أهم الأخبار

إبادة الشعب.. هدف رئيس لحرب الميليشيا الحوثية في اليمن

2020-09-10 الساعة 03:06م (يمن سكاي )


لسنوات، ظن اليمنيون والعالم أن حروب ميليشيا الحوثي هدفها الوحيد هو السيطرة على الحكم في اليمن والتفرد بثرواته، ورغم صحّة ذلك نسبياً إلا أنه أن سنوات الحرب الأخيرة كشفت أن من ضمن أهدافها الرئيسية هو إبادة اليمنيين.

وللشهر الثامن على التوالي، يشن مرتزقة إيران في اليمن (ميليشيا الحوثي) هجمات عسكرية متواصلة بهدف السيطرة على محافظة مأرب، ورغم فشلهم في تحقيق أي تقدم يذكر، رغم كثافة الحشود والعتاد، إلا أن اللافت هو استمرار تلك الميليشيا في استهداف منازل ومخيمات النازحين وبالأخص المتواجدة في المديريات التي تقع على أطراف المحافظة.

وفي هذا السياق يقول مصدر حقوقي، إن "الاستهداف الحوثي لمخيمات النازحين لم يكن على سبيل الخطأ، بل إنه استهداف ممنهج ومتواصل بهدف التنكيل بالنازحين وتهجيرهم مرة تلو أخرى، وهو ما ظهر جليّاً خلال الفترة الماضية“.

وحول السبب وراء ذلك يضيف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته كونه غير مخوّل بالتصريح، إن ميليشيا الحوثي "ترى في النازحين خطراً كبيراً كونهم نجحوا في الإفلات من مناطقهم الخاضعة لسيطرتها ولم يتسن لها إجبارهم على اعتناق أفكارها الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني وتجنيدهم للقتال في صفوفها، ولهذا تعتبرهم أعداءً لها". 

وقال: إنه "خلال الشهور الأخيرة تعرّضت مخيمات النازحين في أطراف مأرب للاستهداف المباشر والمتعمّد، وتسبب في تدمير عشرات المنازل والخيام والطرقات، وشمل القصف الآبار التي تزود مخيمات النزوح بالمياه الصالحة للشرب“.

وفي يوم الأحد، 6 سبتمبر الجاري، استهدفت الميليشيا الحوثية مخيماً للنازحين في منطقة الحبيل بمحافظة الجوف مستخدمة طائرة مفخخة بدون طيار؛ ما تسبب في سقوط العديد من الجرحى بينهم نساء وأطفال، بعد أن تعرّضت خيامهم للاستهداف والتدمير.

وقالت مصادر محلية إن الخيام التي تعرّضت للاستهداف من قبل الميليشيا الحوثية تعود لنازحين من قبيلة (آل قعشل) من أبناء محافظة الجوف كانوا قد نزحوا إثر الحرب الأخيرة التي شنتها الميليشيا على محافظتهم، مؤكدة سقوط العديد من الجرحى بينهم نساء وأطفال.

ونهاية أغسطس الماضي، قصفت ميليشيا الحوثي بالصواريخ بئر المياه الوحيد الخاص بالنازحين وأهالي مديرية مدغل شمالي غرب محافظة مأرب، وحينها قال مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب سيف مثنى، إن القصف تسبب في تدمير البئر بشكل كامل.

وحول سبب ذلك، أوضح مثنّى لوسائل إعلامية، أنه ميليشيا الحوثي تهدف لقطع المياه عن سكان المديرية وتهجير الأسر النازحة بالمديرية كونهم يعتمدون على هذا البئر في الحصول على المياه الصالحة للشرب، ولأن أغلب مياه الآبار في المديرية مالحة، لافتاً إلى أن ذلك تسبب في مفاقمة معاناة النازحين وأجبر الكثير من تلك الأسر على النزوح إلى أماكن أخرى.

وكانت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، التابعة لمجلس الوزراء، قد كشفت في تقرير لها صدر في 20 أغسطس الماضي، عن نزوح 1580 أسرة من مساكنهم ومن مخيمات النزوح بمديرية مدغل بمحافظة مارب، إلى مواقع أخرى بالمحافظة، بسبب الحرب التي تشنّها ميليشيا الحوثي في أطراف المديرية.

وأوضح التقرير أن بعض هذه الأسر نزحت للمرة الثانية أو الثالثة، حيث سبق واستقبلتهم مديرية مدغل كنازحين في أوقات سابقة، موضحاً أن بعض هذه الأسر "خرجت سيرًا على الأقدام تاركين كل ما لديهـم من مأوى وإيواء الذي لم يتلف مـن آثار السيول والرياح السابقة“.

وسبق وأن تضررت مخيمات النازحين في محافظة مارب لأضرار كبيرة جراء سيول الأمطار التي شهدتها المحافظة أواخر يوليو ومطلع أغسطس الماضي، بما فيها تجمعات النازحين بمديرية مدغل، لتأتي الحرب الحوثية لتضاعف معاناتهم.

ووفقاً للتقرير فإن مديرية مدغل سبق وأن احتضنت آلاف النازحـين جراء الحرب التي دارت في مديريتي مجزر ونهم المجاورتين، وبلغ إجمالي عدد النازحين في المديرية أكثر من 20.000 نازح.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تعرّضت منازل ومخيمات النازحين بمحافظة مارب لقصف ممنهج بالصواريخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا وبقذائف المدفعية، وتسببت في مقتل وإصابة مئات المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، وهو الأمر ذاته الذي تعرّض له النازحين في المناطق اليمنية الأخرى التي تقع خارج نطاق سيطرة الميليشيا الحوثية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص