أهم الأخبار

اول وزير داخلية في تاريخ اليمن مدني.. هل الامن يتطلب مهندس زراعي؟

2017-12-26 الساعة 01:38ص (يمن سكاي - متابعات)

شكل صدور قرار الرئيس عبدربه منصور هادي بتسمية وزير جديد للداخلية مفاجأة غير متوقعة لغالبية اليمنيين، كونها المرة الاولى في تاريخ البلاد ان يعين شخصية مدنية في منصب امني وفي ظروف معقدة للغاية

المهندس الزراعي احمد الميسري جاء الى حقيبة الداخلية ونائبا لرئيس الوزراء، من الوزارة التي كانت في صميم تخصصه وهي "الزراعة والري" ولم يحقق فيها أي انجاز، فكيف سيكون الحال وقد اصبح معنيا بواحد من اهم الملفات في الوقت الراهن حيث تشهد المحافظات المحررة اضطرابات امنية غير مسبوقة وانتشار واسع للارهابيين من تنظيمي القاعدة وداعش.

وبحسب مراقبون سياسيون، فان هذا التعيين الغامض لا يحمل أي تفسير سوى ان الرئيس هادي يعزز سيطرته على "الحقائب الوزارية" لصالح الموالين له، دون أي اعتبار لما سينجزوه.. مؤكدين ان الظرف الامني وتاريخ الاخفاقات والتقلبات في السجل الحافل للوزير الجديد، يبدو عنوانا واضحا لما سيكون عليه الحال في الايام القادمة.

 وسخر كثيرون، من هذا القرار على خلفية عدم وجود أي ارتباط بين هندسة الزراعة وصناعة الامن، لافتين الى ان اخفاقات الشرعية المتكررة في اختيار كوادرها واعتمادها على القرابة والمحسوبية كعامل اساسي تدمر مقومات وكيان أي دولة.

واشار خبراء امنيون، الى ان تعيين شخصية مدنية وزيرا للداخلية في ظروف اليمن هذه يحمل كثير من الاستخفاف واللامبالاة بتعزيز الاستقرار، مؤكدين ان الامن تخصص وعلم وخبرة ميدانية، وليس لمن يوالي هذا الطرف او ذاك سياسيا.. مبدين تشاؤمهم من المستقبل الامني على ضوء التعيين الاخير، والسابق، حيث تشهد الاوضاع الامنية تدهورا كل يوم.

ينحدر “الميسري” من مديرية  “مودية” بمحافظة “أبين”، مسقط رأس الرئيس هادي، وحاصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة من جامعة صنعاء.

 وشغل عدة مناصب في حزب “المؤتمر الشعبي العام”، وكان من المقربين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي عينه محافظا لابين لفترة قصيرة قبل أن تتم إقالته وتعيينه كنائب لوزير الزراعة والري في العام 2011.

وانقلب الميسري على صالح، عقب اندلاع الثورة الشعبية عام 2011، وأعلن تأييده لانتخاب الرئيس “هادي” للمرحلة الانتقالية في اليمن.

ومنذ الانقلاب الحوثي تمسك “الميسري” بشرعية الرئيس “هادي” وأعلن وقوفه مع التحالف العربي ضد الميليشيات الحوثية، وقام بمعية عدد من قيادات حزب المؤتمر في عدن بفك ارتباطهم عن حزب “المؤتمر” الذي يترأسه صالح في صنعاء، والإعلان من عدن عن فرع جديد للحزب برئاسة هادي.

وفي العام 2015 شارك “الميسري” في مؤتمر الرياض الذي عقدته الحكومة الشرعية بعد تمكن ميليشيات الحوثي من السيطرة على عدن وبقية المحافظات الجنوبية في اليمن، لكنه سرعان ما أعلن انسحابه منه لاحقًا.

وفي أكتوبر / تشرين الأول من ذات العام أصدر “هادي” قرارًا بتعيين الميسري وزيرًا للزراعة والري ، وظل في هذا المنصب حتى تم تعيينه امس الأحد بمنصب وزير الداخلية ونائبًا لرئيس الوزراء .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص