2015-03-29 الساعة 08:02م
مر أسبوع عاصف على أسعار النفط الخام، فقد أربك تقدم الحوثيين في اليمن جميع العاملين في سوق النفط، كما أن العملية العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية قد زادت المخاوف، وبات توقع تغيير الأسعار صعباً للغاية، لكن غالبية المحللين أفادوا بأن سعر البرميل سيرتفع بشكل ملحوظ خلال هذا العام.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية العبرية أن سعر النفط الخام ارتفع الخميس الماضي بنسبة 5%، ثم عاد لينخفض يوم الجمعة بنسبة 6%.
وفي نهاية الأسبوع الماضي وقف سعر البرميل في نيويورك عند 48.43 دولاراً، في حين أنه تخطى عتبة الـ50 دولاراً خلال الأسبوع نفسه، وهو السعر الذي تحوم حوله المؤشرات منذ بداية العام.
أهمية موقع اليمن
وعن اليمن تقول الصحيفة إنها تنتج أقل من 0.2% من النفط اليومي في العالم، لكن موقعها الاستراتيجي في الممر بين الخليج العربي والمحيط الهندي من ناحية، وقناة السويس من ناحية أخرى، أدى إلى مخاوف كثيرة من إلحاق الضرر بخط التجارة العالمي المركزي، الذي تمر منه ناقلات نفط كثيرة في طريقها من دول الخليج العربي إلى أوروبا والولايات المتحدة.
قيمة الدولار
ومن العوامل التي تؤثر على سعر منخفض للنفط هو الدولار، الذي ارتفعت قيمته في السنة الأخيرة بشكل ملحوظ أمام غالبية العملات؛ وارتفاع الدولار يعني أن الجهات المنتجة لا تحتاج لرفع الأسعار من أجل ملائمتها لمؤشر التضخم في عملتها.
التوتر الأمني
على الرغم من الأوضاع الأمنية المتوترة، تقول الصحيفة إن غالبية المحللين يرون أن أسعار النفط سوف تزداد في السنة الحالية، وقد يتراوح سعر البرميل بحسب التوقعات بين 20-90 دولاراً، وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة "بلومبيرغ" الاقتصادية وشارك فيه 39 خبيراً اقتصادياً، جاء أن سعر البرميل سيرتفع إلى 69 دولاراً في الربع الرابع من السنة الحالية.
ومن أهم الأسباب التي تقف وراء توقعات ارتفاع سعر النفط التقديرات التي تشير إلى أن منتجي النفط سيقومون بخفض الإنتاج إذا بقيت أسعار النفط منخفضة؛ مما سيؤدي لتقليص الفجوة بين العرض والطلب.
العروض الجديدة تملأ السوق
وهنا تقول الصحيفة إن موازين القوى في عالم النفط تغيرت بشكل جذري بالسنوات الأخيرة؛ فقد قللت العقوبات على إيران الارتباط العالمي مع النفط الإيراني، كما انضمت مؤخراً دولة أخرى من دول النفط الأساسية لقائمة العقوبات وهي روسيا.
إلى جانب ذلك، فإن سنوات القتال الطويل في الشرق الأوسط أضرّت بإنتاج النفط ونقله من الشرق الأوسط، من ناحية أخرى أخذت الولايات المتحدة بتطوير قدراتها على إنتاج النفط ما حوّلها لأكبر منتج للنفط في العالم، وعليه من المتوقع أن يغرق السوق العالمي بعروض النفط، في الوقت الذي انخفض فيه الاقتصاد العالمي منذ سنوات.