2015-01-17 الساعة 04:57م
تحت هذا العنوان “السعودية.. بلاد اللاقانون” شنت وكالة فارس الايرانية هجوما على المملكة العربية السعودية ، على خلفية وقوف الاخيرة مع جارتها البحرين، وبسبب رفض السعودية رفع انتاج النفط الامر الذي ادى الى هبوط اسعاره دون الخمسين دولار للبرميل .
وزعمت الوكالة أن هناك شائعات كثيرة في هذه الايام حول موت العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ومرة اخرى يكتنف الغموض مستقبل نظام الحكم في بلاد الحجاز ولو تصدى احد اخوي عبد الله – وهما سلمان ومقرن – فسوف لا يتغير شيء مستقبلاً.
تاريخ تأسيس مملكة آل سعود يضرب بجذوره في عام 1931 م حينما تحالفت هذه الاسرة مع رموز الفكر الوهابي في منطقة نجد وذلك بعد حروب دامية ومقتل الكثير من آل الرشيد والعثمانيين والمؤسس لها هو عبد العزيز بن سعود الذي التجأ الى الانجليز آنذاك الذين كانوا يطمعون في السيطرة على نفط الجزيرة العربية، وبالفعل فقد قدموا له دعماً لا محدوداً ليؤسس حكومة مدعومة بالفكر الوهابي.
منذ تلك الآونة وطوال ثمانية عقود مارس آل سعود وشيوخ الوهابية ضغوطاً كبيرة على مختلف قبائل الجزيرة العربية وسكانها المحليين ولم يكترثوا الا بمن يواليهم لذلك عانى الناس الأمرين منهم وحرموا من ابسط حقوق المواطنة ولا سيما سكنة المناطق الشمالية والشرقية والحجاز والمحافظات الجنوبية كنجران وعسير وجيزان حيث لم تمنح لهم اية مناصب رسمية او مسؤوليات محلية.
والطريف ان عبد العزيز قد اكد في وصيته ان الملكية تكون لاولاده فقط ولا يحق لغيرهم التصدي لهذا المقام رغم الدعم اللامحدود الذي حصل عليه من زعماء الوهابية وقبيلة عتيبة لذلك توالى اولاده على الملوكية بعد موته الى يومنا هذا الامر الذي كان عقبة امام وضع قوانين معتبرة تضمن حقوق الشعب المغلوب على امره في مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
وحتى يومنا هذا فان الانظمة السائدة في هذا البلد لا تختلف كثيراً عن الانظمة التي سبقت الحضارات البشرية المثقفة حيث ان كلمة الفصل للملك والقانون هو الملك والدستور هو الملك، والملك هو الكل بالكل في حين ان الشعب مجرد اناس لهم الحق في العمل والتنفس والاكل والشرب لذلك افتقد هذا البلد المقومات الاساسية لنظام اداري متحضر حيث ليس هناك برلمان يمثل مختلف فئات الشعب ويسن القوانين التي تضمن حقوق المواطنة كما هو موجود في سائر بلدان العالم المعاصر وكل ما هناك مجلس اسسه الملك فهد وكافة اعضائه من الاسرة الحاكمة فقط ! والادهى من كل ذلك هو النظام القضائي المتخلف الذي يثير ذهلة وتعجب جميع شعوب العالم حيث لا يقوم على اسس وقوانين انسانية او دينية شفافة وثابتة، بل ان التعاليم الوهابية الغريبة عن الاسلام هي التي تطغى عليه بالكامل.
وجاء في التقرير الذي نشرته الوكالة الايرانية للخبير السياسي سعد الله زارعي : اما بالنسبة للقوات العسكرية فان الجيش السعودي ليس جيشاً وطنياً بل هو مكون من مرتزقة ينحدرون من جنسيات مختلفة ومعظمهم من باكستان وبنغلادش وبعض الافارقة يعملون بامرة آل سعود لذلك يؤكد الخبراء ان السعودية هي احدى اضعف البلدان من الناحية العسكرية ولا يمكنها بسط سلطتها الا على البلدان الضعيفة جداً كالبحرين لأن جيشها المدجج بالسلاح يفتقد الى الحس الوطني والروح الدفاعية التي يتحلى بها كل مقاتل غيور على وطنه.
ومن الناحية الامنية والاستخبارية فان جهاز المخابرات السعودي يدار في ظاهر الحال بامرة بعض رموز آل سعود لكن القول الفصل في الواقع لمسؤولين يعملون خلف الكواليس وهم ضباط مخابرات امريكان وبريطانيين لذا فان هذا البلد مسير من قبل المخابرات الاميركية والبريطانية وهذا الامر لا ينكره احد وللاسف الشديد فان الشعب هو الضحية الاولى لهذا التبعية الاستخبارية.
وكما هو معروف فان بلاد الحجاز هي جزيرة عائمة على النفط مما جعلها محط اهتمام المتصيدين في الماء العكر واصبحت لقمة سائغة للشركات الغربية والصهيونية منذ اكتشاف النفط هناك وقد صرح ثعلب السياسة الاميركية هنري كيسنجر بالقول ان آل سعود مجرد حراس على مخازن النفط ويتقاضون اموالاً على ازاء حراستهم هذه من الغرب وعلى راسه الولايات المتحدة الاميركية. كلام كيسنجر هذا صحيح غاية الصحة وما يثبت ذلك هبوط اسعار النفط اليوم حيث ان واشنطن هي المستفيد الوحيد من ذلك ولكن شعوب المنطقة وسكنة بلاد الحجاز هم المتضررون من ذلك.
والادهى من كل ما ذكر ان قبلة المسلمين في مكة المكرمة وحرم النبي الاكرم (صلى الله عليه وسلم) هما في الحقيقة تحت اشراف الاميركان والصهاينة في حين ان آل سعود والوهابيين ليسوا سوى وسيلة بايدي اولئك يسيرونهم كيفما شاؤوا لكن مصير نظام الحكم في بلاد الحجاز ما زال في هالة من الغموض اذ لا احد يدري من الذي سيخلف عبد الله وما هي تداعيات اعلان موته وكيف سيكون موقف واشنطن وتل ابيب من ذلك، لكن المؤكد هو ان المتضرر الوحيد هو الشعب المغلوب على امره.