2015-01-31 الساعة 08:24م (يمن سكاي - عبدالخالق عطشان)
قبيلة حاشد لم تكن قبيلة هامشيةً في التاريخ أو الجغرافيا بل كانت تُمثل عمقاً تاريخياً وجغرافيا ، ووطنية أبناءها لا يمكن لأحدٍ أن يزايد عليها أو ينتقص منها .. كيف لا ؟ وقد كان أبرز رموزها من آل الأحمر هم الذين جادوا بالنفس والنفيس في سبيل قيام الحكم الجمهوري وتثبيت دعائمه بل لقد كانت قبيلة حاشد بحقٍ هي الحاجز والبرزخ لعدم عودة الحكم الملكي لأكثر من خمسين عاما.
وعقب ثورة 26 سبتمبر وحتى عودة الحكم الإمامي عبر جماعة الحوثي والتي تمردت على الدين والإنسانية والتحضر وخرجت من غياهبها مُتكأه على من أطاحت بهم الثورة الشبابية 2011م من بعض عناصر حاشد والذين ارتهنوا لهذه الجماعة واسلموا لها كل مقدرات الدولة وغدروا بإخوانهم وأبناء عمومتهم فباعوا ضمائرهم لتلك الجماعة السلالية وكانوا معها صفا واحدا لتدمير اعتى واقوى وامنع حصون وأسوار الجمهورية ألا وهي قبيلة ( حاشد ) الضاربة جذورها في أعماق التاريخ المنبسطة على جغرافيا واسعة وذات بطون متعددة ومتداخلة والحاملة في رحمها أبرز شيوخ اليمن وأشهرهم بل لقد تسيدت حاشد على كل القبائل لعمقها التاريخي واتساعها الجغرافي ومواقفها الوطنية.
إلا أن كل ذلك تناساهُ بعض الخونة من أهلها فكانوا معاول هدم في أيدي الجماعة الحوثية حقدا وحسدا وانتقاما من رموزها ورجالها الصادقين الذين وقفوا مع شباب الثورة السلمية في ثورتهم الذين أرادوا بها اسقاط حكم الفرد المستبد حتى ولو كان من أولي القربى ولم يدرك أولئك أنهم أداة ومطية في يد جماعة متمردة تريد أن تستبد وتستعلي بعنصرية مقيته وطائفية قبيحة ولن يتم لها ذلك إلا أن تهدم قلعة الجمهورية المنيعة وسورها الشمالي الحصين ( قبيلة حاشد ) فكان لها ما أرادت فشُرِد وهُجِّر أبرز رجالها ومشايخها من آل الأحمر ونُهبت أموالهم وفُجرت ورهم وغُدر بأبطالها من دافعوا عن شرف الجمهوريه وقدموا أرواحهم رخيصة بارين بقسمهم العسكري في الذود عن حماية الدين والوطن والثورة ولنا في عميد الشهداء ( القشيبي ) مثلٌ وأنموذجٌ في التضحية والفداء والإباء في حين كان أبناء عمومته من حاشد يقبضون ثمن دمه وثمن تهجير وتشريد أبناء الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر .
سقطت حاشد بهكذا يتباهى الإماميون الجُدد عاما كاملا منذ اسقاطها والغدر بها ولم يُدركوا أن حاشد لم ولن تكن عقيمة وإنما هي ولادة لأبطال سيعيدون مجدها ويرفعون لواءها ويعيدون أسورها ويشيدون قلاعها لتعود كما كانت حامية للجمهورية ورافدة للوطن بالخير والعطاء .