2017-10-24 الساعة 09:01م (يمن سكاي - متابعات)
تدور أسئلة عدة عن مستقبل العلاقة بين مليشيا الحوثي وحزب المؤتمر الجناح الذي يتزعمه المخلوع علي عبد الله صالح، الذي هدد بالانسحاب من الشراكة مع الجماعة، بعد اشتداد ضغوطها على أنصاره، جراء حملة الإقصاء التي يتعرضون لها في هياكل الدولة بالمدن التي يسيطرون عليها بما فيها العاصمة صنعاء.
لكن تهديد حزب صالح ليس الأول ولن يكون الأخير، وفقا لمراقبين، والذي جاء في رسالة بعثها قبل أيام الى المجلس السياسي، واشتكى من الإقصاء والاعتداءات على التابعين له، من قبل حلفائه الحوثيين، الذين يرفضون هذه الاتهامات.
ويستبعد محللون يمنيون، أن تتطور أزمة الصراع بين الطرفين، إلى "قطعية"، ما لم تفرز الأحداث السياسية، متغيرات جديدة، بينما يطرح آخرون أن القطيعة واردة بينما الانسحاب من الشراكة التي يتمثلها المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ غير المعترف بها دوليا.
تنفيس الاحتقانات
الصحفي والمحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة قال إنه "لا جديد في الاتهامات بين شريكي الانقلاب، وهي جزء أصلا من تحالف الضرورة، القائم على النفعية والانتهازية السياسية".
وأضاف أن تلك التصرفات والسلوكيات لن تنته، نظرا للتنسيق الموجود على مستوى قمة الهرم ووجود تفاهمات كبيرة بين قياداتهما.
وأشار إلى أن إبراز الخلافات وتناولها من قبل ناشطي الطرفين، الهدف منه "تنفيس الاحتقانات على مستوى القواعد، واستمرار لسياسة خداع الجماهير وبيع الوهم بأن كل طرف مازال بيده التهام الطرف الآخر". على حد قوله.
وبحسب الصحفي اليمني فإن قيادة حزب المؤتمر الممثلة بالمخلوع صالح وأمناء العموم، عارف الزوكا وياسر العواضي، يبدون أكثر على تقديم التنازل تلو الأخر، ومحاولة استجداء رضا القيادات الحوثية.
فيما تظهر القيادات الوسطى والدنيا في الحزب، وفقا للزرقة أكثر شجاعة في انتقاد ومحاولة مواجهة الحوثيين، رغم التزام القيادات بالتهدئة وغض الطرف عن تجاوزات الحركة على أنصار المؤتمر.
واستبعد أن تكون هناك قطيعة بين شريكي الانقلاب على المستوى المنظور على الأقل، ما لم تحدث تطورات مفاجئة وتظهر تحالفات جديدة عندها من الممكن انفراط عقد هذا التحالف.
أما بالنسبة للتهديد بالانسحاب من الشراكة، أوضح المحلل اليمني أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يعلن فيها صالح ذلك، بينما هو في حقيقة الأمر بات غير قادر على اتخاذ أي موقف حقيقي من الحوثيين خصوصا وقد سلم قواته وأدواته وكل التنازلات لهم وعلى وشك الانتهاء.
من جهته، اعتبر رئيس مركز الجزيرة العربية للدارسات أنور الخضري، أن علاقة صالح والمؤتمر بجماعة الحوثيين كانت تحالفا أراد كل طرف فيه تحقيق مصالحه، إلا أن الجماعة تحولت إلى قوة نافذة لاعتبارات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية ومذهبية.
وأضاف أن "صالح بات ضعيفا، وغير قادر على مواجهة حلفائه الحوثيين، لأنه يدرك أن ذلك انتحار". حسب وصفه
ووفقا للخضري فإن تحالف الحوثي وصالح على وشط الانتهاء، وسيقوم كل طرف بإظهار قوته التي سيفرض بموجبها شروطه، تزامنا مع الحديث عن قرب إجراء اتفاق سياسي في البلاد. مؤكدا أنه من الصعب على الحوثيين التراجع عن مكاسبهم، فيما سيرضى صالح بما انتهى إليه هو وحزبه.
ولفت رئيس مركز الجزيرة للدراسات إلى أن المواجهة بين الطرفين انتحار، لكن توقع أن يقوم أحدهما بعملية جراحية عاجلة لإنهاء حالة الالتصاق لصالحه. مشيرا إلى أن الحوثيين يشعرون بخوف شديد نتيجة عداوة الجميع لهم وإمكانية غدر صالح بهم لذلك يسابقون الزمن في نزع قدراته من يده.
القطيعة واردة
وفي السياق ذاته، قال القيادي في حزب المؤتمر عادل الشجاع، إن القطيعة مع الحوثيين واردة، لكنه استبعد انسحاب المؤتمر من الشراكة معهم. حسب رأيه.
عربي21