2015-03-31 الساعة 08:40م (يمن سكاي - متابعات)
إن شركات صناعة السيارات تخشى من آبل في الوقت الذي تقلب فيه يوتيوب، ونيتفليكس، وآمازون صناعة التلفزيون رأساً على عقب. كما غيرت سكايب، وفيسبوك، وتويتر، وسناب شات، وغيرها مفاهيم المستهلكين عن كيفية التواصل بين بعضهم البعض وتكاليف هذا التواصل.
إن القطاعات ورسم الخطوط العريضة للصناعات -كما نعرفها- تنهار الآن.
اختفاء التصنيف السهل
تصالح مع الواقع
اختفاء التصنيف السهل
ذات يوم، كانت هذه الخطوط ترسم عالما واضح المعالم إلى حد كبير. فكانت شركات السيارات تصنع السيارات فقط وكانت في قطاع صناعة السيارات. وكانت شركات الهاتف تضمن تمكيننا من الحديث مع آخرين على بُعد مسافات بعيدة للغاية، وكانت في قطاع الاتصالات. وكانت شركات البث تصنع البرامج التلفزيونية، وكانت في قطاع الإعلام.
كان كل شيء مرتباً ومنظما. وكان بوسع المحللين أن يصنفوا الشركات بسهولة وأن ينبئوا الأسواق بقيمتها، وكان بوسع مجالس الإدارات أن تشرف على الشركات وعينها على مصلحة المساهمين، وكان كل شيء في العالم منظما، إلى أن تبدلت الحال.
"تراجع العديد من الشركات التقليدية لأنها كانت ملتصقة بشدة بتعريفها التقليدي "
إن هذا العالم -حيث تمكن القطاعات المحددة بوضوح التصنيف السهل لما تقوم به الشركات- يختفي أمام أعيننا.
فهل آبل شركة تكنولوجيا أو لصناعة الساعات الفاخرة؟ وهل غوغل شركة محرك بحث أم إنها شركة صناعة سيارات متوقعة النجاح لتصنيع مركبات بدون سائق؟
ولكن في مقابل كل شركة آبل أو غوغل، هناك شركات تبدو مبدعة لكنها أصبحت عتيقة أو تخلفت عن الركب. فشركات مثل كوداك ونوكيا -على سبيل المثال- تقدم قصة تحذيرية للشركات التي بدأت حياتها مبدعة مبتكرة.
وكانت نوكيا -بشكل خاص تُعَد حالة للدراسة في مجال تجديد الشركات- النموذج المثالي للتغيير الثابت من القمة إلى الأسفل. فهي الشركة التي دخلت القطاعات وخرجت منها حسب الحاجة: الورق، والإطارات، والأحذية المطاطية، والاتصالات. ولكنها رغم هذا ضلت الطريق، فمع بيع أعمالها في مجال الهاتف المحمول لشركة ميكروسوفت، تشكك كثيرون في قدرتها على التعافي وإعادة اختراع نفسها مرة أخرى. (بطبيعة الحال، حتى لو تجد نوكيا طريقها أبدا، فإن خسارتها ربما تكون مكسباً لفنلندا في الأمد البعيد، حيث تخرج الشركات البادئة إلى الوجود من عقول العاملين السابقين في الشركة من ذوي المهارات العالية).
والعديد من الشركات التقليدية أيضاً تراجعت لأنها كانت ملتصقة بشدة بتعريفها التقليدي. ومثل كوداك، هناك علامات تجارية أسطورية أخرى لم تبدع جديدا: بولارويد، وراديو شاك، وبوردرز، وأكواسكوتوم، وبلوكبستر، والقائمة تطول.
وقد تصور مديرو هذه الشركات أنهم يفعلون الصواب: بعدم التشتت عن "العمل الأساسي". وكان أعضاء مجالس إداراتها يعرفون الصناعة ويملكون كل المؤهلات المناسبة للإشراف على المديرين.
لكن المديرين وأعضاء مجالس الإدارات كانوا وكأنهم يضعون غمامة على أعينهم. فهم لم يفسحوا المجال حول الطاولة لأولئك الذين كان بوسعهم أن يروا أن مصير الشركة لم يكن يكمن في الخط المستقيم إلى الأمام فحسب، بل وأيضاً في خطوط جانبية.