أهم الأخبار

حياة "توأم سيامي" على المحك.. الحوثيون يرفضون نقلهما للسعودية واليونيسف: نبحث في الخيارات المتاحة

2020-12-21 الساعة 11:36م (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

نفت منظمة الصحة العالمية باليمن، أن تكون اعتذرت عن نقل "توأم سيامي" متواجدين بمستشفى السبعين للأمومة والطفولة بصنعاء، فيما رفضت ميليشيا الحوثيين ما أسمته مساعي بعض المنظمات لـ"تجميل الوجه القبيح لقوى العدوان الموغلة في قتل الطفولة".

وقالت منظمة الصحة العالمية، في تغريدة على حساب مكتبها باليمن "ننفي ما نشر في وسائل إعلام محلية عن اعتذار المنظمة نقل توأم سيامي متواجدين حاليا بأحد مستشفيات صنعاء إلى الخارج لتلقي العلاج".

تعود القضية إلى عملية ولادة قيصرية نادرة، أجريت يوم الأربعاء الماضي "16 ديسمبر"، في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة بصنعاء، وتكللت العملية بنجاح، حيث أنجبت امرأة ثلاثينية توأماً سيامياً ملتصقاً بالصدر والبطن.

وأطلق المستشفى ومكتب الصحة الخاضع للحوثيين بأمانة العاصمة، مناشدة عاجلة لمنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، لإنقاذ حياة الطفلين الملتصقين واللذان يحتاجان تدخل جراحي دقيق للفصل بينهما.

بعد ساعات من المناشدات، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة، استجابته "للنداء الإنساني العاجل الذي أطلقه مستشفى السبعين بـ صنعاء بشأن حالة التوأم السيامي المتواجدين في المستشفى".

وأبدى المركز في تغريدة على حسابه بتويتر "استعداده لدراسة وضعهما من قبل المختصين في مثل هذه الحالات بالمملكة ومدى إمكانية تقديم العلاج لهما والفرص الممكنة لإجراء عملية الفصل".

وأمس الأحد، قال وزير الصحة في حكومة الحوثيين "طه المتوكل"، إن الأمم المتحدة، عرضت "نقل التوأم السيامي إلى ما يسمى "مركز الملك سلمان". معتبراً ذلك "تماهي مع دول العدوان والحصار"، في إشارة للتحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن.

وأكد الوزير الحوثي أن من حق أبناء الشعب اليمني "أن يتلقى العلاج في البلدان التي لا تعتدي عليه"، مجدداً الدعوة "إلى تسيير رحلة جوية عبر مطار صنعاء بشكل عاجل لنقل التوأم السيامي اللذين هما في حالة حرجة إلى الخارج" وفق ما ذكرت قناة المسيرة في موقعها الالكتروني.

عقب ذلك شنت حملات شبة منضمة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية التابعة للحوثيين، تدين الأمم المتحدة، وتتهم منظمة الصحة العالمية بالاعتذار عن نقل التوأمان للخارج دون إبداء الأسباب.

ونفت الصحة العالمية في تغريدة على حسابها في تويتر ذلك، داعية "كافة وسائل الإعلام للتحلي بالمسؤولية والمصداقية وتحري الدقة عند نقل الأخبار."

وفي إطار الحملة ذاتها على المنظمة، نشرت قناة المسيرة اليوم الاثنين، تصريحاً للقيادي الحوثي "مطهر المروني" مدير مكتب الصحة في أمانة العاصمة الخاضعة للجماعة، قال فيه إن "منظمة الصحة العالمية كانت قد أبدت استعدادها لنقل التوأم السيامي إلى الخارج، لكن اتضح أنها كانت تريد نقلهم لمركز الملك سلمان في السعودية".

وأكد القيادي الحوثي أن وزارة الصحة التابعة للجماعة هي من "رفضت تسليم التوأم السيامي للسعودية"، متحججة بأن السعودية قالت "قاتلة الأطفال اليمنيين".

و"قاتلة الأطفال"، هي مزاعم يكررها الحوثيون منذ سنوات للتغطية على إشعالهم فتيل الصراع الذي استدعى التدخل الخارجي لليمن ونتج عنه، مقتل ألاف الاطفال معظمهم كانوا يقاتلون في صفوف الميليشيا في جبهات القتال، وآخرين قتلوا في غارات للتحالف نتج عنها ضحايا.

ووصف المسؤول الحوثي عرض منظمة الصحة العالمية نقل التوأم السيامي إلى السعودية بأنه "مستفز لمشاعر اليمنيين"، وقال إن بعض "المنظمات الدولية تسعى لتجميل صورة النظام السعودي المجرم".

وأشار المروني إلى أن بعض المغتربين اليمنيين "أبدوا رغبتهم في تكفل نفقات علاج التوأم السيامي في الخارج"، دون أن يسمي هؤلاء المغتربين ولا الدولة التي تريد الجماعة أن تنقل التوأم لها.

وقال القيادي الحوثي إنه "تم التواصل من جديد مع منظمة اليونيسيف لنقل التوأم السيامي لخارج اليمن"، مشيراً إلى أن الجماعة "لم تتلقى أي تجاوب".

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" تلقيها طلبا من سلطات الحوثيين "نقل التوأم السيامي إلى خارج اليمن".

وقال مكتب "اليونيسف" بصنعاء في رد على استفسارات لـ"المصدر أونلاين" إن المنظمة "تبحث في عدد من الخيارات في ظل الوضع الصعب".

ويحاول الحوثيون تحقيق انتصار إعلامي من الحالة الحرجة للتوأم السياميين، في إطار حملاتهم المطالبة برفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي، لكنهم في سبيل ذلك قد يقدموا حياة الطفلين قربانا لتحقيق مكاسب في صراع باتت كل الوسائل فيه متاحة بغض النظر عن التأثير والعواقب الوخيمة التي يدفع ثمنها اليمنيون وحدهم بمعزل عن أطراف الصراع وداعميهم في الخارج.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص