أهم الأخبار

تعز مدينة مخنوقة.. تكتل سكاني ضخم يفتقر للحدائق والمتنزهات

2021-09-03 الساعة 06:47م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)

يحرص محمد يوسف على اصطحاب أفراد أسرته إلى جوار جامعة تعز، المكان الذي يعتبره الأفضل من حيث المساحة الواسعة وقربه من المدينة، ويقول "خروجي مع أطفالي وزوجتي إلى هذا المكان بسبب أن الحدائق داخل المدينة قليلة جدًا وإن وجدت فهي صغيرة ومزدحمة بشكل مستمر".

ولعل ما يجعل هذا المكان وجهة للكثيرين هو مجانية الدخول والجلوس فيه.

الإعلامي سام البحيري يقول إن مدينة تعز ليست محرومة من المتنزهات فقط بل من كل الخدمات الترفيهية والخدمات العامة، فمثلًا المستشفيات يوجد فقط الجمهوري والثورة، كذلك المدارس والمراكز الصحية وحتى تخطيط الشوراع في المدينة وكأنها سياسة يراد منها ممارسة هذه الأفعال ضد تعز، حسب البحيري.


يبحث الناس لأنفسهم عن متنفس ليهربوا من ضيق العيش والحرب ومن الحصار والخوف، ليزرعوا لأبنائهم الأمل ولم تكن هذه المتنفسات في الحسبان، مثل المتنفس الذي أمام جامعة تعز في منطقة حبيل سلمان، حيث أقيمت فيه بعض الألعاب البسيطة للأطفال، إلا أنه أصبح مزارًا للعديد من الأسر التي تقصده بغرض التنزه وقضاء أوقات من المتعة في الفضاء الطلق، حيث يجلس الكبار لتعاطي القات، بينما يلعب الأطفال في الحقول الخضراء التي تم تحويلها إلى ما يشبه الحديقة نتيجة تعزيزها ببعض الألعاب البسيطة.

المواطن بدوره يبحث عن الحلول البديلة، فإذا مررت في مدينة تعز لوجدت الناس في كل الأماكن الخالية أو المطلة يتخذون منها أماكن للتنزه.

 

قلّة المتنزهات

على الرغم من أن مدينة تعز ذات كثافة سكانية عالية، فهي تفتقر لأقل المتنزهات التي يحتاجها المواطن الباحث عن أماكن ليقضي فيها المتعة على الهواء الطلق مع عائلته.

 

والأماكن الأكثر إقبالًا للمتنزهين في تعز خلال السنوات الأخيرة هي حديقة "جادرن سيتي" "جبل صبر" "الضباب" "منتزة زائد" "منتزة السكون" "منتزة السلام" "دوار الجامعة" "حديقة نيمو مارت".

يقول مدير مكتب الثقافة بمديرة القاهرة بتعز، نور الدين الأصبحي لـ"المصدرأونلاين" إن مدينة تعز تفتقر وبشكل حاد للمتنزهات وحدائق الألعاب، حيث ظلت فترة طويلة بدون أماكن يذهب إليها الناس للتنزه بعد أن فرضت الحرب تبعتاها على المدينة".

ويضيف الأصبحي أن غالبية المتنزهات تتواجد خارج المدينة، إذ كان يعتمد المستثمرون في السنوات السابقة على الأماكن الواسعة كمنطقة الحوبان شرقي تعز.

وتوجد حدائق حكومية وأخرى خاصة في الحوبان الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لكن يصعب الذهاب إليها من وسط المدينة بسبب الحصار المستمر، ويحتاج الوصول إليها ساعات بعد أن كان الوصول إليها لا يستغرق نصف ساعة،

وأبرزها حديقة التعاون التي تقع على مساحة شاسعة تحتوي على حدائق ألعاب، كما تضم حديقة الحيوانات، وكانت هذه الحديقة هي الحديقة الأم والمتنفس الأبرز لأبناء المدينة، غير أن جماعة الحوثي قامت بالسيطرة عليها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، ما جعلها عرضة للقصف أكثر من مرة.

