2020-06-27 الساعة 06:33م (يمن سكاي - محمد الحكيمي | حلم أخضر)
في العام 1995، تسلل زوج من الغراب الهندي إلى جزيرة سقطرى اليمنية، من على متن سفينة محملة بالبضائع، قدمت من مدينة عدن جنوب البلاد. ومن دون أن ينتبه لها أحد، تكاثرت تلك الغربان بصورة مخيفة، وشيدت لها مستعمرة للتكاثر في وادي حديبو قرب عاصمة الجزيرة.
وبمرور الوقت، ازدادت أعداد سلالة الغراب الهندي في سقطرى. مما دعا هيئة حماية البيئة المحلية ومنظمات دولية إلى تصنيف هذا النوع من طيور الغربان في قائمة المخاطر التي تهدد التنوع الحيوي في الارخبيل.
وبعد 4 سنوات من دخول الغربان سقطرى، جرى تنفيذ 5 مشاريع كمحاولات لمكافحة سلالة الغراب القاتل للطيور والزواحف الهامة لبيئة الارخبيل؛ لكن عملية ابادته لم تكن سهلة. فقد استغرق الأمر 15 عاماً، حتى أعُلن نهائياً عن خلو سقطرى من طيور الغراب الهندي. في واحدة من أغرب قصص الطبيعة في اليمن، والتي تمكن فيها طائر عدائي من تهديد الحياة البيئية في أهم وأندر الجزر في العالم.
تاريخياً، تعد جزيرة سقطرى خالية من طيور الغراب منذ ملايين السنين. وتؤكد دراسة علمية بعنوان (القضاء على الغراب المنزلي في سقطرى) أعدها الدكتور نديم طالب، والباحث أحمد سليمان، ونشرتها مجلة Sandgrouse في سبتمبر/أيلول العام 2010؛ أن الموطن الأصلي لطائر الغراب الهندي المنزلي House crow يمتد في جميع أنحاء شبه القارة الهندية. وقد انتقل منها الى محافظة عدن في منتصف القرن الـ 19 بمساعدة السفن.
تقول القصة أنه في أبريل/نيسان من العام 1995، وصلت سفينة تابعة لشركة الموانئ اليمنية إلى حديبو عاصمة سقطرى، بعد رحلة استغرقت 4 أيام من مدينة عدن. كانت السفينة محملة بالمواد الغذائية لأحدى الشركات المحلية في سقطرى، وكان على متنها اثنين من الغربان الهندية البالغة، ومعهما عش البيض وأحد الفراخ الصغار، إذ ظلت مختبئة في أحد أرجاء السفينة. وبمجرد الوصول لميناء حديبو، طار زوج الغربان من السفينة إلى وادي حديبو القريب من الميناء، عند حافة عاصمة الارخبيل.
وهناك في وادي حديبو، حيث توفر أشجار النخيل التي يبلغ ارتفاعها 7-12 متراً على طول الوادي مواقع تعشيش جيدة، مكثت الغربان لتؤسس لها مستوطنة في منطقة كانت قريبة من شاطئ الصيد، الأمر الذي يعني أن هناك إمدادات جاهزة من الطعام بما في ذلك الأسماك والحيوانات النافقة.
ووفقاً لدراسة (سليمان، وطالب، 2010) فقد أثبت هذا الموطن في وادي حديبو أنه مثالي للتكاثر والتغذية للغربان الدخيلة الغازية. وبحلول العام 2000 وصل عدد الغربان الغازية في سقطرى 15 طائراً على الأقل. ومن المثير للاهتمام أن الغراب شوهد مرة واحدة فقط بعيداً عن وادي حديبو، بالقرب من وادي سرحان، على مسافة أقل من 2 كيلومتر، وحيث لا توجد مستوطنات. اتخذت مقر إقامتها على حافة العاصمة، بالقرب من البحر وبقيت هناك غريبة عن الجزيرة.
على الرغم أن السجلات العلمية، لم تسطع تحديد حجم الأضرار التي سببتها الغربان للحياة البرية بالجزيرة خلال السنوات الأولى لاستيطانها. لكن احدى الدراسات رصدت الغربان في مرات عدة، وهي تأخذ وتصطاد صغار طيور الصرد الرمادي من العش (أحد طيور سقطرى المتوطنة)، كما شوهدت الغربان باستمرار وهي تقوم بمضايقة الدجاج في الارخبيل، وهاجمتها مراراً وسرقت البيض وقتلت الافراخ.
ويشير بحث علمي أعده أحمد سليمان، وجينترام جي مير، وبيتر هافيرسون، صدر سنة 2011. الى إن الغراب الهندي المنزلي يعتبر من الطيور الدخيلة على جزيرة سقطرى، ونتيجة غزوها الارخبيل تسببت في أضرار بيئية واقتصادية شديدة في المناطق استوطنتها. وتمكنت تلك الغربان من بناء مستعمرة لها في وادي حديبو بالقرب من عاصمة الجزيرة، وتجاوز عدد افرادها، 30 غراب على الأقل.
ووفقاً لأحد المصادر، يمتاز الغراب بقدرته على التكاثر السريع، إذ تضع الأنثى حوالي 2-5 بيضات، وتبلغ فترة الحضانة للبيض من 16 إلى 17 يوماً فقط، وتبلغ الفراخ سن الطيران وعمرها حوالي 21 إلى 28 يوماً.
ويوضح الجدول رقم (1) إلى اجمالي ارتفاع أعداد الغربان بسقطرى والتي تم رصدها بانتظام من قبل هيئة حماية البيئة، ومنظمة الطيور العالمية Bird Life، وهي تظهر تكاثر الغربان بالأرقام في كل عام.
في العام 1999 بدأ «برنامج مكافحة الانواع الدخيلة» في هيئة حماية البيئة في سقطرى، القيام بأول محاولة لإبادة تلك الغربان. كانت تلك المحاولة عبارة عن مشروع نشر مجموعة من الفخاخ من نوع فخ (لارسن) لصيد الطيور، تم شحنها من المملكة المتحدة إلى سقطرى، من منظمة الطيور العالمية. لكن هذه العملية فشلت تماماً أمام ذكاء الغراب، وكلفت قيمة هذا المشروع الفاشل مبلغ 1,500 دولار أميركي. ولم يقع في الفخ أية غراب.
وفي العام 2000، تم تنفيذ المحاولة الثانية والتي باءت بالفشل، كانت عبارة عن وضع مصيدة كبيرة للغربان على سطح بالقرب من ساحل حديبو بمنطقة تكاثر وتتغذى فيها الغربان. وتم بناء مصيدة الغراب باستخدام نموذج من المملكة المتحدة. ووضع بداخلها السمك وأطعمة أخرى لجذب الغربان. وبعد خمسة أشهر من المحاولة لم يتم القبض على أي غراب. كانت تكلفة هذا المشروع الفاشل 700 دولار أميركي. (سليمان، وطالب، 2010)
بعد فشل المشروعان السابقان، شرعت هيئة حماية البيئة في سقطرى، إلى اللجوء لتنفيذ طرق أخرى لاستئصال وابادة الغربان، وقامت بالتنسيق مع ضباط الجيش اليمني لجلب عدد من الجنود القناصة، من اجل القيام بمهمة قنص الغربان وإطلاق النار عليها.
ويشير الخبير البيئي أحمد سعيد سليمان، أن أربعة من الجنود القناصة في الجيش اليمني، عملوا لمدة أربعة أيام في الوديان للبحث عن الغربان. وفشلت كل محاولات الجنود، ولم تفلح بنادقهم في قتل أي طائر.
إن الغربان طيور حادة الذكاء، كانت تستطيع التعرف على ملامح الجنود؛ وتشعر بالخطر بمجرد رؤية البندقية مما يجعلها تطير وتختبئ في أشجار النخيل. وقد ظل جنود الجيش اليمني يطاردون الغربان طيلة 4 أيام. ولم تسفر عمليات المطاردة تلك عن أية نتيجة. وقد كلف هذه المشروع الفاشل حوالي 800 دولار.
خلال الفترة الزمنية بين عامي 2000 – 2007، لجأ برنامج المكافحة إلى تنفيذ مشروع رابع بعد فشل المشاريع الثلاثة السابقة، وهذه المرة تم التحكم في أعداد الغربان بنجاح، عبر الاستعانة بالسكان المحليين من خلال تشجيع طلاب المدارس من أطفال سقطرى، للقيام بمهمة صيد الغربان التي فشل فيها موظفي البيئة وقناصة الجيش اليمني.
وطبقاً لدراسة (سليمان، ونديم) لجأ برنامج مكافحة الانواع الدخيلة إلى طريقة تقليدية تتمثل في هدم أعشاش الغربان وتكسير البيض. وقام برنامج المكافحة بدفع مبالغ مالية للأطفال الذين يجيدون تسلق أشجار النخيل حيث أعشاش الغربان. وقد نجح الأطفال في إخراج المئات من صغار الغربان والبيض بأيديهم. وإحضارها إلى موظفي هيئة البيئة ليتولى موظفو البرنامج مهمة قتل صغار الغربان بعد فقس البيض.
وكمكافأة مادية نظير صيد صغار هذه الطيور، قام برنامج المكافحة بإعطاء الأطفال مبالغ مالية تتراوح بين 1000-1500 ريال يمني (ما يعادل آنذاك 6 إلى 9 دولارات أمريكية) مقابل كل بيضة غراب/ فرخ البيض يتم اصطياده وتسليمه للبرنامج، اعتماداً على عمره. ودفع مبلغ 2000 ريال يمني مقابل كل غراب من الغربان البالغين.
وبحسب دراسة (سليمان، نديم) كانت تلك الطريقة ناجحة في مكافحة الغربان، حيث أفلحت في القضاء على حوالي 161 بيضة من أعشاش الغراب خلال عامي 2000 – 2001. كما تم القضاء على 242 من صغار الغربان خلال الفترة 2002 – 2007.
وعلى مدى عشر سنوات، تمت إزالة 550 من فراخ البيض من داخل أعشاش الغربان، من قبل أطفال سقطرى. مما جعل هذه الطريقة تبدو فعالة للتحكم بأعداد الغربان. وقد أبقت هذه الطريقة أعداد الغربان منخفضة جداً. ومع ذلك، كانت مكلفة مادياً لهيئة حماية البيئة في سقطرى. وقد كلفت حوالي 15,000 دولار ولم تحقق الاستئصال التام للغراب بسقطرى. وظلت الغربان الكبيرة وعددها 13 تطير وتتصرف بصورة عدائية بعد تدمير اعشاشها.
في العام 2008، تم إيقاف تمويل دفع المكافآت للأطفال وطلبة المدارس للتخلص من الفراخ. وتؤكد دراسة (نديم، وسليمان) أنه نتيجة لذلك كان لدى الغربان إمكانية لزيادة أعدادها بصورة غير مقيدة في أنحاء الجزيرة. وأشارت دراسة (علي الصغير، 2003)، إلى ان مستوى زيادة أعداد الغربان وصلت الى 100 غراب. والتي يمكن أن يرتفع عددها إلى 2000 غراب في غضون أربع سنوات إذا لم يتم ابادتها.
ازداد القلق آنذاك، بشأن التأثيرات المتزايدة التي سيتسبب بها الغراب الهندي في بيئة الارخبيل الذي تم ادراجها في العام 2008، من قبل منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي الطبيعي. الأمر الذي دفع بضرورة اتخاذ قرار نهائي للقضاء التام على جميع الغربان في سقطرى.
أنشئ برنامج مكافحة الأنواع الدخيلة، هيئة البيئة بسقطرى، بمساهمة مالية من مرفق البيئة العالمي SGP، بالشراكة مع برنامج التنوع الحيوي بسقطرى الممول من قبل البرنامج الانمائي UNDP التابع للأمم المتحدة.
ولم يكن أمام هذا البرنامج سوى الاستعانة بشركة ألمانية متخصصة في إبادة الغربان في الجزيرة والتي كان عددها 13 غراب. وقد كلفت عملية استئصالها مبلغ 20,500 ألف دولار.
وبحسب تصريح هيئة حماية البيئة في سقطرى، قام برنامج المنح الصغيرة في أبريل/نيسان 2009، بالتعاقد مع اثنين من القناصة الأوروبيين (بريطاني وألماني) من المتخصصين في استئصال الطيور الدخيلة، لقنص ما تبقى من الغربان بالجزيرة. وقد منح البرنامج الخبيرين أجراً يومياً بمبلغ 500 دولار أميركي يومياً بالمناصفة.
واشارت السجلات العلمية، انه تم الاتفاق حينها على خيار إطلاق النار على جميع الغربان المتبقية بسقطرى، وتضمنت الاتفاقية بين تلك الاطراف أن يتم جلب 2 خبراء من الصيادين ذو الخبرة، وأن يكونا قد عملا في مشاريع سابقة لاستئصال مثل هذه الأنواع من الطيور، وأن يجيدان كيفية تطبيق التقنيات الذكية، التي تبقي الغربان غير متيقظة لأطول فترة ممكنة.
وعقب ذلك، قامت وزارة الدفاع اليمنية باستيراد بنادق صيد عيار 17 HMR وعيار 22 R / F وبندقية نصف آلية. وتم إحضار ثلاثة أسلحة نارية مختلفة وذخيرة مناسبة إلى سقطرى. تم اختيارها من قبل خبراء الصيد بناءاً على سنوات خبرتهما في اصطياد الغربان في أجزاء أخرى من العالم.
وطبقا للمعلومات، تم الاتفاق على أن يتم إطلاق النار من نافذة مموهة في سيارة جيب تابعة للمشروع. وكان من المقرر تواجد كبار موظفي هيئة حماية البيئة في جميع الأوقات لتوجيه العملية، والتحدث إلى السكان المحليين، وتطمينهم كي لا يشعروا بالهلع من عملية قنص الغربان.
لم تكن عملية الاصطياد والقنص للغربان سهلة للغاية أمام القناصان الأوروبيان، فقد تطلب الامر أكثر من أسبوعين. كانت الغربان ذكية ومدركة للخطر، وظلت مختبئة ويقظة، مستفيدة من التجربة الفاشلة التي قام بها قناصة الجيش اليمني.
في 16 ابريل/نيسان 2009، وصل الخبيرين الالماني والبريطاني، أرض جزيرة سقطرى لتنفيذ مهمة قنص 13 غراباً. وفي ضواحي حديبو، تمت ابلاغ السكان المحليين بالتعاون مع فريق المشروع، وعدم مقاطعة القناصة اثناء صيدهم للطيور، وارشادهم للمناطق التي يتم فيها رؤية الغربان أو سماعها، أو مناطق تعشيشها.
ونتيجة ذلك، أصبح المجتمع المحلي بالجزيرة، على وعي سريع بحقيقة أن فريق الأجانب يحملون بنادق ويتجولون في المكان. وطيلة اليومين الأولين 16-17 ابريل/نيسان، من وصولهم سقطرى، ظل القناصة الأوروبيين يجوبون ضواحي حديبو لمعرفة ألية الحركة ومسح المنطقة ودراستها وفهم حركة الغربان.
في 18 أبريل/نيسان 2009، بدأ القناصان الألماني والبريطاني يومهم الأول في قتل الغربان. (بعد يومين من وصولهم سقطرى بدأ إطلاق النار). كانت البندقية الأولى المستخدمة في عملية القنص، بندقية كاتمة الصوت عيار 22، والتي قتل فيها ستة طيور من الغربان بعد ظهر واحد.
وبحسب دراسة (نديم، سليمان، 2010)، بدأت الغربان تصبح أكثر غموضاً وحذراً من القناصة. على الرغم من عدم تمكن الغربان من تحديد موقع مطلق النار أو المراقب أو السيارة لتتجنب الامر. لكنها أصبحت أقل وضوحاً”.
في اليوم الثاني 19 ابريل/نيسان نجح القناصان الاوروبيان في إطلاق النار على 3 ثلاثة غربان وتم قتلهم بشكل متتالي، باستخدام بندقية صيد عيار 17، وذخيرة عالية القوة، والتي تسمح بإطلاق النار من على بُعد طويل المدى.
بقيت 3 من الغربان تتصرف بحذر شديد، وبدأت جزئياً في مغادرة المنطقة إلى وادي آخر يبعد قرابة 2-3 كيلو متر. ويشير نديم، وسليمان: ” أن طيور الغربان المتبقية تجنبت البقاء في الموقع بمجرد ملاحظة وجود الشخص المراقب أو وجود سيارة الجيب التي يصطاد من نافذتها المغطاة”.
بعد يومين فقط من عملية القنص والاصطياد المباشر، ومن أجل تثبيط هذا السلوك الحذر الذي قامت به الغربان. قرر الخبراء الأوروبيين التوقف عن إطلاق النار لمدة يوم 20 ابريل/نيسان، والقيام بالمراقبة فقط، للحد من الضغط القائم على الغربان. وقد منح هذا التكتيك بعض الوقت للفريق لإعادة احتساب عدد الطيور المتبقية، وتحديد مواقع الاستهداف المحتملة للأيام القادمة.
في 21 ابريل/ نيسان تم استخدام البندقية الأكثر تقنية. ومن خلالها تم اعتراض الغراب رقم 10 اثناء تحليقه وهو يطير بين الوديان. وفي اليوم الرابع ذاته، تم إطلاق النار على الغراب الثاني رقم 11، اثناء ما كان شخص محلي يتسلق شجرة تعشيش معروفة لإزالة عش الغراب أو البيض. ومن تجارب المشروع السابقة، كان معروفاً لدى الفريق أن الغربان تهاجم أي إنسان يقترب من عشها، ولذلك استخدم فريق المشروع هذه الطريقة لجذب الطائر إلى الموقع.
في 22 ابريل/نيسان 2009، تم قنص آخر طائر مرصود (الغراب رقم 12) في وقت مبكر من بعد الظهر، بعد ساعتين من المراقبة والتعرف على أنماط طيرانه غير المنتظم وسلوكه العصبي. وبحلول ذلك الوقت، كان من الواضح أن المراقب داخل الفريق قد تم تحديده على أنه تهديد وأبقى الغراب الأخير على مسافة.
نظرًا لأن الطائر كان يختبئ داخل سعف النخيل، فقد سمح الأمر لمطلق النار بالوقوف تحت شجرة واحدة. ثم قام القناص بالتصويب الدقيق على الطائر من راحة اليد، وكان الغراب باتجاه المراقب. ثم تم إطلاق النار عليه.
بعد أكثر من 500 ساعة عمل، من المطاردة سيراً على الأقدام، ومن داخل السيارات ومن أسطح المنازل، لم تتم مشاهدة أو سماع أو الإبلاغ عن وجود أي طائر من الغربان. وتم تقديم نداء داخل المجتمع السقطري عن إبلاغ الفريق عن أية غراب يتم مشاهدته، وتم عرض مكافأة إضافية لأية معلومات عن أي غراب.
وفي 27 ابريل/نيسان 2009، وبعد سبعة أيام من إطلاق النار على آخر طائر غراب مرصود، كان الفريق قد أنجز مهامه في قنص 12 طائر من الغربان المرصودة. وحين كان فريق القناصة الأوروبيين على وشك المغادرة من سقطرى، وردت انباء عاجلة أن غراباً واحداً كان يدور حول وادي حديبو. حاول موظفو المشروع العثور على موقع هذا الطائر، بالإضافة إلى توضيح أنماط حركته. لكنهم فشلوا مع اختفاء الغراب، وعاد الطائر بعد ذلك بيومين، ثم اختفى مرة أخرى.
ثم عاد فريق القناصة المتخصص للعمل من جديد من اجل القضاء على هذا الطائر الأخير، والذي كان يُنظر إليه على أنه أخطر غراب؛ لأن وجوده في ذلك الموقع الذي اختفى فيه كان محيراً وغير مفهوم، مما جعل الامر يزداد تعقيداً.
وبعد أربعة أيام من المراقبة والمطاردة، تم رصده ومشاهدته، وتم إطلاق النار أخيراً على الطائر الأخير (الغراب رقم 13) في وادي حديبو، باستخدام ذخيرة البندقية الكبيرة.
واجمالاً، نجحت مهمة القناصة الأوروبيين، بعد 15 يوماً، وتم إبادة 13 طائر من طيور الغراب الهندي، ليتكلل النجاح أخيراً في إنهاء مشكلة عمرها 15 عاماً. والتي كان بإمكانها أن تتحول لكارثة بيئية كبرى تهدد الحيوانات والنباتات والناس في سقطرى، وقد تتسبب في شطب اسمها من قائمة التراث العالمي الطبيعي.
المراجع والمصادر:
– أحمد سعيد سليمان، ونديم طالب، دراسة بعنوان: “القضاء على الغراب المنزلي في جزيرة سقطرى”، جورنال Sandgrouse، المجلد 32، سبتمر/ايلول 2010. ص 136 – 138.
– أحمد سعيد سليمان، جينترام جي مير، وبيتر هافيرسون، دراسة بعنوان: “استئصال الغراب الهندي المنزلي في جزيرة سقطرى اليمن”. الجزيرة الغازية: الاستئصال والإدارة. سويسرا. 2011، IUCN. ص361 – 363.
– جمعية OSME علم الطيور في الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى.