حماس (في قطر)، لرفع الحرج عن الدوحة، فيما ستشهد علاقتها بطهران تطورًا كبيرًا وأسرع مما يعتقد البعض".
وشكر هنيّة، إيران، على دعمها لكتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلّح لـ"حماس".
وخلال خطابه وجه شكره للسعودية وتركيا وقطر ومصر، هذه الأخيرة التي أكد أن علاقات حركته معها (مصر) تتطور بشكل جيد.
ودعا هنيّة، إلى "حقن الدماء وتعزيز منهجية الحوار للتوافق على حلول مناسبة للقضايا موضع الخلاف والنزاع سواء داخل الأقطار أو فيما بين الدول العربية والإسلامية".
وعبّر عن رغبة حركته في وحدة الأمة، داعياً دول الخليج، إلى "معالجة الخلافات بالحوار وبتغليب عوامل الوحدة التي ميزّتهم"، في إشارة منه إلى الأزمة بين السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى.