2015-05-06 الساعة 09:32ص (يمن سكاي - متابعات)
في خطوة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا بسبب الأوضاع الأمنية المتدنية في البلاد، زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الصومال، لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الصوماليين يتقدمهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء عمر عبد الرشيد علي شارماركي. واقتصرت زيارة كيري على مطار مقديشو المحصن، الذي تحرسه قوات بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال (أميصوم)، ولم تدم هذه الزيارة سوى بضع ساعات، كما أنها أيضا أحيطت بالسرية وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة. وأفادت وكالة «رويترز» أنه لم يتم إبلاغ المسؤولين الصوماليين بشأن زيارة كيري إلا أول من أمس بعد أن أحيطوا علما في البداية بأن مسؤولا أقل رتبة سيزور البلاد.
وخلال زيارته القصيرة أجرى كيري سلسلة مباحثات مع كبار المسؤولين الصوماليين يتقدمهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء عمر عبد الرشيد علي شارماركي، ومع حكام ثلاثة من الأقاليم الصومالية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، وهي بونتلاند وجوبالاند وجنوب غربي الصومال. كما التقى مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني. وحرص كيري على عقد لقاء قصير مع قادة قوات بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، حيث أثنى على عمل هذه القوات في مساعيه لدعم الأمن في الصومال ومحاربة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وتركزت محادثات كيري مع كبار المسؤولين الصوماليين حول التعاون الأمني في محاربة الإرهاب في القرن الأفريقي واستئصال حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما تناولت الأوضاع السياسية والتقدم الذي أحرزته الصومال في مجال الإصلاحات والتنمية، وزيادة المساعدات الأميركية للصومال والمساعدة على بناء الجيش الوطني الصومالي، إضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التزام الولايات المتحدة من أجل دعم خارطة العملية الانتقالية لتنفيذها في 2016 تمهيدا للانتخابات العامة المزمع عقدها في الصومال العام المقبل.
واتخذت السلطات الصومالية إجراءات أمنية غير مسبوقة أثناء زيارة وزير الخارجية الأميركي للصومال، حيث أغلقت الطرق المؤدية إلى المطار، فضلا عن تعليق جميع رحلات الطيران المتجهة إلى مطار مقديشو منذ صباح أمس، وحتى مغادرة طائرة الوزير.
وغادر كيري المطار عقب انتهاء المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الصوماليين دون عقد مؤتمر صحفي أو الإدلاء بأي تفاصيل عن زيارته، إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف، أوضحت في بيان أصدرته، أن زيارة كيري للصومال تهدف «لإظهار دعم الولايات المتحدة للصومال وتأكيد التزامها في دعم العملية الانتقالية الحالية في الصومال»، فضلا عن إظهار «تضامن واشنطن مع الحكومة الفيدرالية الصومالية في محاولاتها لهزيمة حركة الشباب».
وتشارك الولايات المتحدة في الحرب ضد حركة الشباب الصومالية بتقديم المعلومات الاستخباراتية لدول المنطقة، وشن غارات جوية بطائرات دون طيار تستهدف قادة حركة الشباب، وقتلت عددا كبيرا منهم خلال السنوات الماضية، بما في ذلك زعيم الحركة أحمد عبدي غوداني.
ويصبح جون كيري أرفع مسؤول أميركي يزور الصومال منذ أكثر من 20 عاما. وخلال السنوات الأخيرة زار مسؤولون غربيون آخرون العاصمة الصومالية مقديشو، أبرزهم وزير الخارجية البريطاني السابق ويليام هيغ، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إلا أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول أميركي بهذا المستوى منذ يناير (كانون الثاني) 1993، عندما زار الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، مقديشو، لقضاء عيد رأس السنة مع القوات الأميركي في الصومال آنذاك في إطار العملية التي أطلق عليها «استعادة الأمل في الصومال».
وكانت الولايات المتحدة ترى الصومال جبهة أمامية لمحاربة الجماعات الإرهابية حسب تصنيف الولايات المتحدة، إلا أن إدارة أوباما سعت في السنوات الأخيرة لتحسين العلاقات مع الصومال. ففي يناير عام 2013، اعترفت الولايات المتحدة رسميا بالحكومة الصومالية، وفي فبراير (شباط) من العام الحالي، عينت واشنطن أول سفير لها في الصومال منذ 1991.
وتأتي زيارة كيري للصومال في إطار جولة له في دول القرن الأفريقي، تشمل كينيا والصومال، التي لم يعلن عنها مسبقا لأسباب أمنية، وجيبوتي. ومن المقرر أن يلتقي كيري اليوم في جيبوتي، مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، ووزير الخارجية محمود علي يوسف، في أول زيارة من نوعها لوزير خارجية أميركي إلى جيبوتي التي تستضيف القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في أفريقيا، كما أنها حليف مهم في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الجماعات المتشددة في المنطقة.