2015-04-27 الساعة 09:18م (يمن سكاي - متابعة خاصة)
اتهم قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري الاثنين السعودية بـ"الخيانة" في اليمن وبأنها "تحذو حذو اسرائيل في المنطقة".
ويأتي هذا التصعيد الإيراني ضد السعودية، مع تزايد شعور قادة طهران بورطتهم سياسيا وعسكريا في الملف اليمني، بعد أن أغلقت الرياض في وجوههم جميع الأبواب ليكونوا طرفا في حلّ الأزمة اليمنية، عبر الدفع بمقترحات لا تستجيب لقرار مجلس الأمن الواضح في مضمونه، وهدفها الاساسي إنقاذ الحليف الحوثي من مأزقه.
ويقول مراقبون إن هذا الخطاب الحافل بتهم ممجوجة للسعودية هو خطاب تقليدي وعفا عليه الزمن، إذ ينسب فيه القادة الإيرانيون لأنفسهم كلّ ما له علاقة بمقاومة "الإمبريالية" و"الشيطان الاكبر" "والصهيونية"، بينما ينسبون لغيرهم وخاصة اذا كان خصما عربيا "العمالة" "والتخاذل".
ويأتي تعليق جعفري الذي يعتبر اشارة جديدة إلى مدى تدهور العلاقات بين طهران والرياض، ليؤكد على حقيقة "حالة الشعور بالضيم" التي تعتمل في نفوس أصحاب القرار في ايران لأن مخططهم للسيطرة وتقديم أنفسهم للقوى الدولية "كقوة إقليمية لابد منها" في أي ترتيب يخص الأزمات المستفحلة في المنطقة اصبح على المحك وصار مطلوبا للاختبار على ارض الواقع وبعيدا عن الشعارات والمزايدات.
ولم يترك رفض السعودية لأي تدخل ايراني في الملف اليمني لأن ايران متهمة تماما كالحوثيين وداعم غير محايد لهم، أي خيار لطهران في الأزمة اليمنية إلا حلا من اثنين أحلاهما مرّ.
وفي هذه المعادلة، فقد بات لزاما على طهران إما ان تبقى متفرجة على حلفائها وهم يواجهون مصيرهم مع تزايد المؤشرات على ان التحالف العربي مستعد للتدخل البري في النهاية إذا ما لزم الأمر، وإما ان تعلن الحرب لنجدتهم وهذا ما يبدو مستبعدا في هذه المرحلة على الاقل لأن طهران عينها على رفع العقوبات وإتمام اتفاقها النووي مع الغرب بـ"سلام". ثم إن اليمن ليس بلدا مجاورا لإيران كالعراق أو حتى كسوريا باعتبار أن العراق لا يعد حاجزا منطقيا ضد ارسالها اسلحة ومقاتلين الى هناك لدعم نظام بشار الاسد، لذلك وإن جربت طهران التدخل في هذين البلدين دون رادع وعبر مليشياتها فإن الساحة اليمنية اصبحت مغلقة أمام مثل هكذا سيناريوهات.
ويقول محللون إن تصعيد اللجهة واستخدام المصطلحات القمئة في كيلها التهم للسعودية يكشف أن طهران أصبحت مغلولة الأيدي في الملف اليمني تحديدا، وأن هذه الأغلال صارت من الصرامة ما يجعلها تشعرها بقهر حقيقي.
ويؤكد المحللون أن ما بات يخيف القادة الإيرانيين أن السيناريو اليمني يمكن أن يتكرر في أكثر من ساحة يحتدم فيها الصراع الطائفي مثل العراق وسوريا. وهو ما سيفرض عليهم تحديات هائلة لم يضعوا لها حسابا مطلقا.
ويضيف هؤلاء أنه ليس من باب المصادفة أن يأتي التصعيد الإيراني متزامنا مع الضربات التي صارت تتلقاها طهران ومشروعها التوسعي ويتحملها نيابة عنها حلفاؤها في اليمن والعراق وسوريا، حيث شهدت هذه الساحات نهاية الاسبوع الماضي فقدان حلفائها الشيعة من المليشيات لزمام المبادرة على اكثر من جبهة في اليمن والعراق وسوريا.
وتزامنا مع ما تلقاه الحوثيون في اليمن السبت من ضربات مؤلمة تعرض الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي لهجمات قاتلة في منطقة ناظم الثرثار الواقعة الى الشرق من مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار، كما تعرضت قوات الاسد وحزب الله لخسائر فادحة في الارواح في معركة جسر الشغور التي انتهت بانسحابهم منها في تطور مثير للصراع الطائفي الدائر هناك.
وفي لبنان تثير صفقة الأسلحة الفرنسية للجيش اللبناني الممولة من السعودية جانبا من الغضب الإيراني على السعودية، لأنها يمكن ان تساعده في المديين المتوسط والبعيد على ان يصبح قادرا على فرض كلمته بعيدا عن سطوة الخارجين عن سلطة الدولة اللبنانية، حتى ولو كان حزب الله الذي يرفض التحول إلى حزب مدني ويسلم اسلحته للدولة اللبنانية بزعم ان الجيش ضعيف ولايمكنه صد الخطر الاسرائيلي.
وتابع جعفري أن "السعودية الخائنة تحذو حذو اسرائيل والصهاينة"، مضيفا ان "اعداء الثورة الإسلامية بدات تتضح معالمهم"، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية.