2021-03-09 الساعة 07:19م (يمن سكاي - )
تحدث مصدر أمني بصنعاء لـ"المصدر أونلاين" عن سبب اندلاع الحريق الذي أدى إلى حدوث المأساة في مركز احتجاز تديره ميليشيا الحوثي في صنعاء.
ولم يتم التأكد حتى الآن من عدد الضحايا جراء هذا الحريق، لكن مصادر متعددة أكدت سقوط عشرات القتلى وأكثر من مائة جريح.
ونشر الكاتب نبيل البكيري رواية للحادث نقلاً عن مصادر خاصة قال فيها إن "جماعة الحوثي تقوم منذ أيام بحجز أي لاجئ أفريقي بصنعاء وضواحيها، بحجة عدم امتلاكهم بطائق هوية لجوء مع أن معظمهم يحملون بطاقة لجوء من مكتب الأمم المتحدة للاجئين بصنعاء".
وأضاف البكيري في تغريدات على حسابه بتويتر قائلاً إن ميليشيا الحوثي طلبت من كل لاجئ ٧٠ الف ريال يمني أو الف ريال سعودي، ونتيجة لعدم قدرة هؤلاء اللاجئين على الدفع تم احتجازهم في سجن الجوازات.
ونقل عن لاجئين قولهم إنه "تم مساومتهم على الذهاب إلى الجبهات مقابل عدم أخذ أموال منهم".
وأضاف انه بعد رفض معظمهم الدفع أو الذهاب للجبهات؛ قرروا الإضراب عن الطعام والمطالبة بترحيلهم إلى بلادهم فرفض الحوثيون، مصرين على الدفع بهم للجبهات.
ونقل عن أحد الناجين قوله إنه "تم إلقاء قنابل عليهم في سجن الاحتجاز وهو ما أدى لحريق كبير في المعتقل".
وتحدث الكاتب عن "جريمة مرعبة" راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى، وأورد إحصائية كبيرة لكنه أشار إلى أنها غير رسمية وغير مؤكدة حتى الآن.
وأوضح أن معظم الضحايا من قومية "الأرومو" الأثيوبية، واصفاً ذلك بأنه "حريق متعمد جراء اطلاق قنبلة حارقة عليهم بمركز إحتجاز للاجئين بصنعاء من قبل عناصر حوثية".
واستطرد: "بحسب معظم المصادر فإن الحريق نتج عن قيام عناصر حوثية بإلقاء قنابل على بدروم الاحتجاز بعد رفض من بداخل المحتجز الاستجابة للحوثيين والذهاب للجبهات"، مشيراً إلى أن هناك "لاجئين ذهبوا قبل ذلك للحرب مع جماعة الحوثي تحت ظرف الحاجة أو الإجبار على ذلك".
ولفت إلى أن أرقام أعداد الضحايا "قد لا تكون دقيقة" بسبب تلاعب الحوثيين بالأمر وتواطؤ بعض المنظمات، لكنه أكد بأن هناك "شهادات موثقة لبعض من رووا لنا الحادثة، وأنه تم دفن الضحايا خارج العاصمة بشكل جماعي وفي منطقة مغلقة خاصة بالجماعة".
وقال: أنا هنا كمتواصل مع بعض أهالي الضحايا فإنهم يطالبون بلجنة تحقيق دولية لتقصى الحقائق في هذه الجريمة التي أودت بحياة أهاليهم وأقاربهم ولدينا أسماء معظمهم ومناطقهم أيضا.
ودعا إلى "التفاعل مع هذه الحملة والمطالبة بلجنة تحقيق دولية للكشف عن مصير لاجئين كانوا يبحثون عن أمان وعيش بكرامة".
وتابع أن "الجريمة الأكبر أن هناك تواطؤ مخزي من قبل المنظمات الدولية العاملة بصنعاء كمنظمة الهجرة الدولية التي سارعت بعمل بيان وفاة ٨ لاجئيين في حريق بمركز احتجاز بصنعاء بدون الإشارة لأسباب الحريق ولا أيضا للعدد الحقيقي للضحايا".
وأكد البكيري أن دافع الجريمة وسببها هو "محاولة تجنيد اللاجئين للقتال في جبهات مأرب وتعز، ورفض معظم اللاجئين".
وقال إن هذه المعلومات الأولية "تسربت في ظل حالة تكتم شديدة وصلت لحد مصادرة كل الجوالات التي بحوزة أي لاجئ أثيوبي بصنعاء واقتحام مساكنهم أيضاً ومصادرة التلفونات وتفتيشها".
وكانت منظمة الهجرة الدولية، دعت ميليشا الحوثي، إلى السماح للعاملين الصحيين والانسانيين بالوصول إلى المهاجرين المصابين في الحريق المميت الذي وقع يوم الأحد في مركز الاحتجاز جنوب شرق العاصمة صنعاء.
وقالت الهجرة الدولية في بيان يوم الاثنين، ترجمه المصدر أونلاين، إنها "تواجه تحديات في الوصول إلى الجرحى بسبب الوجود الأمني المتزايد في المستشفيات".
وأضافت المنظمة، أن "العدد الإجمالي للمهاجرين الذين لقوا حتفهم في الحريق لا يزال غير مؤكد، حيث لم يتم الإفراج عن السجلات الرسمية بعد"، في إشارة إلى تحفظ جماعة الحوثي على تلك السجلات.
وأوضحت منظمة الهجرة الدولية، أن موظفيها كانوا "موجودين في الموقع عندما اندلع الحريق في الهنجر بجوار المبنى الرئيسي"، وقالت: كان ما يقرب من 900 مهاجر، معظمهم من الإثيوبيين ، في منشأة الاحتجاز المكتظة وقت اندلاع الحريق، كان أكثر من 350 في منطقة الهنجر.
وأشارت المنظمة إلى إرسال "فرق من العاملين الصحيين وسيارات الإسعاف، وأكثر من 23000 مادة طبية بما في ذلك السوائل الوريدية، ومستلزمات الصدمات وغيرها من الضروريات على الفور إلى المرفق والمستشفيات الكبرى لتقديم المساعدة العاجلة المنقذة للحياة إلى جانب وزارة الصحة العامة والسكان.
وأكدت المنظمة، أنه "وبما أن العديد من المهاجرين في حالة حرجة، يجب أن تكون تلبية احتياجاتهم الصحية أولوية عاجلة"، مشددة على ضرورة "منح العاملين في المجال الإنساني والعاملين في مجال الصحة إمكانية الوصول لدعم علاج المتضررين من الحريق وغيرهم ممن يتلقون رعاية طويلة الأمد من المنظمة الدولية للهجرة وشركائها ".
وقالت كارميلا جودو ، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة الدولية للهجرة، "في حين أن سبب الحريق لا يزال غير مؤكد ، إلا أن تأثيره مرعب بشكل واضح".
وبشأن اتهام حكومة الحوثيين للهجرة الدولية وتحميلها مسؤولية الحادث وسقوط الضحايا، قالت المنظمة إن "توفير الحماية والأمان لجميع الاشخاص بما فيهم المهاجرين، تقع المسؤولية عن ذلك على عاتق سلطات الإقليم".