وفي فترة الحرب كان الناس بمدينة تعز يذهبون إلى جبل الجهوري؛ لأنه يتواجد وسط المدينة وتحت سيطرة الجيش الوطني، وبعد تحرير جبل صبر بدأ الناس يقصدونه مع أسرهم للترفيه والمتعة.

وفي العام 2018 أعيدت الحياة إلى حديقة "جاردن سيتي" (أهلية) الواقعة في منطقة "النقطة الرابع" بعد صيانة الألعاب فيها والتي دمرتها المواجهات المسلحة بعد سيطرة الحوثيين عليها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، وتعتبر من الأماكن الأشد ازدحامًا في الوقت الحالي داخل مدينة تعز، لأنها الحديقة الوحيدة التي توفر ألعاباً للأطفال.

 

مشاريع حديثة

من المشاريع الحديثة التي لاقت إقبالًا من قبل المواطنين حديقة "نيمو مارت" المائية بالجحملية، وهي مخصصة للأطفال، وتعد أول مشروع من ذلك النوع في تعز، ومنتزه الضباب الذي يحتوي على غُرف خاصة بالزوّار مع عائلاتهم وهي مطلة على وادي الضباب الذي تكسوه الخضرة والأشجار الجميلة والهواء الطلق، ومن المشاريع أيضًا منتزة السلام بمنطقة العين، والسكون في التربة جنوبي تعز.

ومؤخرًا تم عمل حديقة "هاي لاند" وهي حديقة ألعاب، قام بإنشائها أحد المستثمرين من أبناء صبر في منطقة الحصب، وهي بحسب الأصبحي على مشارف الإنتهاء من التجهيز.

ويصف صاحب منتزه الضباب زيد الراسني الأسباب التي دعته لإنشاء المنتزه قائلًا: "في أحد الأيام وكأي شخص يريد أن يغير الجو مع أسرته وأطفاله، ذهبتُ إلى منطقة الضباب، ورغم أن الأجواء كانت رائعة والمناظر تريح العين والنفس، لم أجد مكاناً أجلس فيها مع عائلتي بسبب كثافة الناس وعدم وجود أي مرافق".

ويضيف الراسني في حديثه لـ"المصدرأونلاين" أنه بعد ذلك فكر بإنشاء متنزه ليستفيد منه الناس الذين يخرجون من المدينة قاصدين المتعة وراحة النفس.

وافتتح الراسني المنتزه في العام الماضي، وعندما وجد أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين عليه، ولكي تتوفر بقية الخدمات للشخص الزائر، تم فتح مطعم وفي الوقت نفسه خدمة للمسافرين الذين يريدون تناول الوجبات على جمال الطبيعة، وخلال الفترة القادمة سيتم إنشاء مسابح عائلية في نفس المتنزه.

ويتمنى زيد المزيد من هذه المشاريع بتعز خاصة في ظل هذه الأوضاع التي تعيشها المدينة، إذ أن الناس تبحث عن متنزهات لراحة النفس ولِما ينسيهم كآبة حياة الحرب.

وفي ذات السياق يؤكد الأصبحي أن الدولة معنية بإعادة الحياة وترميم الأمكان السياحية والمتنزهات التي دمرتها الحرب، أو توجد بدائل للمواطنين، ويشير إلى أن المكان الأنسب لأن تقوم الدولة بإنشاء حدائق ومتنزهات هو منطقة الضباب.

من جهتها تقول الناشطة المجتمعية عفراء منصور، إنها تذهب إلى المتنزهات للبحث عن متنفس بعيد عن تأثيرات الحياة السلبية، والضغوطات النفسية التي سببتها الحرب.

وتضيف عفراء لـ"المصدرأونلاين" "أذهب لأماكن النزهة لكي أهرب من الواقع المعاش والحرب التي حولنا والبحث عن الهدوء والتسلية، والإلتقاء بصديقاتي بمكان جميل وعلى الهواء الطلق".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص