2015-03-28 الساعة 06:05م
انطلقت، صباح السبت، في منتجع شرم الشيخ، شمال شرقي مصر، فعاليات القمة العربية الـ26، بحضور 14 من قادة الدول العربية، وممثلين عن 7 دول أخرى، في وقت يتوقع أن تهيمن على مناقشاتها الحرب الدائرة حالياً في اليمن.
القمة، التي تنعقد تحت شعار "سبعون عاماً من العمل العربي المشترك"، بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم تحث على الوحدة وعدم التفرق والاعتصام بـ"حبل الله" جميعاً.
وافتتح القمة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي ترأست بلاده القمة العربية السابقة (القمة 25)، وقد أكد في كلمه له أن الربيع العربي "أدخلنا في حسابات معقدة على كافة الأصعدة"، على حد تعبيره.
واعتبر أن "ما يسمى الربيع العربي لم يسفر عنه سوى عدم الاستقرار وتراجع معدلات التنمية"، واختتم الأمير كلمته بتسليم رئاسة القمة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إذ تترأس مصر القمة الحالية رقم 26.
وإضافة إلى بند ما يستجد من أعمال، تبحث هذه القمة 11 بنداً، أبرزها: مشروع قرار بتشكيل قوة مشتركة للتدخل السريع، والأوضاع في اليمن، وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، وتطوير جامعة الدول العربية، والتطورات في كل من سوريا والعراق وليبيا، فضلاً عن صيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الجماعات الإرهابية.
ويشارك في القمة زعماء 14 دولة عربية، وممثلون بمستويات دبلوماسية مختلفة لبقية الدول، من إجمالي زعماء وقادة 21 دولة عربية، في حين يبقى مقعد سوريا في الجامعة شاغراً بموجب قرار مجلس الجامعة بتعليق مشاركتها في الاجتماعات على خلفية الصراع الدائر بها منذ عام 2011.
وبجانب الرئيس المصري، الذي تستضيف بلاده القمة، يشارك فيها أيضاً كل من: العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمير قطر تميم بن حمد آل خليفة، العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرئيس السوداني عمر البشير، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وبخلاف غياب رئيس النظام السوري بشار الأسد عن القمة، يغيب عنها، كذلك، 7 من قادة الدول العربية لأسباب لم يعلن عنها، غير أن بعضهم عانى مؤخراً مشاكل صحية؛ مثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وسلطان عمان قابوس بن سعيد.
وكان البرلمان اللبناني فشل على مدار الأشهر الماضية في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً لميشال سليمان المنتهية ولايته.
ولم تنتخب ليبيا رئيساً جديداً للبلاد منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في 2011، وتعاني حالياً حالة انقسام حادة.
ويفضل بعض القادة إرسال من ينوب عنهم لحضور مثل تلك القمم دون إبداء أسباب.
وقبيل انطلاق فعاليات القمة بساعات، عبّر 5 من رؤساء الدول العربية، عن آمالهم من عقد القمة، عبر تصريحات مقتضبة على مستوى عدد من القضايا الإقليمية والعربية.
وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي: إن الدفاع عن الدول العربية ومصالح شعوبها يستدعي إقامة قوة عربية موحدة، وفق بيان للرئاسة المصرية.
أما عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فقال: إن البحرين تشارك في القمة "لنتدارس معاً ما يواجهنا من تحديات بهدف التواصل إلى رؤية موحدة وفاعلية تصب في صالح قوتنا وتلاحمنا وأمننا واستقرارنا".
قبل أن يعرب عن التوصل "إلى استراتيجية واضحة وشاملة لحماية دولنا، وذلك عن طريق الاستفادة المثلى مما لدينا من موارد طبيعية"، وفق تصريح مكتوب له نشرته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للصحفيين إن لديه "الكثير ليقوله في القمة العربية"، مضيفاً: "ننتظر دائماً وأبداً أن يكون أشقاؤنا العرب معنا، والتطورات في اليمن وفلسطين من أبرز القضايا على جدول أعمال القمة".
وركز الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، على مقترح تشكيل قوة عربية، بقوله: إن "قوة عربية عسكرية لمقاتلة الإرهاب، هي أمر مهم لمساعدة أي دولة عربية تطلب المساعدة العسكرية، ونحن في العراق لدينا الموارد البشرية والمقاتلون ويمكن حتى أن نسهم في تشكيلات هذه القوة".
وأضاف، في تصريحات صحفية: "بلادنا بحاجة إلى الجميع؛ وفي المقدمة منهم الأصدقاء والأشقاء، لإعادة إعمار ما خربه الداعشيون والإرهابيون".
في حين فضّل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن يركز على أهم قضايا القمة، وهي أزمة بلاده، قائلاً: "نتمنى ألا يلقى اليمن مصير عدد من دول المنطقة التي تعاني شعوبها من ويلات المواجهات المسلحة وأعمال العنف الطائفي"، في إشارة إلى الصراعات التي تشهدها سوريا وليبيا والعراق.
ودعا في تصريحات له مع نظيره المصري، مساء الجمعة، إلى "تعاون مصر وكافة الدول الشقيقة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، وبسط الدولة لسيطرتها على كامل الأراضي اليمنية"، وفق بيان للرئاسة المصرية.