أهم الأخبار

عام بين تفاؤل "غريفيث" وقلقه.. هل ضلّل المبعوث الأممي المجتمع الدولي بكذبة "ستوكهولم"؟

2019-12-15 الساعة 03:18م (يمن سكاي)

"بعد عامين ونصف من الفرص الضائعة، يمكننا ان نقول إن العملية السياسية لإيجاد حل شامل للنزاع في اليمن قد استؤنفت أخيراً"، بهذا افتتح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لليمن، إحاطته لمجلس الأمن منتصف ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، وذلك عقب توقيع ما بات يعرف بـ"اتفاق ستكهولم" بين الحكومة والحوثيين في العاصمة السويدية.

 

أكد "مارتن غريفيث" للمجلس أن اتفاقية السويد بين فرقاء اليمن "دخلت حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها" وأن الهدنة ووقف إطلاق النار سارية على ارض الواقع في مدينة الحديدة غرب البلاد.

 

كان مزهواً بما حققه من اختراق على طريق إيقاف حرب اليمن، فللتّو اختتمت مشاورات السلام التي خطط لها وأشرف عليها خلال الفترة بين 6-13ديسمبر، ورعاها ومن ورائه الأمم المتحدة والدول الكبرى ومواطنه "جيرمي هنت" وزير خارجية بريطانيا.

 

شدد "غريفيث" وكرر التأكيد في إحاطته تلك، التي قدمها عبر دائرة بث تلفزيونية من مكتبه في الأردن "بأن هذه الاتفاقات لن تبقى حبرا على الورق. نحن نثق في هذه التصريحات". فاتفاق ستوكهولم أكبر انتصار قد يحظى به مبعوث أممي في فترة زمنية قصيرة وفي حرب معقدة كاليمن.

 

ودافع عن الاتفاقات المبرمة: " أهم شيء تم الاتفاق عليه هو إنهاء المعارك في الحديدة"، مشيراً إلى الطبيعة الدقيقة لعمليات الانسحاب المتفق عليها وأنها تتمحور حول المتطلبات الإنسانية. متابعاً: "أود أن أشدد هنا على أن الحديدة تختلف عن أي أمر اخر، ولهذا السبب تعمدنا ان تكون الترتيبات التي تم الاتفاق عليها محددة زمنيا. انها خطوة إنسانية لإنقاذ الأرواح وتحويل مسار الحرب نحو السلام".

 

على الأرض كان الواقع في الحديدة مغايراً لحديثه بشكل كلي، وتصريحات قيادات الحوثيين وكلمة مندوب الحكومة في الجلسة ذاتها تناقض كلامه.

 

كانت مدينة الحديدة ومحيطها، قد شهدت عقب اختتام مشاورات السويد تصاعداً في المواجهات وتطورات غير مسبوقة في الاشتباكات، وأجبر ذلك الأمم المتحدة على الإعلان لاحقاً عن بدء سريان الهدنة ووقف اطلاق النار في المدينة من يوم الثامن عشر من ديسمبر.

 

لم يكتفِ المبعوث الأممي بتضليل المجتمع الدولي في إحاطته الأولى بعد توقيع اتفاق ستوكهولم فقط. بل كانت بداية للتضيل، للتناقض والتفاؤل والتشاؤم والاعتراف بالفشل، والتعبير عن القلق والارتياح والتنديد والإشادة والشكر والثناء والشجب والاستغراب والأمل الذي لا أفق لمنتهاه، وغيرها من المصطلحات والجمل التي قدمها خلال 13 جلسة لمجلس الأمن بشأن اليمن، حتى الآن.

 

"المصدر أونلاين" يعيد التذكير بالتقارير التي قدّمها غريفيث لمجلس الأمن وما احتوتها من معلومات منافية للواقع وبعيدة عن ما يمكن أن يعتبر مؤشرات على إحراز تقدم والاقتراب من تحقيق السلام..

 

 

9 يناير 2019

أبلغ المبعوث الأممي مجلس الأمن بالتزام الطرفين -إلى حد كبير-بوقف إطلاق النار وانخفاض الأعمال العدائية منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

 

اعتبر اجتماع اللجنة المشتركة لتنسيق اتفاق ستوكهولم برئاسة "باتريك كاميرت" إنجازاً، رغم تجاوز الفترة الزمنية لتنفيذ عملية إعادة الانتشار الأولى والثانية من الموانئ الثلاثة والمدينة والتي يفترض أن تنفذ بعد 14 و21 من تاريخ دخول الاتفاق حيز التنفيذ 18 ديسمبر، وفق الاتفاق.

 

وبخصوص تفاهم تعز، أكد أنه يخطط لعقد الاجتماع الأول للجنة المعنية بتنفيذ اتفاق ستوكهلم بشأن المحافظة.

 

بالنسبة لاتفاق تبادل الأسرى قال إنه يعمل مع الاطراف لوضع اللمسات الأخيرة على قوائم الأسرى المقدمة من كل طرف في استوكهولم.

 

وختم إحاطته بالقول "هناك شعور ملموس بالأمل، وهناك شعور بالتفاؤل، وكذلك بالقلق".

 

 

19 فبراير 2019

أبلغ غريفيث مجلس الأمن أن الطرفان وبقيادة الجنرال الدنماركي وافقا "على إعادة الانتشار من موانئ الصليف ورأس عيسى كخطوة أولى، تليها إعادة انتشار من ميناء الحديدة وأجزاء مهمة من المدينة المرتبطة بالمرافق الإنسانية في الخطوة الثانية".

 

قال إنه " بالرغم من التأخير في الجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاق، فقد أبدى الطرفان باستمرار التزامهما بتنفيذ الاتفاق (..) يمكننا اليوم أن نتشجع بهذا الالتزام".

 

بخصوص الاسرى والمختطفين قال: "أعتقد أننا لسنا بعيدين عن إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى والمعتقلين. هذه الدفعة جزءًا من عملية أكبر لإطلاق سراح باقي الأسرى والمعتقلين".

 

وعبر عن أمله بإحراز خطوات ذات مغزى لتحقيق تقدم بشأن اتفاق تعز: "نحن بحاجة إلى الاتفاق على خطوات صغيرة الآن، وليس خطوات كبيرة في وقت لاحق".

 

وختم بالقول: "كان الغرض منه (اتفاق ستوكهولم) أن يكون خطوة أولية وخطوة إنسانية، وكان لحظة عظيمة. لكن هذه ليست نهاية القصة (..) ولذلك، لدينا مسؤولية جسيمة للبناء على الزخم الناتج عن استوكهولم من أجل إنهاء الصراع. أقول ذلك وآمل ألا أكون ساذجا بشأن الصعوبات التي نواجهها في تنفيذ الوعود والاتفاقات".

 

13 مارس 2019

عقد مجلس الأمن الدولية جلسة مغلقة بشأن اليمن، استمع خلالها إلى إحاطة المبعوث الأممي عما حقق في تنفيذ اتفاق ستوكهولم.

 

جاءت تلك الجلسة بعد يوم واحد من بيان صادر عن الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، طالبت فيها طرفي الصراع بتنفيذ اتفاق السلام بشأن مدينة الحديدة الساحلية "دون استغلال أي طرف لإعادة انتشار قوات الآخر".

 

كانت مستقبل مهمة غريفيث على المحك، لكن المسؤول الأممي نجح في الحصول على دعم أممي لاستمراره في المهمة واستمرار الأمم المتحدة في لعب دور في حث الاطراف ودفعها نحو تنفيذ اتفاق ستوكهولم، والتي انتهت كل الفترات الزمنية المحددة للتنفيذ بتعثر في الملفات الثلاثة بما فيها آلية تبادل الأسرى والمختطفين والتي سبق وأن أقرها الطرفان في مشاورات قبل ثلاث سنوات في الكويت.

 

وبدا ذلك واضحاً، من الخطوات التي اتخذها المبعوث الأممي بعد تلك الجلسة، حيث أعلن بعد أسبوع عن خطة أممية جديدة سيطرحها رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجديد "مايكل لولسيغارد"، تتضمن رؤية لتنفيذ عمليات الانتشار الأولى والثانية من موانئ الحديدة، مؤكداً أنها ستحظى بقبول الطرفين.

 

ولتحفيز الحوثيين للقبول بتلك الخطة، بعث المبعوث الأممي مدير مكتبه وممثلين عن آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش والتي تتخذ من جيبوتي مقراً لها، إلى اليمن وعقدوا سلسلة لقاءات مع قيادات المليشيات، تتعلق بنقل آلية الأمم المتحدة للتفتيش من جيبوتي إلى موانئ الحديدة، تنفيذاً لاتفاق ستوكهولم، واحتجت الحكومة اليمنية على ذلك بمذكرة مرسلة من وزير الخارجية –حينها- خالد اليماني إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش، اتهم فيها مدير مكتب غريفيث وموظفين في آلية التفتيش بانتهاك السيادة وتجاوز الصلاحيات الممنوحة للمبعوث الأممي. وطالبت المذكرة غوتيرش بإلزام غريفيث بمهمته وعدم تكرار ذلك التجاوز.

 

15 أبريل 2019

أعلن غريفيث في مجلس الأمن أن كلا من الحوثيين والحكومة اليمنية "قد قبلا الآن خطة إعادة الانتشار المفصلة للمرحلة الأولى التي أعدها الجنرال مايكل لوليسغارد" وأنه سينتقل بسرعة "نحو حل المسائل العالقة المتعلقة بالمرحلة الثانية، وأيضا وضع قوات الأمن المحلية، والتي سنطرحها في الأيام القادمة".

 

لم يتحدث في هذه الإحاطة عن اتفاق الأسرى، وقال للمجلس "أننا جميعا بحاجة إلى رؤية تقدم ملموس في الحديدة قبل الانتقال إلى التركيز على الحل السياسي (..) نعم يجب أن نرى تقدما في الحديدة، وربما يكون اليوم هو الخطوة الأولى على طريق هذا التقدم... لكنني سأكون مهملًا في مهمتي إذا لم أكن أيضًا أمهد لإجراء مشاورات سياسية".

 

16 مايو 2019

بشر المجلس "بالتقدم الذي تم احرازه في تنفيذ اتفاق الحديدة. لقد قام أنصار الله خلال الفترة من 11 الى 14 مايو بإعادة انتشار مبدئية للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى تحت مراقبة الأمم المتحدة (..) هذا وأكدت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة أن تعاون أنصار الله كانت بشكل كامل طوال الانسحاب. لقد غادرت قوات أنصار الله العسكرية الآن الموانئ الثلاثة في الحديدة والصليف ورأس عيسى".

 

أضاف: "لم نكن نتوقع أن يكون تنفيذ هذا الاتفاق سهلاً، ولم يكن كذلك.. رأينا الخطوة الملموسة الأولى نحو تنفيذ اتفاق الحديدة. أنا ممتن للسيد عبد الملك الحوثي على التزامه ولأنصار الله على الوفاء بوعودهم. إن ذلك يظهر جديتهم والتزامهم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم. أعرب عن تقديري لهم لكونهم أول من أعاد نشر قواتهم كما تم الاتفاق في ستوكهولم".

 

تجاهل ملفات الأسرى وتعز وتحدث عن التقدم بشأن الملف الاقتصادي وإيرادات موانئ الحديدة مؤكداً أن "هنالك بوادر أمل، لا شيء يجب ان يقلل من ترحيبنا بعمليات إعادة الانتشار التي تمت في الحديدة خلال الأيام الأخيرة. لكن هناك أيضًا بوادر مقلقة في الأيام الأخيرة بشأن الحرب. والحرب عادة قادرة على أن تعصف بالسلام".

 

17 يونيو 2019

افتتح غريفيث إحاطته بالتأكيد على العمل مع الحكومة والحوثيين لتنفيذ اتفاق ستوكهولم وعلى الخطوات المستقبلية للمضي قدماً نحو حل سياسي شامل للأزمة استناداً الى المرجعيات الثلاث.

 

وعن الحديدة تحدث عن استمرار لجنة إعادة الانتشار بقيادة "لوليسغارد" في المناقشة مع الأطراف بشأن خطط المرحلتين الأولى والثانية من عمليات إعادة الانتشار، وعلى الأخص ما يتعلق بآلية الرصد الثلاثية الأطراف.

 

وأكد أنه بعد "حل المشكلات العالقة، يمكن البدء بعملية التنفيذ المشترك التي ستتيح للطرفين إمكانية التَّحَقُّق الكامل من تنفيذ جميع عناصر إعادة الانتشار بما فيها تلك العناصر التي سبق تنفيذها".

 

وأشار إلى الجوانب الاقتصادية لاتفاق الحديدة المتعلّقة بإيرادات الموانئ مؤكداً أنه "تأتي في أولى اهتماماتنا. وكُلِّي أملٌ أن يصل الطرفان إلى إجماع يُمكِّن من دفع الرواتب المستحقة للموظفين في القطاع العام في محافظة الحُدَيْدَة ومن ثمَّ في باقي أرجاء اليمن".

 

ألمح ضمنياً إلى فشله في إحراز تقدم بشأن التفاهمات حول تعز، وعبر عن خيبة أمله "من ضعف التقدم في الشِّق المتعلّق بالأسرى والمعتقلين الذي كان قد تمّ الاتفاق عليه قبل اجتماعات إستكهولم".

 

وعبر عن قلقه من تصاعد العمليات القتالية والهجمات على السعودية، وكان من اللافت اختتامه بالتأكيد "مجدداً التزامي الشخصي والتزام الأمم المتحدة بالمضي قُدُماً في عملية سلام محايدة وشاملة تقوم على حس الملكية الوطنية والاحترام الكامل لسيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه تماماً كما أكّدها من قبل هذا المجلس في مناسبات عدة."

 

18 يوليو 2019

استهل إحاطته بالإشارة عن "الوضع الإنساني السيء والمتدهور" و "الاحتمال المخيف للحرب في المنطقة"، ولفت إلى "إعادة نشر بعض قوات التحالف في أجزاء من اليمن" وهو ما أعلنته الإمارات من سحب بعض قواتها في ذلك الحين تحت شعار وضع "السلام أولاً".

 

وهنأ غريفيث اطراف الصراع بما قال إنه "نجاحًا ملحوظًا بالاتفاق على التفاصيل التشغيلية لجميع عمليات إعادة الانتشار المشار اليها في محادثتنا في ستوكهولم".

 

وقال إن "هذا إنجاز مهم وإشارة مشجعة للتقدم. بالرغم من ذلك لا تزال هناك عقبة رئيسية ألا وهي الاتفاق على قوات الأمن المحلية بشكل خاص وكذلك الاهتمام بقضية الإيرادات(..) سأضاعف جهودي مع الطرفين في الأسابيع المقبلة للتوصّل إلى اتفاق لإرضاء الطرفين وأدعو جميع الأطراف إلى حشد الإرادة السياسية اللازمة لتحقيق ذلك بأقصى سرعة".

 

وزعم أنه لاحظ تقدماً محدوداً في انفتاح تعز نحو الحياة المدنية ووصول المساعدات الإنسانية. الإشارة الأولى لذلك كانت في الاجتماعات الأخيرة حول احتمال فتح معبر إنساني واحد. سنبحث هذه الفُرَص مع اللجنة المعنية بتعز التي تشكلت في ستوكهولم وكيف يمكننا الاستفادة منها لصالح هذه المدينة".

 

ودعا الحوثيين للرأفة واتباع الاجراءات القانونية معبراً عن فزعه من صدور أحكام بالإعدام على 30 مختطفاً في صنعاء.

 

وأبلغ المبعوث الأممي مجلس الأمن بشعوره بالقلق من التصاعد الحرب والتوترات في المنطقة وختم إحاطته بالجزم بنهاية قريبة للحرب في اليمن، والاعتراف "أعلم أنني غالبًا ما اتهم بالتفاؤل. أنا أقر بهذه التهمة بكل سرور. لكن لم أكن انا من قال ذلك بل مسؤول كبير وحكيم جداً في المنطقة حيث قال مؤخّراً إن هذه الحرب يمكن أن تنتهي هذا العام".

 

 

20 أغسطس 2019

حذر غريفيث في مستهل إحاطته من تجزئة اليمن التي أصبحت "تهديداً أقوى وأكثر إلحاحاً" مشيراً إلى أنه "لا وقت لنضيّعه. لقد أصبحت المخاطر كبيرة للغاية بالنسبة لمستقبل اليمن والشعب اليمني والمنطقة ككل".

 

وتحدث أن "كل خطوة ناقشناها في هذه القاعة تم المحاربة من أجل التوصّل اليها والتفاوض بشأنها وبالتالي تأخيرها"، شاكياً من عرقلة الرحلات الإنسانية واستمرار اغلاق مطار صنعاء وقال "إنّ قائمة الإحباط طويلة، ويجب ألا تنمو لفترة أطول".

 

وأشار إلى استمرار سريان وقف إطلاق النار الهش في الحديدة معتبراً صموده بالإنجاز الذي يمكن البناء عليه لتنفيذ الأجزاء المتبقية من اتفاق الحديدة، مشيراً إلى تقديمه مقترحات للأطراف "لإحراز مزيد من التقدم في تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاقي الحديدة ونتوقع ردًا رسميًا نهائيًا منهم بحلول 25 آب/أغسطس.

 

وقال: "أشعر الآن بالإحباط مثل الجميع، لأنّ التقدم المحرز في الحديدة لم يكن أسرع ولأنني غير قادر على الإعلان عن المزيد من التطورات المهمة في ذلك الاتفاق وأنه لم يكن هناك أي تنفيذ ملموس للاتفاقيات بشأن تعز أو في تبادل الأسرى والمحتجزين.

 

وأشار إلى تغير الوضع على الارض في اليمن بوتيرة كبيرة، منوها إلى احداث عدن وابين بين الحكومة والمجلس الانتقالي و"تجدد ظهور القاعدة وداعش"، معبراً عن أمله أن يعتبر اليمنيون من أحداث عدن كإشارة لضرورة إنهاء الصراع .

 

وختم بالقول: "لقد كان تنفيذ اتفاق استكهولم ذات أهمية كبيرة من الناحية السياسية وكان له فائدة ملموسة على أرض الواقع. لكن لا يمكن أن يكون ذلك شرطاً مُسبقاً لتحقيق السلام في كل اليمن. إنّ كل يوم إضافي من الصراع يزيد من المأساة والبؤس. لا يمكن لأي بلد أن يتسامح مع ضغوط الصراع الداخلي إلى أجلٍ غير مسمى".

 

16 سبتمبر 2019

دعا غريفيث في بداية الإحاطة للمضي نحو حل سياسي ينهي الصراع في اليمن، وقال إن هذا النداء لسببين الأول يتعلق بالتصعيد العسكري المثير للقلق في استهداف شركة ارامكو السعودية وتعطيل انتاج وتصدير النفط والقصف الذي اودى بحياة أكثر من 150 معتقلاً في سجن كلية المجتمع بذمار. والسبب الثاني الأحداث في جنوب اليمن وسعي المجلس الانتقالي للسيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة.

 

وتحدث عن إحراز تقدم في تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وقال إن هذا التقدم يتمثل في عقد الاجتماع المشترك السادس في الثامن والتاسع من الشهر، والاتفاق " تفعيل آلية تعزيز وقف إطلاق النار والتهدئة الثلاثية الأطراف وتمّ انشاء مركز مشترك للعمليات".

 

أكد أن "هذه الآلية الثلاثية التي جاءت متأخرة كثيراً، هي المبادرة العملية المشتركة الأولى منذ اتفاقية ستوكهولم. واقصد أنها عملية من حيث الأثر المنظور المباشر للطريقة التي يعمل بها الأطراف في الحديدة"، مضيفاً "وقد كان الخفض المستمر للعنف، الذي ما زال مصدراً للجدل في بعض الأذهان، ليس في اذهاننا، واحداً من أهم إنجازات اتفاقية الحديدة حتى الآن. أرحّب بهذه الخطوات الملموسة لإعادة تعزيزها وتحسين الوصول لتسليم المساعدات الإنسانية".

 

وقال غريفيث لمجلس الأمن "ليس لدي كثير لأقوله حول العناصر الأخرى للاتفاقيات التي توصل اليها الطرفان في السويد. لم أر بعد تقدماً في ملف الأسرى" و"مثلت تعقيدات الوضع العسكري في تعز تحديات جمة أمام جهودنا الرامية لتنفيذ بيان التفاهم الذي توصل له الطرفان في إستوكهولم".

 

وختم بالقول "لدي سبب شخصي يجعل تلك الاتفاقيات قريبة إلى قلبي. ولا ينبغي لأحد أن يكون لديه أدنى شك في رغبتي ورغبتنا في الأمم المتحدة بمتابعة تلك الوعود إلى حين تحقيقها بالكامل".

 

17 أكتوبر 2019

حذر غريفيث من جر اليمن إلى الصراع الاقليمي وأشار إلى البؤس والوضع الإنساني لكنه أكد وجود بوادر أمل "هشة وتحتاج إلى العناية والاهتمام والدؤوب".

 

واستعرض بوادر الأمل ومنها في الجنوب بالتوقيع غير المحقق لاتفاق بين الحكومة والانتقالي والذي كان يتوقع في ذلك اليوم، وايضاً عدم حصول قتال واسع هناك، وبالنسبة للشمال اعتبر إعلان الحوثيين وقف الهجمات وإطلاق سراح معتقلين وتيسير الحكومة دخول المشتقات بوادر أمل .

 

وعن الحديدة، أشار إلى انخفاض التصعيد وتسلم الجنرال الهندي مهامه وعمل الأمم المتحدة من أجل تنفيذ الاتفاق في الحديدة، وعن التمكن من إيصال مساعدات غذائية إلى الدريهمي المحاصرة.

 

ولفت إلى الأنباء المتداولة حينها عن عروض فتح ممرات انسانية في تعز وقال: " آمل أن تترجم هذه التقارير، السيد الرئيس، إلى واقع... تعز تستحق بعض الأخبار السارة لذلك آمل أن يتمّ التوصل إلى اتفاق في أعقاب الوعود التي يتم تقديمها".

 

 

22 نوفمبر 2019

تحدث غريفيث عن زخم للوصول إلى تسوية سياسية في اليمن، مشيراً إلى بروز قيادات للسلام وعرض من الامثلة على ذلك؛ توقيع اتفاقية الرياض بين الحكومة والانتقالي، معتبراً الاتفاق " بمثابة حافز لتحريك اليمن بسرعة نحو تسوية هذا الصراع الذي نناقشه اليوم في المجلس من خلال الوسائل السياسية".

 

واعتبر انخفاض معدل الحرب بشكلٍ كبير في الاسبوعين الذي سبقا الإحاطة، وتوقف الغارات في بعض الاحيان لأكثر من 48 ساعة بدون أي غارة واحدة، قد يعد إشارة بأن "هناك شيئًا ما يتغير في اليمن".

 

وتحدث عن الإشارة الايجابية بشأن تنفيذ اتفاق استكهولم الذي يقترب عمره من العام، والمتمثل في تعزيز الأطراف وتمسكها بوقف إطلاق النار ونشر نقاط مراقبة بما أتاح إيقاف التصعيد والحد من عدد الحوادث الأمنية في المحافظة "40% أقل مما كانت عليه قبل دخول الآلية حيز التنفيذ.

 

ورغم حديثه عن التقدم المحرز والإشارات الايجابية في الحديدة، أعرب عن قلقه "بشأن القيود المتزايدة المفروضة على تحركات موظفي البعثة في الحديدة. هذه القيود لا تعرقل العمليات اليومية للبعثة فحسب، بل تهدد أيضاً تنفيذ مهام البعثة".

 

ولفت إلى اتفاق الفريق الاقتصادي والفني في الحكومة مع مكتبه بشأن إنشاء آلية لإيداع التجار الضرائب والرسوم الجمركية لشحنات النفط والغاز التجارية في حساب خاص بالبنك المركزي في الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة، وإنفاق الإيرادات لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية في الحديدة وغيرها من المناطق بموجب اتفاقية الحديدة.

 

وفي ختام إحاطته أشار للإحاطة السابقة وحديثه عن "علامات الأمل في اليمن. آمل أن أكون قد قدمت أدلة هذه المرة على أن هذه العلامات بدأت تؤتي ثمارها"، مؤكداً أنه "على قناعة أننا على وشك أن نرى عودة المدنية للحياة الاجتماعية في اليمن".

 

 

12 ديسمبر 2019

عقد مجلس الأمن الخميس الماضي جلسة مغلقة، واستمع كالمعتاد إلى إحاطة من المبعوث الأممي.

 

من المؤكد أن "غريفيث" قدم تبريرات كثيرة عن تعثر تنفيذ اتفاقات ستوكهولم لعام كامل، وطالب المجلس بدعمه، محذراً من خطورة انهيار اتفاق الرياض بعد تجاوز فترة التنفيذ المزمنة المقررة، وهذا ما أكده في حوار مع موقع أخبار الأمم المتحدة بشأن عام من انجازاته في اليمن.

 

في الحوار، الذي يبدو أنه  تضمن إحاطته السرية. أقر المبعوث الأممي ضمنياً بالفشل وقال إن التعثر في التنفيذ "خيبة أمل من نواح كثيرة"، مستدركاً "هناك إنجازات".

 

ووفق غريفيث فإن ابرز الانجازات التي حققها اتفاق ستوكهولم منذ عام هي تأخير معركة الحديدة "تم تجنُب تلك المعركة. وقد تمكنا من تجنبها حتى الآن" ووقف إطلاق النار الهش، مضيفاً: "ولكن صحيح أن هناك أشياء يجب أن تتم بشكل أفضل بكثير. لا يزال يتعين علينا أن نرى عمليات إعادة انتشار كبيرة لتجريد مدينة الحديدة من السلاح، وهذا لم يحدث بعد، ما زلنا نتفاوض عليه، والأمم المتحدة لن تتخلى عن الاتفاق".

 

ومن الانجازات التي ساقها في الحوار، الافراج عن أسرى وسجناء في مبادرات محلية غالباً، وتعثر اتفاق الأسرى والمختطفين "أعتقد أننا خرجنا من اتفاق ستوكهولم بأمل كبير- أملٌ تلاشى بطرق عديدة، ولكن أحرزنا أيضا بعض الإنجازات الكبيرة".

 

وكانت أبرز الانجازات التي أشار إليها في حواره "أن ما تعلمته حقا بقوة أن هناك بعض القضايا التي لن يتم حلها عن طريق الاتفاقات على المستوى دون الوطني - اتفاقيات محددة في أماكن مختلفة. علينا أن نعالج القضايا الأساسية المتمثلة في السيادة والشرعية من خلال اتفاق لإنهاء الحرب".

 

وهنا سؤال يطرح نفسه: هل يهرول غريفيث إلى مشاورات جديدة رغم فشل إجراءات بناء الثقة التي يفترض أن يكون تنفيذ اتفاقات ستوكهولم أولى خطواتها؟ وما موقف الاطراف؟ هل سنرى قريباً مسرحية هزيلة أخرى من إخراج الأمم المتحدة؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص