2017-09-17 الساعة 11:45م (يمن سكاي- اخباراليوم - اياد البحيري)
في عملية هي أخطر من الحرب على مستقبل اليمن أجبرت مليشيات الحوثي الآلاف من أطفال اليمن ممن هم دون سن الـ18 عاما على خلع زيهم المدرسي وحمل السلاح والتوجه إلى جبهات القتال بدلا من صفوف التعليم، تارة جبرا وبالتهديد والوعيد لهم ولأسرهم وتارة أخرى طوعا وبشتى الأساليب والإغراءات المالية والتوظيف والجنة وإيهامهم بأنهم يقاتلون أمريكا وإسرائيل وأنهم يجاهدون في سبيل الله وسيدخلون الجنة، مستغلين جهل وأمية الأسر اليمنية ووضعهم المعيشي المتردي. وتستقبل الأسر اليمنية بشكل شبه يومي العشرات من أطفالها الذين غابوا عن منازلهم لعدة أشهر يستقبلونهم محمولين في توابيت على الأكتاف جثثا ممزقة وبعضها غير مكتملة الأعضاء بعد أن وقعوا في شباك الموت الحوثية عن طريق التبعية العقائدية ولتعويض الخسائر الفادحة والعجز الكبير في صفوف عناصرها الذين قتلوا في جبهات القتال مع الجيش الوطني وقوات وطيران التحالف العربي. وأكد وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية الشرعية محمد عسكر إن الحوثيين جنّدوا أكثر من 20 ألف طفل وزجوا بهم في جبهات القتال في انتهاك صارخ لحقوق الطفل، فيما أكد تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أن اليمن هي أكثر المناطق التي شهدت ظاهرة تجنيد الأطفال خلال العام الماضي، لاسيما من جانب الحوثيين حيث ارتفع عدد الأطفال الذين يتم تجنيدهم من قبل الحوثيين لخمسة أضعاف خلال العام الماضي، مقارنة بنفس النسبة في عام 2015، وهي نسبة يجب عدم الاستهانة بها. استغلال الفقر والجهل وحول هذه الظاهرة التي فاقمت من مأساة وكارثة الحرب في اليمن، أكد المحلل السياسي اليمني الأستاذ/ عبدالعزيز المجيدي لـ"الأنباء" أن تجنيد مليشيا الحوثي للأطفال هو عمل ممنهج منذ حروب صعدة السابقة وهناك تقديرات تتحدث عن قرابة 20 ألف طفل في صفوف المليشيات الحوثية وقد قتل كثيرون في المعارك. وقال المجيدي "من الواضح أن هذا الحرص لجماعة الحوثي على تجنيد الأطفال يعكس حالة الفقر الشديدة التي تضرب المجتمع اليمني خصوصا في المناطق القبلية الشمالية التي يسود فيها الجهل ويعتمد فيها الناس على الحرب كمصدر دخل وبالتالي ستجد أن كثير من الأسر تحرص على إلحاق أبناءها من صغار السن بالمليشيات للحصول على مردود مالي، وما يشجعهم أكثر أن مسؤولي هذه المليشيات يقولون للأهالي انه سيتم وضع أبناءهم في خدمات النقاط العسكرية بعيدا عن جبهات القتال قبل أن يعودوا إليهم جثث هامدة".. وأضاف المحلل السياسي عبدالعزيز المجيدي خلال حديثه لـ"الأنباء": الدافع الأساسي للمليشيات في تصوري هو استغلال الأطفال في هذه الأعمار الصغيرة "أقل من 18 عاما" حيث يسهل تشكيل شخصياتهم وبناء مقاتلين بولاء مطلق للحركة الحوثية وزعيمها مع التبعية العقائدية ليصبحوا قوة عسكرية يمكن إلقاءها إلى الجحيم تنفيذا للأوامر، وفي نفس الوقت تتخذهم المليشيات لتعويض الخسائر الكبيرة التي يتكبدها عناصرها في المواجهات". الإغراء بالمغامرات والبطولات من جانبه قال الأكاديمي اليمني في جامعة تعز الدكتور عبدالواسع هزبر المخلافي لـ"الأنباء": أن لجوء الحوثيين إلى تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال سياسة متبعة من أول يوم تم فيه الانقلاب على الدولة الشرعية في صنعاء، بل لا نستغرب أن الأطفال والأحداث الذين لم يبلغوا الحلم كانوا ظاهرة في ثورة الحوثيين المزعومة حيث شاركوا في التجمهر والمسيرات والاعتصامات وبعد الانقلاب قدمهم الحوثي كوقود إلى محرقة الحرب ولا زال إلى اليوم يمارس هذه الجريمة الشنعاء في حق الطفولة اليمنية". وأضاف المخلافي" الحوثي لا يحترم دساتير ولا قوانين ولا أنظمة ولا مواثيق ولهذا يستخدم براءة الأطفال وطهارتهم ونقاوتهم في تدميرهم وإغرائهم بالمغامرات والبطولات فيقضي بهم حاجته الخبيثة ويلقيهم إلى التهلكة بالمكر والخديعة والتظليل، وعليه فاستخدام الحوثي للأطفال دون السن القانونية وفي حرب ظالمة باغية هي سياسة معتمده ومقرة عند هذه الجماعة".. تجنيد إجباري ونسخة إيرانية وفي سياق هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل اليمن وجه زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير أمس الأول بإعادة التجنيد الرسمي الإجباري لجميع خريجي الثانوية العامة لرفد جبهات القتال، وتسعى جماعة الحوثي لفرض التجنيد الإجباري والخدمة العسكرية الإلزامية على الطلاب من خريجي الثانوية العامة لتحقيق تعبئة عسكرية وتعويض أي نقص في أعداد المقاتلين أثناء المواجهات، واستدعاء المجندين عند الحاجة. وتحدث المجيدي لـ"الأنباء" عن دعوة زعيم جماعة الحوثي للتجنيد الإجباري وقال "دعوة الحوثي الأخيرة للتجنيد الإجباري هي في سياق الدعوات المستمرة لرفد الجبهات بالمقاتلين، وفي خطابه الأخير تصرف الحوثي كمرشد لـ"الثورة" كما في النسخة الإيرانية وأصبح يوجه الجهات الرسمية للشروع في التجنيد باعتباره صار يمثل سلطة دولة من وجهة