أهم الأخبار

ما الذي تستطيع ان تقدمه ايران للحوثيين بصورة عاجلة " تقرير تحليلي"

2015-03-27 الساعة 10:04م (يمن سكاي - متابعات)

لندن-ايماسك.

إيران الدولة التي تلتهم العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى، تلقت ضربة موجعة في العاصمة الرابعة التي التهمتها، تحرك عملية "عاصفة الحزم" قطع اليد الإيرانية بطريقة غير مسبوقة بعد أن وصلت إلى الحلم الفارسي بالسيطرة على باب المندب، وخنق دول الخليج.

 

يبرر الخليجيون تدخلهم في اليمن لتعلقه بأمنهم القومي من جهة، والتهديدات الإيرانية المتواصلة منذ الثورة الخمينية 1979م، والتحكم الإيراني ب"العراق" الذي يضع الخليج في كماشة إن سُيّطر على اليمن. والخوف من تحكم إيران بمضيق "باب المندب" إلى جانب تحكمها ب"مضيق هرمز" من جهة أخرى، مما يهدد الملاحة الدولية ويهدد صادرات النفط الخليجية. لكن ما يبدو غريباً وهمجياً – في آن- هي التصريحات الإيرانية أن تدخلهم في اليمن –رغم إنكارهم- جاء لحماية أمنهم القومي! ، مع أن اليمن تبعد عن إيران الآلاف الأميال؛ بعكس دول الخليج التي تمثل اليمن ضاحيتهم الخلفية.

 

عشر دول عربية ومساندة دولية، كبيرة، وتوافق خليجي وعربي ودولي، هو الأول منذ اندلاع الثورات العربية عام 2011م. ومع ذلك فإن هناك مخاوف من تدخل إيراني عسكري لإنقاذ الحوثيين في اليمن على غرار التدخل في سوريا والعراق. ومع هذه المخاوف شكوك حول قدرة التحالف على المواجهة أو تحول اليمن إلى نقطة صراع إقليمي جديدة.

 

 

 

ومع شكوك العرب ومخاوفهم حيال هذا الأمر، يبدي الإيرانيون تراجعاً في مواقفهم السابقة، فتصريح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عن استعداد طهران المساعدة لعودة الحوار الوطني في اليمني. يناقض تصريحات معاون وزير الخارجية أمير عبداللهيان أنه لا حوار إلا باستقالة هادي. و التصريحات الإيرانية السابقة على سبيل المثال قول سعد الدين زرعي، عضو الإدارة السياسية في الحرس الثوري الإيراني، بأن "الهمس بدأ يتعالى بشأن تواجد الحرس الثوري ( الإيراني) في المملكة العربية السعودية".

 

وتشير بعض الأخبار الواردة إلى أن القائد الإيراني الغامض قاسم سليماني وصل إلى اليمن، وحتى مع وجود قاسم سليماني إلى صعدة لن يستطيع قلب المعادلة الموجودة والنقص الحاد في الدفاعات الجوية لدى الحوثيين بعد أن تعرضت للقصف من قبل قوات التحالف.

 

من الصعب على إيران التدخل في اليمن لعدة أسباب: "الجغرافيا":" فإيران –كما أسلفنا- بعيدة عن اليمن بشكل كبير، بعكس سوريا والعراق القريبتان جغرافياً. التضاريس الإيرانية قريبة من تضاريس الدولتين لكن اليمن بعكسهما، وسبق أن قاتل الحرس الثوري في العراق أثناء الحرب العراقية –الإيرانية ثمانينات القرن الماضي، فالجغرافيا مختلفة".

وإيران متورطة في حربين مفتوحتين في العراق وسوريا، ومن الصعب أن تنهك نفسها في حرب جديدة إلّم تحسم إحدى الملفين، علاوة على العقوبات الاقتصادية عليها.

أم السبب الثالث وهو الأهم على الإطلاق: "لا يوجد انتشار طائفي –تعول عليه إيران دائماً- في اليمن، و"الزيدية" ليست "الحوثية"، فكثير من الزيديين والهاشميين أيضاً ليسوا في صفوف الجماعة، لذلك إذا كانت الزيدية تمثل 30% -بحسب التقديرات الإيرانية- فإن الحوثيين يمثلون 50% منها بأحسن الأحوال، ما معناه (15%) نسبة تأييد الحوثيين في اليمن، وأغلب هؤلاء لا يريدون الحرب بطبيعة المجتمع اليمني الرافض للعنف رغم كثرة الأسلحة، فلّن يقف مع الحوثي في حربه سوى (8%) من نسبة مؤيديه، أي بنسبة تقترب من( 0.3%) وأغلب هؤلاء ليسوا مدربين ويخشون الثارات القبلية. لذلك الحوثي يتحرك إلى جانب المخلوع صالح الذي يتحكم بقوات النخبة في الجيش اليمني ويعول عليهم وبدونهم سيخسر كل شيء. وصالح بالطبع لن يستمر في لعبة الحوثي كثيراً وسيتركه وقد بدأ فعلاً بالتراجع بعد أن فقد قوته العسكرية وبدأ يحاول الظهور كطرف محايد. لذلك تحاول إيران نشر التشيع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي للبقاء أطول مدة ممكنه، وهي ما فشلت فيه".

 

تدرك إيران الأسباب التي ذكرت، لكن الخطاب الإعلامي الإيراني (الثوري إن صح التعبير) مليء بالحماس والتهديد، لسببين: تخويف دول المنطقة وإرعابها من بناء إستراتيجية مقاومة أو بناء تحالفات وأن أي مقاومة لحليفها المحلي في اليمن سيدعو إيران للتدخل عسكرياً. وتشجيع الحليف المحلي (الحوثي وصالح) أنها ستقف معه ولن تخذله ما يدعه يمارس طغيان أكبر استناداً لهذا الحليف. ويمكن إعادة قراءة التصريحات الإيرانية أثناء احتجاجات "البحرين" 2011م.

 

هل إيران ستقدم السلاح للحوثيين؟ وما الذي ستقدمه إيران للحوثيين إذا لم تتدخل عسكرياً؟!، هذه التساؤلات منطقية؛ من الصعب أن ترسل إيران السلاح للحوثيين فالبحر مُحاصر، 4 قطع بحرية مصرية وصلت الشواطئ اليمنية، بالإضافة إلى التهديد الذي تقدمه قوات التحالف للموانئ بمنع الاقتراب منها (بحسب وكالة واس الخميس).

 

إيران خلال الفترة القادمة لن تستطيع تقديم سوى المساندة الدبلوماسية، والتحرك دولياً للضغط من أجل وقف الحرب، بالإضافة إلى الماكينة الإعلامية الضخمة التي تملكها والموجهة إلى العالم والشرق الأوسط

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص