2015-01-17 الساعة 04:48م
شهدت عدة دول عربية، اليوم الجمعة، خروج مظاهرات نصرة للنبي محمد (خاتم الأنبياء)؛ احتجاجًا على نشر مجلة “شارل إيبدو” الفرنسية رسومًا مسيئة له الأربعاء الماضي، بحسب وكالة الأناضول.
ففي القدس، وعقب انتهاء صلاة الجمعة وتحت الأمطار الغزيرة خرج المئات من الفلسطينيين في مسيرة في ساحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
وحمل الفلسطينيون لافتات كبيرة مكتوبًا عليها: “محمد رسول الله”، و”قائدنا للأبد سيدنا محمد”،”فداك أبي وأمي يا رسول الله”، بالإضافة إلى التلويح برايات خضراء.
وردد المشاركون هتافات من بينها: “محمد قائدنا”، و”لن تنحني أمة قائدها محمد”، و”الله غايتنا والقرآن دستورنا والرسول قدوتنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”، و”الله أكبر”.
وشارك في المسيرة أطفال وشباب ورجال وكبار سن، وتواجدت قوات من الشرطة الإسرائيلية في محيط المسجد ولكن ليس في ساحاته.
وفي الأردن، خرج الآلاف في مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط العاصمة عمان بعد صلاة الجمعة.
وشهدت المسيرة التي نظمتها “اللجنة الوطنية الأردنية لنصرة النبي” (تضم جهات شعبية وحزبية ونقابية) مشاركة عضويّ مجلس النواب علي السنيد ومحمد الرياطي والنائبين السابقين وصفي الرواشدة وعلي الضلاعين، وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين على رأسهم نائب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي “علي أبو السكر” وعدد من ممثلي العشائر الأردنية.
وفي حديث للأناضول، قال النائب السنيد لـ الأناضول إن “على فرنسا إعادة النظر بسياستها بالسماح لشارلي إيبدو بنشر الرسوم المسيئة للرسول الأكرم”، مؤكداً أن “الأردنيين لن يتوقفوا عن مظاهر انتصارهم للرسول بشتى الوسائل”.
من جانبه، قال النائب السابق وصفي الرواشدة، أحد أبرز منظمي المسيرة، إن “على العالم الإسلامي الوقوف وقفة رجل واحد لنصرة نبيه، وأن يبدأ بمقاطعة البضائع الفرنسية”.
وأضاف لـ الأناضول أن “على حكومات العالم الإسلامي الدعوة فوراً لإيجاد قانون دولي يجرم الإساءة للأديان، على غرار ما قامت به إسرائيل من تجريم المشككين بما يسمى الهولوكست”.
وردد المشاركون هتافات من بينها : “إلا رسول الله”، “بالروح بالدم نفديك يا رسول الله”، “خيبر خيبر يا يهود..جيش محمد سوف يعود”.
وقبيل وصول المشاركين إلى منطقة الدوار الثالث حيث مقر السفارة الفرنسية، حدثت مناوشات بين قوات الدرك وعدد من المشاركين الذي أصروا على وصول قافلة المسيرة إلى مقر السفارة الذي يبعد عن منطقة وسط البلد قرابة 5 كيلومترات.
واعتقلت قوات الدرك أربعة نشطاء إلا أنها سرعان ما أطلقت سراحهم، بعد تدخلات من منظمي المسيرة، الذين قرروا وقف المسيرة عند ساحة النخيل وهي المنطقة الفاصلة بين منطقة وسط البلد والدوار الثالث في العاصمة، بعد أن أحيطت الساحة بعدد كبير من رجال الدرك الذين حالوا دون مضي المسيرة لمقر السفارة.
وفي العاصمة السودانية الخرطوم، خرج أكثر من ألف شخص عقب صلاة الجمعة من الجامع الكبير بوسط الخرطوم في تظاهرة للتنديد برسوم المجلة الفرنسية.
وبحسب وكالة الأناضول فقد جاب المتظاهرون عددًا من شوارع العاصمة الرئيسية وهم يحملون لافتات كتب عليها “الموت للفرنسي شارل إيبدو”، و”نطالب فرنسا بالاعتذار”، و “إلا رسول الله”.
ومنعت قوات شرطية المتظاهرين من التوجه لمقر السفارة الفرنسية التي تبعد نحو 15 كيلومترًا من مكان تجمعهم بشارع القصر وسط الخرطوم وسمحت لهم بأن يجوبوا بقية الشوارع التي تعطلت فيها حركة المرور نسبيا.
واستبقت السلطات تظاهرة اليوم التي دعت لها هيئة علماء المسلمين المدعومة من الحكومة بتعزيزات أمنية بمقر السفارة والمركز الثقافي الفرنسي، وفق مراسل الأناضول.
ودعا خطيب الجامع الكبير، كمال رزق، خلال خطبة الجمعة، الحكومة إلى “طرد السفير الفرنسي لنصرة رسولنا وحبيبنا الكريم”.
وفي مصر، نظّم مئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وقفات احتجاجية، أمام المساجد اليوم عقب صلاة الجمعة، للتنديد بالرسوم المسيئة للرسول.
ورفع المحتجون لافتات مكتوب عليها “إلا رسول الله”، و”فداك أبي وأمي يا رسول الله”، و”إلا تنصروه فقد نصره الله”.
ورغم أن هذه الوقفات جاءت استجابة لدعوة التحالف الوطني الداعم لمرسي لأسبوع ثوري جديد بعنوان “تقدموا للحرية والكرامة” استعدادا لموجة 25 يناير/كانون الثاني الحالي، لكنها لم تكتف بالمطالبة بعودة “الشرعية” والتنديد بما يعتبره التحالف “انقلابا” وأدانت الرسوم المسيئة للرسول.
وفي الكويت تظاهر العشرات، الخميس، أمام السفارة الفرنسية ؛ احتجاجاً على نشر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في عددها الأخير رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها بالعربية والفرنسية والإنكليزية شعارات منددة بالأسبوعية الساخرة، التي تعرضت الأسبوع الماضي لاعتداء في مقرها في باريس راح ضحيته 12 قتيلاً.
وانتشر العشرات من رجال الأمن في محيط السفارة الواقعة قرب العاصمة الكويت، ومنعوا المتظاهرين من الاقتراب من المبنى، وفي نهاية التظاهرة تفرق المحتجون بهدوء.
وفي سوريا تواصلت المظاهرات في مدينة حلب وريفها “المحرر” لليوم الثاني على التوالي منددة بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها بعض الصحف الأوربية، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: “إلا رسول الله” و “قائدنا للأبد سيدنا محمد” و ” إلا تنصروه فقد نصره الله”.
وخرجت اليوم مظاهرة بعد صلاة الجمعة في بلدة (بيانون) بريف حلب الشمالي نددت بالصور المسيئة، وطالبت بإسقاط النظام، لتتعرض البلدة بعد نصف ساعة من خروج المظاهرة لقصف جوي بالصواريخ من طيران النظام الحربي ما أوقع جرحى وأحدث دماراً ضخماً في المباني السكنية.
وفي الريف الشمالي خرجت مظاهرة في بلدة كفر حمرة نددت بالصورة المسيئة بالرسول، بالتزامن مع خروج مظاهرات في أحياء بستان القصر والمشهد والشعار هتفت للرسول ونددت بالصور المسيئة مطالبة المجتمع الدولي احترام الأديان، ووضع حد لوسائل الاعلام التي تتعدى على الرموز الدينية، كما وقف عدد من أهالي بلدة تقاد بالريف الغربي احتجاجاً على نشر رسوم مسيئة لرسول الرحمة، ورفعوا لافتات طالبوا فيها بمنع نشر صورة مسيئة للديانات السماوية.
وشهدت مدينة حلب أمس الخميس خروج مظاهرة من حي صلاح الدين، وصلت إلى حي المشهد هتف المتظاهرون فيها: “لبيك يا رسول الله” منددين بالصحف التي نشرت الرسوم، كما خرجت في بلدة حيان مظاهرة مماثلة، شجبت حكام العرب والمسلمين الصامتين على نشر الرسوم المسيئة، والمتآمرين مع الغرب، وفق ناشطين.
ونشرت مجلة “شارلي إيبدو”، الأربعاء، في أول أعدادها بعد الهجوم الدامي الذي أودى بحياة عدد من صحفييها، الأربعاء الماضي، رسما كاريكاتوريا للنبي محمد (خاتم المرسلين)، حاملا لافتة مكتوب عليها “أنا شارلي” وعباره ساخرة هي “الكل مغفور له”.
وقتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، الأربعاء الماضي، في هجوم استهدف مقر مجلة “شارلي إبدو”، في باريس، أعقبته هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.