أهم الأخبار

مؤشرات التدخّل البري باليمن: متاريس وحركة في البحر والبرّ

2015-04-28 الساعة 01:52ص (يمن سكاي - العربي الجديد)

ارتفعت مؤشرات التدخل البري في اليمن في ظلّ المصير الغامض للجهود السياسية، وقيام السعودية بحشد المزيد من قواتها في المناطق الحدودية بين البلدين. كما واصلت إيران تصعيدها عالي النبرة ضد القيادة السعودية، في وقتٍ تعمل فيه على تبديل قطعها البحرية في المياه الدولية بالقرب من السواحل اليمنية.

مؤشرات التدخل البري عديدة، منها واقع أن السعودية دفعت في الأيام الأخيرة بالعديد من الألوية العسكرية من قوات الحرس الوطني إلى نجران ومناطق حدودية أخرى، بالتزامن مع قصف مركّز في الشريط الحدودي، يستهدف كل تحرّك للحوثيين في صعدة، التي تّعدّ معقل الحوثيين، وأحد أهم أهداف العمليات الجوية، منذ انطلاقها في 26 مارس/آذار الماضي.

واستهدفت الضربات الأخيرة للسعوديين خطوط الاتصالات وخزانات الوقود، بالإضافة إلى الأهداف الاعتيادية، ما يعزز احتمال بدء تدخل بري يضمن تحقيق نصر ملموس، خلافاً للحملة الجوية، والتي لا يبدو واضحاً حتى الآن حجم الأهداف التي حققتها. كما أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني، أن "دول مجلس التعاون لن تترك اليمن في محنته". وأضاف الزياني الذي كان يتحدث أمس الإثنين، ضمن فعاليات "أيام مجلس التعاون"، التي تعقد في الدوحة، أن "الجهود متواصلة من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن 2216".

من جهتهم، واصل الإيرانيون الحديث بنبرة عالية، بعد اتهام قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، أمس الإثنين، السعودية بـ "خيانة العالم الإسلامي"، كما قارنها بإسرائيل، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. ونقلت الوكالة عن جعفري قوله "السعودية تقصف بلا خجل وبطريقة مخزية، أمة تقاتل ضد نظام وضد قوى عالمية". وأضاف أن "السعودية تواجه انهياراً"، داعياً حكومته إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الرياض. من جانبه، قال قائد البحرية الإيرانية حبيب الله سياري، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، إن "السفن الحربية ستبقى في المياه الدولية بالقرب من اليمن، في إطار مهمة تستمر تسعين يوماً وتنتهي في العاشر من يوليو/تموز المقبل". وأضاف أنه "سيتم استبداله بأسطول آخر بعد ذلك".

وفي الوقت الذي أشارت فيه مصادر يمنية متواجدة في الرياض لـ "العربي الجديد"، إلى "احتمال تنفيذ عملية في عدن انطلاقاً من جيبوتي"، لم يستبعد محللون عسكريون أن "تتزامن أي عملية جديدة مع عمليات أخرى، تعمل على تشتيت اهتمام الحوثيين وتفريقهم". وقال الباحث في شؤون النزاعات المسلحة علي الذهب لـ "العربي الجديد"، إن "التدخل البري قد يعمل وفق قاعدة: انتظرناهم في الشرق فجاؤوا من الغرب". وتابع "يُحتمل أن يكون للحشد السعودي على الحدود مع اليمن، عنوانان، إما التضليل والخداع، تمهيداً لتدخّل قوات عسكرية أخرى في مناطق متوقع فيها التدخل البري، وأخرى غير متوقع فيها، وإما أن يكون التدخل البري فعلياً من هذه الجهة من الحدود، بما يشاغل ويسحب مقاتلي الحوثيين إلى تلك الجبهة".

وأضاف: "أتوقع أن يكون التدخل البري، على فرضية وقوعه، من جبهات أو محاور عدة، فتسقط مراكز السلطة ومصادر الإمداد الخارجي، كالموانئ التي في قبضة الحوثيين وصالح". وتابع: "لا أستبعد أن تكون المخا (قرب والخوخة والحديدة واللحية وميدي على البحر الأحمر) بمثابة الخطوة الأولى من الغرب، وصولاً إلى المركز في صنعاء أو تطويقه وعزله".

ولفت إلى أنه "قد تُستغلّ الجزر اليمنية في البحر الأحمر لتكون مهابط آمنة للطائرات، ومرابض للمدفعية، لدعم أي تدخّل بحري وتوغل في العمق اليمني. أما مناطق الجنوب فتحظى بأقوى احتمال للتدخل، خصوصاً مناطق الساحل الممتد، من باب المندب غرباً إلى بلحاف شرقاً".

في صنعاء، بدأ الحوثيون وقوات أمنية باستحداث متاريس ونقاط أمنية في الشوارع، الأمر الذي يُفسّر من نقطتين: الأولى، أن الجماعة تستعد لمعركة من نوع ما في صنعاء، أو تستعدّ لحسم خلافات قد تكون نشأت بينها وبين قوات صالح. أما النقطة الثانية، فتشير إلى أن القوات الموالية لصالح والحوثي باتت تضع في حساباتها احتمال التدخل العسكري، عبر إنزال جوي يسيطر على جزء من العاصمة، ما يُحتّم بالتالي الاستعداد لحرب شوارع. ويُعدّ التدخل البري في صنعاء أبعد احتمالات التدخل، للطبيعة الجبلية المحيطة بالعاصمة اليمنية، ولكونها مركزاً للقوات الموالية لصالح. ومن شأن أي حرب فيها أن تكون مكلفة، بينما كان من الواضح، بالنسبة للسعودية بالذات، أن الهدف في صنعاء هو الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة التي تهدد دول الجوار. بالتالي تبقى عدن المرشحة الأساسية لأي تدخل بري.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص