2015-04-21 الساعة 02:03ص (يمن سكاي - متابعة خاصة)
كشفت مصادر خليجية عن بنود مبادرة عمانية لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن ستطرح خلال الأيام القادمة إن لم تكن الساعات القادمة.
وقالت صحيفة "إيلاف" في تقرير نشره موقعها الالكتروني أن عواصم القرار في الإقليم والدول الكبرى، تترقب إعلان سلطنة عمان عن مبادرة متكاملة يجرى التجهيز لها على "نار هادئة" تقود إلى حل سلمي للأزمة اليمنية. ويتحدث مراقبون وقريبون من القرار العماني عن مشارورات تجريها السلطنة مع أطراف عديدين لبلورة الموقف من مبادرتها تحاشياً لأي رفض من أي طرف معني في الصراع.
ونقلت الصحيفة عن مقربين من القرار العماني أن سلطنة عُمان في صدد تقديم مبادرة كاملة الأركان تستهدف إنقاذ اليمن وإخراجه من أزمته وتحقيق السلام الداخلي، ووقف الاقتتال الدائر وتحقيق تسوية سريعة للنزاع عبر تطبيق سبعة مبادئ أساس هي:
أولًا: انسحاب جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات علي عبد الله صالح من جميع المدن اليمنية. وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري، الذي استولوا عليه من مخازن الجيش اليمني.
ثانيًا: عودة السلطة الشرعية إلى الجمهورية اليمنية المتمثلة في الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وقيادة الحكومة اليمنية وممارسة عملها.
ثالثًا: المسارعة الى إجراء انتخابات برلمانية، ورئاسية في أقرب وقت.
رابعًا: التوافق على حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب اليمني وأحزابه.
خامسًا: أن تتحول جماعة (أنصار الله) الحوثية إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية اليمنية بطرق شرعية.
سادسًا: عقد مؤتمر دولي للمانحين بهدف مساعدة الاقتصاد اليمني وتنفيذ مشاريع استثمارية.
سابعًا: تقديم اقتراح بإدخال (اليمن) ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويشير المتخصصون في الشأن العماني إلى أن مسقط تملك الكثير من الأوراق التي تؤهلها لدور الوساطة النزيه، إذ فضلًا عن علاقاتها المتميزة مع المملكة العربية السعودية والشقيقات الخليجيات الأخريات، فإنها ترتبط بعلاقات وثيقة عبر العقود مع إيران.
مؤهلات عُمان
ويشير مراقبون إلى أن من أسباب تأهيل السلطنة لتقديم مبادرتها: أولًا: رفض سلطنة عُمان المشاركة في (عاصفة الحزم العربية) التي لم تزل تراوح مكانها، ولم تحقق أية نتائج واقعية أو مُرْضية لأسباب 10 منطقية أشرنا إليها في مقالة سابقة. ثانيًا:
تتبع سلطنة عمان دائمًا سياسة خارجية، وتحتفظ بعلاقات ودية ومرنة في علاقاتها الدولية والإقليمية، وهي تجسيد وترجمة واقعية لمرتكزات ومبادئ السياسة الخارجية التي وضعها السلطان قابوس المفدّى في بداية السبعينات من القرن العشرين وفي إطار مبادئ (الحق والعدل والمساواة ودعم حق الشعوب في السلام والتنمية).
ثالثًا: عن دورها التاريخي في الوساطات بملفات ساخنة، في مقدّمها الملف النووي الإيراني. كما لعبت خلال السنوات الأخيرة دورًا مهمًا لحفظ التوازن في منطقة الخليج، وتوفير قناة للحوار بين دول الخليج العربية وجارتها الكبرى إيران.
مبدأ الوساطة يرى مراقبون أن سلطنة عُمان تنطلق في وساطتها من خلال دورها الإقليمي والعالمي، وأشاروا إلى أن التحرك العماني يأتي استجابة لدعوة أطراف إقليمية تشارك في الحرب بصورة (معلنة) أو (خفية داعمة) كفرصة لإخراجها من المأزق اليمني، الذي قد يطول أمده، ويمتد تأثيره إلى داخل أراضيها.
كما إن الوساطة العمانية تأتي تلبية لدعوات عديدة من المنظمات الدولية والقوى الكبرى انطلاقًا من الحفاظ على الأمن والسلام العالمي وتأمين الملاحة العالمية في الخليج ومضيق باب المندب. وفي الأخير، يقول هؤلاء إن التحرك العُماني للوساطة في حل الأزمة يأتي استجابة لدافع الحفاظ على الأمن القومي العُماني