2018-10-17 الساعة 08:54م (يمن سكاي - يمن شباب)
"كيلو عنب بـ 250 ريال" يصرخ بائع في إحدى الأسواق الشعبية في العاصمة صنعاء عبر مكبر صوت صغير ليجلب الزبائن للشراء من العنب المتكوم فوق عربته اليدوية، في حين يعبر الناس من جواره دون أن يلتفت إليه إلا عدد قليل من المارة الذين يشترون منه ممن يستطيعون إلى ذلك سبيلاً.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيها الأسعار إلى مستويات قياسية في البلاد جراء هبوط الريال اليمني، تبقى الفواكه الموسمية متوفرة وبأسعار رخيصة في الأسواق، غير ان تدهور المعيشة لدى غالبية الناس أثرت بشكل كبير عن سوق الفواكه والذي يشهد ركود كبير في عدم اقبال الناس على الشراء باعتبارها من مستلزمات الترفيه.
رغم أسعار الفواكه الزهيدة في الأسواق وخاصة "العنب" بمختلف أنواعه يعد شرائها من ضمن الرفاه لدى اليمنيين في الوقت الحالي، لكن سوء المعيشة وانقطاع الرواتب للعام الثاني على التوالي أنسى الناس الرفاهية بشكل كلي، حيث أصبح كل همهم توفير المتطلبات الأساسية للوجبات الرئيسة لأسرهم.
اجود أنواع الفاكهة في السوق
قبل الحرب كانت اليمن تصدر الفواكه ذات الجودة العالية إلى خارج البلاد، غير ان الحرب أغرقت السوق المحلية بكل أنواع الفواكه في ظل أزمة إنسانية تشهدها البلاد مما خلق كساد واضح في استهلاك الفاكهة، في الوقت الذي يعاني المزارعين من صعوبة التصدير وتكلفته الباهظة.
وبالنسبة لأسعار الفواكه فهي زهيدة مقارنة بالارتفاع الحاد للأسعار في السوق حيث تتواجد الفواكه بشكل موسمي ولا تنقطع خلال العام، في كل موسم أنواع معينة في السوق، ومنذ أشهر يمتلئ السوق بفاكهة العنب بأنواعه والتي تزرع في صنعاء ومحيطها، بالإضافة إلى الرمان والذي يزرع بكثافة في محافظة صعدة (شمال اليمن).
ويتراوح سعر العنب من 250 إلى 700 ريال يمني على كما يبدأ سعر الرمان من 300 إلى 800 ريال يمني (سعر الدولار الواحد 690 ريال) ويختلف السعر بحسب الجودة والنوع والذي يتوفر بشكل كبير في السوق المحلية في ظل ضعف الاستهلاك إلى مستويات متدنية للغاية كبدت المزارعين خسائر كبيرة بسبب التكلفة الباهظة للزراعة جراء ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والأسمدة.
كلنا خسرنا
وسبب الكساد في سوق الفواكه خسارات كبيره للمزارعين وأيضا تجار الجملة بسبب شراءهم كميات كبيرة ولا يستطيعون تسويقها وبيعها للسوق بكلها حيث الطلب أقل من المتوفر في السوق بأضعاف بسبب عزوف الناس عن شراء الفواكه نتيجة الوضع المعيشي السيئ الذي يمرون به.
"حسين الصعدي" تاجر جملة للفواكه ويعمل عن شراء كميات كبيرة من الرمان من المزارعين في صعده ليتم بيعها وتوزعيها على السوق المحلية في صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى القريبة من العاصمة، غير أن الكميات فائضة على ما يحتاجه السوق الذي يشهد كساد غير مسبوق.
وقال الصعدي في حديث لـ "يمن شباب نت" يطلب مننا التجار في الأسواق كميات قليلة بتراجع كبير على ما كانوا يطلبون خلال السنوات الماضية وخاصة قبل الحرب لكن التراجع هذا العام وصول إلى أدنى مستوى بسبب التدهور الحاصل في المعيشة.
وأضاف "الكساد الحاصل في السوق كبدنا خسارات كبيرة بسبب أن كثير من الفاكهة يفسد مع مرور الوقت ما يضطرنا لبيعة بأقل الأسعار وكذلك المزارعين الذين يخسرون أيضاً حيث يجنون أمولاً لا تساوي جهدهم في الرعاية طوال أيام الزراعة".
الناس لا يشترون الفاكهة
رغم جودة الفاكهة الممتازة ووفرتها بالسوق بأسعار بسيطة، يقف اليمنيون عاجزون عن شراءها بسبب تدهور الحالة الإنسانية وانعدام الدخل للملايين من الأسر، بالإضافة إلى الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية مما جعلهم يهتمون بتوفيرها فقط.
"صالح العتمي" يعمل بائع للفواكه في بسطة بأحد الأسواق الشعبية يقول "الناس لا يشترون الفاكهة الا قليل منهم ممن لازالوا ميسورين ولديهم دخل كبير، كثير من المواطنون يسألون فقط كم سعر الكيلو ويذهبون".
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" كان كثير من الزبائن يترددون علينا يومياً لشراء الفاكهة من مختلف فئات المجتمع لكن لم نعد نراهم منذ بدء الحرب وخاصة خلال العاميين الماضيين بالتحديد منذ انقطاع الرواتب على الموظفين في القطاع العام.
وتسوء حالة الناس المادية أكثر كل يوم بسبب هبوط الريال اليمني، ومن المفارقات العجيبة لدى اليمنيين أن كيلو من فاكهة العنب أرخص من حبة الزبادي التي تعد وجبة أساسية في موائد اليمنيين فيقفون عاجزين أمام غلاء المعيشية الباهظة والتي كلفتهم كثيراً خلال سنوات الحرب المستمرة إلى حد الآن.