أهم الأخبار

"عاد المراحل طوال".. تصريحات مسئولي شركة تيليمن ومؤسسة الاتصالات تشير إلى أن الانترنت لن يعود قريباً إلى اليمن

2020-01-18 الساعة 03:25م (يمن سكاي )

يبدو أن الانترنت لن يعود قريباً إلى اليمن.. هذا ما تشير إليه تصريحات مسئولي شركة تيليمن والمؤسسة العامة للاتصالات الخاضعتان  لسيطرة الحوثيين في صنعاء، وهو ما يعني استمرار معاناة اليمنيين نتيجة انقطاع خدمات الانترنت منذ أكثر من أسبوع.

 

وأعلنت المؤسسة العامة للاتصالات في صنعاء عن منح مشتركي خدمة الانترنت، 10 أيام إضافية تأميناً لأرصدتهم من الفقدان نتيجة للقطع الذي تعرض له الكابل البحري الدولي "فالكون" في التاسع من يناير الجاري في ميناء السويس.

 

وأوضحت المؤسسة في بيان نشرته النسخة الحوثية من وكالة "سبأ" أن لديها رؤية لمعالجة فترة الاحتفاظ بالرصيد وفقا للمتغيرات والمدة التي سيستغرقها إصلاح الكابل البحري.

 

وإذ عبرت المؤسسة عن اعتذارها لسوء خدمة الإنترنت الخارج عن إرادتها، أكدت أن العمل جار لإصلاح الكابل البحري واستمرار عمل الفرق الفنية على تأمين البدائل، على مدار الساعة إلى أن تعود الخدمة بشكل كامل إلى وضعها الطبيعي في أقرب وقت.

 

وأشارت إلى أنها تمكنت من تأمين حلول مناسبة وكافية لقطاع الأعمال والقطاعين البنكي والمصرفي تضمن استمرارية أعمالهم المحلية والدولية، بما يكفل تقديم خدماتها للمواطنين بكفاءة عالية، وعدم تأثر منافع المواطنين في تلك المجالات، من منطلق المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتقها.

 

وقال البيان " إن المؤسسة تستشعر مسؤوليتها في تأمين الخدمات وتعزيز علاقاتها وتواصلها بعملائها، وفي ذات الوقت تدعو الجميع إلى عدم الإنجرار وراء الشائعات والأكاذيب التي تستغل معاناة وأزمات اليمنيين بطريقة منافية للحقيقة".

 

وكانت الشركة والمؤسسة عقدتا مؤتمراً صحفياً أول أمس حول وضع الانترنت وانقطاع الكابل البحري "فالكون"، وما سببه من خروج لشبكة الانترنت في اليمن بنسبة 80%.

 

وبحسب "سبأ" الحوثية، نفى الرئيس التنفيذي لشركة تيليمن الدكتور علي ناجي نصاري أن يكون سبب الانقطاع هو تقاعس الشركة عن سداد ما عليها من التزامات للشركة المالكة للكابل فالكون، معتبراً "هذه الإشاعات غير صحيحة وتجافي الحقيقة".

 

وقال إن الشركة تتعامل مع 40 مشغلاً دولياً ولا يوجد أي إشكاليات في هذا الجانب وأنها تحافظ باستمرار على موثوقيتها وعلاقاتها واستطاعت أن تسيًر أعمالها بكل يسر وسهولة.

 

وأكد في المؤتمر الصحفي أن السبب هو انقطاع الكابل البحري "فالكون" مشيراً إلى أنه تم تحديد مكان القطع في خليج السويس ويتم أخذ ترخيص من السلطات في السويس لبدء اصلاحه. وقال: ليس سهلاً الحصول على ترخيص للسفينة التي ستعمل على اصلاح الكابل، لأن المكان في مخرج الممر الدولي لقناة السويس المزدحم بالسفن وتحتاج السفينة للتوقف فوق مكان الحادث لإصلاح الكابل البحري.

 

وأضاف أن شركة تيليمن والمؤسسة العامة للاتصالات عملتا على توفير سعات إسعافية لتقديم خدمات الانترنت في اليمن فضلا عن بذل الجهود الحثيثة لإعادة الانترنت إلى وضعه الطبيعي.

 

وتحدث عن ما وصفه بـ" سوء فهم لدى المجتمع بشأن خروج السعات الدولية للإنترنت في اليمن، ما يستوجب التوضيح بهذا الشأن "، لافتاً إلى أن اليمن يمتلك سبعة منافذ دولية للإنترنت ستة منها متوقفة بسبب الصراع ولم يتبق سوى الكابل البحري "فالكون" لتقديم خدمات الانترنت والذي تسبب انقطاعه في خروج 80 بالمائة من الانترنت في اليمن".

 

من جانبه قال الرئيس التنفيذي الفني للشركة، المهندس عبد الرحمن المطري، إن اليمن يعتمد على مسار واحد فقط وهو الكابل البحري فالكون الذي انقطع حاليا، في حين ستة مسارات دولية أخرى للإنترنت متوقفة جراء الأوضاع الراهنة، مضيفاً أن الشركة والمؤسسة العامة للاتصالات حافظتا على خدمات الانترنت بالتعاون مع شركاءها المحليين من مشغلي الهاتف المحمول خلال السنوات الخمس، ولم تحدث أي إشكاليات.

 

وحسب المطري فإن "قطع الكابل (فالكون) الخميس (قبل الماضي)، أثر بصورة كبيرة على خدمات الانترنت ليس في اليمن فحسب وإنما في السودان والسعودية والكويت، لكن التأثير الأكبر كان على اليمن، لكونه الكابل الوحيد الذي يتم عبره تقديم خدمات الانترنت في اليمن".

 

ولفت إلى أن السعودية تمتلك 16 كابلاً بحرياً لتقديم خدمات الانترنت، في حين تقدًم خدمات الإنترنت للسودان عبر أربعة كوابل بحرية والكويت لديها مسارات متعددة، وهو ما جعل التأثير في تقديم خدمات الإنترنت لتلك الدول بسيطاً حسب قوله.

 

وأشار إلى أن الشركة المالكة "جي سي اكس" للكابلين البحريي (فالكون) و(فيا) أعلنت عبر موقعها في الانترنت عن تعرض الكابلين في خليج السويس للقطع، ما يؤكد صحة ما نشرته شركة تيليمن بخروج خدمات الانترنت في اليمن.

 

وتحدث عن المسارات الستة الأخرى للإنترنت في اليمن، وقال" هناك أربعة مسارات برية للإنترنت باليمن وثلاثة بحرية، البرية توقفت عن الخدمة بعد تدميرها بسبب الحرب في حين  أن المسارات البحرية تتمثل في الكابل (فالكون) الذي تعرض للقطع، وأضاف " المسار الثاني الكابل البحري (AAE-1) ومحطة إنزاله بعدن، وتم الاستثمار فيه ويملك اليمن سعات دولية كبيرة تصل كلفتها إلى 40 مليون دولار، وأصبح هذا المسار جاهزاً للاستخدام عام 2017 إلا أنه تم حظر قطاع الاتصالات في اليمن من استخدامه".

 

وتابع" المسار البحري الأخير (SMW5) الذي تم استثمار شركة تيليمن فيه، به سعات دولية كبيرة تصل كلفتها إلى 30 مليون دولار، دخل حيز الخدمة عام 2017، لكن لم تتمكن الشركة من الاستفادة من تلك السعات لتعذر استكمال إنشاء الكابل البحري ومحطة إنزاله في الحديدة جراء الحصار من قبل تحالف العدوان"، حسب وصفه.

 

وفي السياق قال مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات المهندس صادق محمد مصلح " إن المؤسسة العامة للاتصالات لم تستطيع مع شركة تيليمن الوصول إلى مفرق الجوف الذي يتواجد فيه مسار دولي للإنترنت والذي تم تدميره جراء الأوضاع والحرب هناك".

 

وأضاف أن ثمة جهود للفرق الفنية والهندسية لإصلاح المسارين الدوليين في شحن والغيظة بمحافظة المهرة وإعادتهما إلى وضعهما الطبيعي، إلا أن التجهيزات الخاصة بالألياف الضوئية لم تصل حتى الآن.

 

وأكد أن المؤسسة العامة للاتصالات ستعمل على تعويض مستخدمي الانترنت جراء السعات ومدة الوقت الزمني لقطع الكابل بمنحهم سعات انترنت إضافية بعد إصلاح الكابل البحري.

 

ويعيش اليمن منذ أسبوع في عزلة شبه تامة نتيجة انقطاع خدمة الإنترنت، الأمر الذي أصاب الحياة العامة وقطاعات الأعمال والبنوك بشلل شبه التام.

 

وأكد خبراء اقتصاد على تكبّد اليمن خسائر جسيمة لخروج الإنترنت عن الخدمة، إذ قدّروها بأكثر من 8 مليارات ريال "ما يعادل 137 مليون دولار" خلال خمسة أيام، في بلد يعاني حربا وصراعا دائرا منذ نحو خمسة أعوام أثر بشكل كبير على مختلف قطاعات المال والأعمال العامة والخاصة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص