أهم الأخبار

القوة العربية المشتركة بديل للتدخل الأجنبي

2015-04-08 الساعة 09:21ص (يمن سكاي - متابعات)

يبدو أن القوة العربية المشتركة التي اقترحتها الجامعة العربية ستستخدم للتدخل في الدول المعرضة للخطر في الشرق الأوسط، وهكذا تدعم أجندة السلطات العربية الباقية المهمة لاستعادة الحكومات المحلية في الدول التي تعصف بها القلاقل، ووقف الانزلاق نحو الفوضى المتزايدة. وبدأ العمل على إنشاء القوة المشتركة عبر مجموعة من التحالفات، بموجب ظروف معينة تطرأ على مختلف الدول العربية.

ولن تحل القوة العربية الجديدة، على الأغلب، محل إعلان التحالف الذي أوجد لمحاربة «داعش» في العراق، بالنظر إلى أن عضويتها تعكس التوازن السياسي المركب الذي يتضمن بعض ردود الفعل العربية المتخذة في العراق، ولن تحل على الأغلب محل الجهود القطرية والسعودية لدعم الولايات المتحدة في بناء قوة من المعارضة السورية المعتدلة.

تكامل المهام

وتستكمل القوة الجديدة بالتحالف العسكري في اليمن، الذي يقاتل الحوثيين، وذلك بالنظر إلى أن مؤيدي القوة المشتركة يجمعون على ضرورة إيقاف الحوثيين، وتم التعريف في القمة العربية التي عقدت بشرم الشيخ، أخيراً، بالهدف من إنشاء قوة عربية مشتركة واستخدامها بناءً على طلب أي دولة عربية تواجه تحدياً أمنياً إلى جانب استخدامها لمواجهة المجموعات الإرهابية.

ولم يعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن القوة المشتركة، وإنما أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تحدث في بيانه الافتتاحي في المؤتمر عن الحاجة إلى مواجهة الإرهاب في ليبيا وتسليح الحكومة الليبية.

وتبقى تفاصيل القوة العسكرية المشتركة هذه غير واضحة، إلا أن بنيتها وآلية تنفيذ عملياتها العسكرية ستتم بموجب لجنة رفيعة المستوى تخضع لإشراف رؤساء الأركان العرب. ومن غير الواضح أنها ستتشكل من قوات مخصصة بشكل دائم للعمل في قوة التحالف، والتي ستتدرب على أنها وحدة متماسكة.

وقال مسؤولون عسكريون وأمنيون مصريون إن القوة ستتألف من أربعين ألفاً من قوات النخبة المدعومة من قبل المقاتلات، والسفن الحربية والمدرعات الخفيفة، وستتمركز في القاهرة أو الرياض، وقال محللون آخرون إن مقر قيادتها سيكون في السعودية.

وسيلتقي رؤساء الأركان المسؤولون خلال شهر وسيكون أمامهم ثلاثة أشهر للعمل على تفاصيل اقتراح يعرض في اجتماع مجلس الدفاع المشترك لجامعة الدول العربية، ومن حسن الحظ أن الدول الثلاث التي تولت مسؤولية الجامعة العربية الثلاث، أخيراً، وهي الكويت ومصر والمغرب كلها قوى ملتزمة بالمثل العليا للقوة العربية الجديدة.

الهدف الرئيسي

ومن المتوقع أن تركز القوة الجديدة على استعادة سلطة الحكومات في الدول التي دمرتها الحرب الأهلية، وتعد هذه القوة تعبيراً عن تصميم عربي جديد لفرز القضايا في المنطقة بمعرفة العرب، يصاحبه شعور بأن الاعتماد على الولايات المتحدة بشكل خاص للإنقاذ أمر لن يتوج بالنجاح.

وقاد الالتزام الأميركي تجاه المنطقة في فترة ما بعد الحرب على العراق إلى رفض واشنطن لأخذ رد فعل بشأن استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية تجاه شعبها، وساعد الحد الأدنى من التزام أميركا في العراق ورفض حكومة أوباما دعم التحرك في ليبيا في إيجاد ترحيب بفكرة أن على العرب العمل على أن يكونوا قادرين على تقلد زمام أمورهم.

وبالإضافة إلى استعادة النظام، فإن الهدف الرئيسي لقوة التحالف الجديدة هو مقاومة التوسع الإيراني، إلى جانب إيجاد حلول عربية للدول العربية. إلا أن إحدى القضايا التي لن تستخدم لأجلها قوة التحالف العربية الجديدة هي القضية الفلسطينية، التي تعد الصراع الأطول في العالم العربي.

رد فعل عربي

ينظر لخطوة القوة العربية المشتركة على أن الوطن العربي أخذ أخيراً مبادرة للدفاع عن نفسه، إلا أن على قوة التحالف العمل بجد لتجنب مصير القوة العربية السابقة، التي ظلت عالقة في الخلافات المحلية، الأمر الذي أتى بنتائج بائسة.

ويبدو أن من السهل نسيان أن الحرب الأهلية اللبنانية دفعت بالجامعة العربية إلى إنشاء قوة ردع عربية عام 1976 بموجب قرارات القمة العربية في الرياض، بحيث تحولت من قوة «رمزية» إلى قوة تتألف من ثلاثين ألف جندي، منهم خمسة وعشرون ألف جندي سوري.

إلا أن قوة الردع العربية واجهت عام 1979 تحديات منها مغادرة القوات السودانية والسعودية والليبية تاركة القوات السورية بمفردها في لبنان، حيث بقيت حتى انتهاء التفويض الممنوح لها، ما جعل منها احتلالاً سورياً دام حتى عام 2005.

 

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص