2015-05-05 الساعة 09:00م (يمن سكاي - متابعات)
هل هي جميلة؟ ليس تمامًا. هل هي ممثلة قديرة؟ الأمر يحتاج إلى إثبات. هل هي ذات موهبة من نوع خاص؟ نعم. هذا ما لا يختلف عليه اثنان في فرنسا. بهذه المواصفات، تمكنت كامي كوتان من أن تحفر لنفسها اسمًا على الشاشة الفضية، رغم أن المنافسة عنيفة والجميلات يقفن في الانتظار. إن ما يميز هذه النجمة الصاعدة هو حريتها الفطرية التي تبدو وكأنها وحمة ولدت بها. ورغم خجلها الطبيعي ورصانتها التي تربت عليها فإن روحًا مغايرة تتلبسها أمام كاميرات الصحافة والتلفزيون فتتصرف كما يحلو لها، وتقول كل ما يخطر على بالها، معتمدة على خفة روحها وغير آبهة باللياقات والشكليات.
قبل أيام، نزل إلى صالات السينما فيلم جديد تؤدي الدور الرئيس فيه كامي كوتان. وهو كوميديا إخراج إليويز لانغ ونعومي سانغليو، عن شابة تدعى كامي، أيضًا، تكتشف عند بلوغها الثلاثين أنها لم تحقق الحياة التي تستحقها وأن المصير الوحيد اللائق بها هو أن تكون أميرة. لقد قررت أن تنطلق لتحقيق هذا الهدف، وكانت محطتها هي العاصمة البريطانية لندن، على أمل أن تحظى بلقاء الأمير الأعزب هاري، ثاني أنجال ولي العهد، وأن توقعه في حبائلها وتقنعه بالزواج منها لكي تحقق هدفها وتصبح «صاحبة السمو». وإذا كانت هذه الفكرة هي العمود الفقري للأحداث، فإنها تترافق بكثير من المواقف الهزلية والنقد الاجتماعي والسخرية من العقليات المتجمدة. وبحسب كامي كوتان، فإن الفيلم يقول في العلن ما يردده عموم الناس في الخفية.
عنوان الفيلم «الحمقاء أميرة القلوب»، وهو دور يتطابق تمامًا مع شخصية الممثلة المستعدة للتهور في سبيل تنفيذ مشاهدها أو لمجرد أن تتسلى وهي تمارس مهنتها. وقد سبقت الفيلم الذي جرى تصوير كامل مشاهده الخارجية بالكاميرا الخفية، دعاية كبيرة ركزت على المشهد الذي تتسلق فيه البطلة سياج القصر الملكي، أو ذلك الذي تزج فيه بنفسها وسط الحرس أثناء مراسم تغيير وجبة منهم بوجبة جديدة. وهي لقطات تم تنفيذها في الواقع، دون الاستعانة بممثلة بديلة، وجرى تصويرها بكاميرات رقمية وهاتفية صغيرة. وقد انتهى الأمر بالممثلة في مركز الشرطة، وهي لم تعترف بأن هناك من كان يصورها لأغراض فيلم سينمائي، بل زعمت أنها على وشك الزواج في اليوم التالي، وأنها قد جاءت من باريس مع صديقاتها للاحتفال بختام عزوبيتها، وهن اللواتي حرضنها على تسلق السياج.
في المقابلات التلفزيونية التي جرت للترويج للفيلم، تعترف الممثلة بأنها مختلفة تمامًا عن شخصية البطلة رغم اشتراكهما في الاسم. فكامي السينمائية غير راضية بأقدارها تظن أنها لم تنل ما تستحق. أما كامي الحقيقية فقد نالت أكثر مما كانت تطمح له. أما انتقاد بعض نجمات العروض الكوميدية لها لأنها في تصريحاتها تسخر من النساء، فترد بالقول إن السخرية لا تعرف رجلاً وامرأة. والكلام الذي يقال عنها لا يزعجها لأنها تتقبل كل أشكال الهجوم وتؤمن بأن المساواة بين الجنسين لا يمكن أن تحمي النساء من السخرية وحرية الدعابة.
تبلغ كوتان الـ36 من العمر، وهي حاليًا حبلى بطفلها الثاني، وتشعر بالامتنان لزوجها الذي يتمتع بعقلية عصرية ويساعدها في كل الشؤون اليومية ويحل محلها في رعاية طفلهما حين تكون مرتبطة بالتصوير. إن الفرنسيين يحبونها، والمخرجين يقدرون نكهتها المختلفة، والمنتجين يسعون للتعاقد معها. ففي هذا العام نراها في 5 أفلام، رغم أن ظهورها لا يزيد على المساهمة الصغيرة في عدد من هذه الأفلام. وهي عمومًا تحب العمل مع المخرجات النساء. وقد بدأت كتابة السيناريو لفيلم جديد بالتعاون مع كامي شامو ومنى عشاش. وهو فريق العمل ذاته التي وقف وراء فيلمها «الغزالات»، وتشعر بأن الوفاء يربطها إليه. لقد تعرفت على شامو قبل أكثر من 10 سنوات وعملتا معًا في كثير من الأعمال على المسرح، وتجدان متعة في لقائهما من جديد، في أعمال سينمائية هذه المرة.
إن لندن ليست جديدة عليها؛ فهي قد أمضت 5 سنوات كتلميذة في «الليسيه» الفرنسية هناك، حين كان زوج أُمها يعمل هناك. وحال عودتها إلى باريس حاملة شهادة البكالوريا دخلت إلى معهد «بيريموني» للتمثيل وكانت تواصل، بموازاة ذلك، دراستها الجامعية للأدب الإنجليزي. وبعد التخرج عملت مع صديقاتها في عروض مسرحية، وفي الوقت نفسه كانت تعطي دروسًا في لغة شكسبير للطلبة. إن عملها مع بعض الطلاب المتمردين والمشاغبين كان يصيبها بالكآبة. وتقول إنها جربت معهم كل الوسائل، مثل استخدام سلطتها كمدرسة، حينًا، أو مصاحبتهم وعقد صداقات معهم، حينًا آخر، أو الخوض معهم في الموضوعات التي يحبون الحديث فيها، أو ارتداء ثياب شبابية، الأمر الذي سلحها بخبرات أفادتها كثيرًا في عملها الفني حين قررت التفرغ له.
بدأت بأدوار صغيرة في السينما والتلفزيون واشتغلت في الإعلانات والدبلجة إلى أن نجحت، قبل 6 سنوات، في دخول فرقة الممثل بيير بالماد. وهي تصف وجودها في الفرقة وكأنها بين عائلتها. وبعد سنوات من الاجتهاد تحققت لها أمنيتها في أن تصبح ممثلة مكرسة ومحبوبة. مع هذا، فإنها لا تنام على حرير وتدرك أن الرياح قد تنقلب في غير صالحها. ولمواجهة تقلبات المهنة وأمزجة الجمهور، فإنها تترك لقلبها أن يدلها على اختيار أدوارها. ما المانع من أن تتمنى العمل في فيلم للمخرج الأميركي فيس أندرسن، صاحب رائعة «فندق بودابست الكبير»؟ لقد سبق أن ظهرت في فيلم إعلاني جريء من إخراجه، مع النجم براد بت