أهم الأخبار

الحوثي عدو الرياضة.. وسم يحاكم ادعاءات ميليشيا الحوثي بدعم الرياضة والرياضيين في اليمن

مقتل الكابتن ناصر الريمي بقذيفة حوثية استهدفت نادي الأهلي (صورة
مقتل الكابتن ناصر الريمي بقذيفة حوثية استهدفت نادي الأهلي (صورة

2021-12-16 الساعة 11:53م (يمن سكاي - )

منذ اللحظات الأولى لتتويج المنتخب الوطني للناشئين ببطولة غرب آسيا المقامة في مدينة الدمام السعودية، أطلقت ميليشيا الحوثي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفها ناشطون بأنها محاولة لاختطاف فرحة اليمنيين بأول بطولة ينالها منتخب يمني على الإطلاق.

وفيما خرج اليمنيون في كل البلاد يرددون شعارهم الموحد "بالروح بالدم نفديك يا يمن" حرصت الميليشيا على أن يردد يمنيون خرجوا للاحتفال فوق جسر الصداقة وسط صنعاء الصرخة الإيرانية المستوردة، والتي تتخذها الميليشيا شعاراً لها، غير أنهم تجاهلوها وواصلوا ترديد شعارهم بحسب الصحفي جمال حسن.

ترديد اليمنيين للهتاف الموحد لم يرق للميليشيا وهي خطوة أشعرت الميليشيا بـ"الغربة وسط هذه الفرحة الشعبية اليمنية التلقائية"، حسب تعبير المدون والصحفي اليمني هشام المسوري.

وقال المسوري: "الحوثة لا يشبهون اليمنيين إطلاقاً. لا يشبهوننا في الفرح ولا في الحزن ولا في شيء. كيف تسلل هذا الجسم الغريب إلينا؟. خلال المباراة وفي كل لحظة فرح يهتف اليمني تلقائياً لليمن، بالروح بالدم نفديك يا يمن. ويهتف هؤلاء الحوثة الغرباء بالصرخة الإيرانية المعروفة".

ويضيف هشام في صفحته على فيسبوك: "في لحظة الفرح الشعبي أطلق عموم اليمنيين رصاص الفرح صوب السماء تلقائياً، وفي اللحظة نفسها تسلل الغرباء وأطلقوا صواريخ بالستية على مليوني يمني في مأرب، لا يشبهوننا ولن نشبههم"، في إشارة الى صاروخ حوثي سقط على مدينة مارب في ذات التوقيت.

وتنوعت ردود الميليشيا التي أطلقت في الساعات الأولى احتفالات بـ"الفوز على السعودية" وزعمت قيادات فيها أن لها إسهامات في صناعة المنتخب الذي شكلته وزارة الشباب والرياضة في الحكومة اليمنية المعترف بها واختارت عناصره من كل اليمن، وأقامت معسكرهم التدريبي في حضرموت شرقي البلاد.

وأكد الضابط في الجيش اليمني محمد الكميم ما هو معلوم لدى العامة، وقال إن من وصفه بـ"المحتل الحوثي لا يعلم شيء عن المنتخبات الوطنية أو الرياضة اليمنية او يتدخل في إعدادها أو دعمها بل إنه من الرافضين لوجودها، ولم يكن له علم بوجود منتخب الناشئين من قبل ولم يسمع به إلا في المباراة النهائية، وكان ذلك أهم أسباب نجاحنا وتفوقنا في هذه البطولة" حسب قوله.

لكن ميليشيا الحوثي استمرت في ادعائها، ونشرت قناة المسيرة التابعة لها تصريحات لمن وصفته بوزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، أرجع فيها سبب إقامة المعسكر التدريبي في حضرموت الى "العدوان والحصار السعودي الأمريكي"، مشيداً بدور المدرب ومساعده في اختيار اللاعبين.

وأضاف أن عبدالملك الحوثي زعيم الميليشيا أولى "اهتماما خاصا بالرياضة والرياضيين في الآونة الأخيرة".

وأشعلت تصريحات الوزير الحوثي موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما حديثه عن اهتمام زعيم الميليشيا بالرياضة والرياضيين، والتي نالت كمية من الردود والتعليقات الساخرة، وتداولها مدونون مع صور لـ"جرائم ارتكبتها ميليشيا الحوثي" بحق الرياضة والرياضيين خلال السنوات الماضية.

الناشط صلاح الحداد قال معلقاً: "سمعت بالمباراة وتذكرت أن فيه حاجة اسمها رياضة وعمر القناة (المسيرة) ما تطرقت لها، فأسرعت بهذا العاجل. قبحتم ما اكذبكم".

وكتب الإعلامي اليمني عبدالكريم المدي متسائلاً: "ما علاقة الحوثيين بالمنتخب والكرة والحياة والرياضة؟ الحوثي تخصصه مقابر وإنتاج زوامل للمغيبين حسيّا. المنتخب حقق بطولة كروية يفخر بها الشعب اليمني أما تجار الحرب من مليشيات الحوثي فلا يخصهم الأمر".

وكردٍّ على محاولة الاختطاف الحوثية أطلق نشطاء يمنيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "#الحوثي_عدو_الرياضة"، تداولوا خلالها صوراً لجرائم ميليشيا الحوثي بحق الرياضة والرياضيين، كما تداولوا صور لاعبين اختطفتهم الميليشيا وآخرين صاروا وقوداً للحرب العبثية التي تشنها الميليشيا ضد الشعب منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال الصحفي علي العقبي: "هؤلاء الشباب الذين صنعوا الفرحة الكبيرة للشعب نجوا من مليشياتكم التي تزج بالعشرات يوميا إلى معاركها الخاسرة ومشاريعكم معروفة عند اليمنيين تجنيد خطف قتل مقابر ودمار وخوف ورعب".

ونشرت المحامية اليمنية زعفران زايد صوراً لرياضي سابق يدعى "محمد الوادعي" قتل في صفوف ميليشيا الحوثي عام 2018، وعلقت بالقول: "حولته المليشيات من لاعب لقاتل، وأزهقت روحه واطفأت نجوميته".

وأضافت معلقة على صورة طفل يدعى "درهم" بترت قدماه جراء لغم زرعته ميليشيا الحوثي، "كيف سيلعب درهم الكرة؟ طفل الحديدة كطفل تعز وطفل مارب والطفل النازح والطفل المجند، لم تمنحهم المليشيا فرصه للعيش ولا حتى للسير على أقدامهم المبتورة".

وقالت زعفران: "تخدع المليشيات الحوثية الأطفال بالدورات والرحلات الكشفية ليجدوا أنفسهم فوق أطقم متوجهين إلى جبهات القتال وليس إلى ملاعب للكرة، رحلات الترفيه عند المليشيات هي رحلات موت حقيقة أو اعاقة دائمة أو جروح نفسية غائره أثناء التجنيد" وفقا لزعفران.

وأعادت زعفران الى الذاكرة جريمة القيادي الحوثي الذي قتل الطفل "عبدالرحمن عطران" نجل الأكاديمي "أكرم عطران، في الحادثة الشهيرة بمحافظة إب عام 2018، وقالت: "عبدالرحمن عطران توجه سلاح ابن السلالة لرأسه لأن كرة القدم التي كان يلعب بها عبدالرحمن قد وصلت لثوب ابن المشرف الذي لم يستطع أن يمسك نفسه وأفرغ غضبه بسلاحه على رأس الطفل الذي كان يعشق لعبة كرة القدم".

 

وذكّرت الحقوقية اليمنية أمة الرحمن المطري بجريمة القصف الحوثي التي طالت أطفالاً يلعبون في تعز عام 2016، وقالت: هل تذكرون مجزرة المدينة السكنية في تعز، التي قتل فيها ١١ طفلاً في ملعب المدينة بسبب القذائف الحوثية التي انهالت عليهم وذنبهم الوحيد لعب كرة القدم؟".

فيما سخر الممثل عبدالمحسن المراني من تصريحات الحوثيين وقال: "والله لو كان المنتخب تم تشكيله في صنعاء إن كل أعضائه من بيت برم الدين (في إشارة الى سلالة الحوثي التي استأثرت بكل شيء في البلاد منذ الانقلاب) هذه أولا، ثانيا لو كان المنتخب في صنعاء أنهم الآن في جبهاتكم لأنه ليس لكم علاقه لا برياضه ولا بتعليم ولا حتى بالحياة، المهم عندكم هو الموت لا غير".

من جهته قال الناشط سلمان المقرمي إنه "لا يوجد نادٍ واحد من الدرجة الأولى ولا الثانية في صعدة (معقل الميلشيا الرئيس شمال اليمن) وحفر فيها الإيرانيون آلاف الأنفاق والخنادق والمقابر ومصانع الألغام الإيرانية وخبراء الحرس الثوري وملازم وأفكار الفرس".

وقال محمد التويجي وهو مصور صحفي يمني: "مدينة تعز لن تنسى الجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق لاعب كرة القدم الكابتن ناصر الريمي وطفله أثناء التمرينات الرياضية حين قصفت المليشيات الحوثية نادي الأهلي تعز بقذائف الهاون، ما تبقى من الجسدين تحول إلى جثتين متفحمتين بعد تناثر الأشلاء المحترقة".

وفي الـ12 من ديسمبر العام الماضي، قصفت ميليشيا الحوثي ملعب النادي الأهلي بمدينة تعز، وأسفر القصف عن مقتل اللاعب الريمي ونجله أثناء أداء التمرينات في النادي، وفق ما أفادت به مصادر محلية المصدر أونلاين في حينه.

وذكّر صحفيون وناشطون يمنيون بمصير اللاعب اليمني المعروف "إبراهيم النعيمي" المختطف في سجون ميليشيا الحوثي منذ سنوات.

وقالت الناشطة الحقوقية إشراق المقطري: "بمناسبة انتصارات المنتخب اليمني الأخيرة، أردت أوضح ان كابتن منتخب الناشئين لعام٢٠٠٢م ابراهيم النعيمي، اعتقل تعسفيا من داخل منزله في البيضاء من قبل الحوثيين ووضع بـ(سجن) الأمن السياسي في صنعاء منذ نهاية٢٠١٦ بتهم تافهة، منها أنه وضع احداثيات صالة العزاء، وبدون محاكمة او عرض على النيابة لليوم".

وأضافت: "ابراهيم النعيمي -صاحب الهدف (الشهير) على المنتخب السوري (عام) ٢٠٠2. بحسب شهود عاشوا معه بالمعتقل انه يتعرض لانتهاكات قاسية، وقتل طفله من قبل الحوثيين في نقطة رداع وهو بطريقة لزيارته بصنعاء".

وتابعت إشراق: "أهالي المنطقة والشهود قالوا ان من أسباب اعتقال النعيمي أنه معروف برفضه للجماعة ومتهم لديهم بانتمائه لـ(حزب) الإصلاح".

وحول القصة ذاتها غرد الصحفي هشام طرموم والذي اختطفته ميليشيا الحوثي لنحو ست سنوات، قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة في أكتوبر من العام الماضي.

وقال طرموم: "التقيت لاعب المنتخب الوطني إبراهيم النعيمي بسجن الأمن السياسي، أثناء مفاوضات استوكهولم (أواخر العام 2018) عندما جمعنا الحوثيون في محاضرة في مكان يسموه الشماسي بالسجن، وتحدثنا خلسة وأخبرني أن الحوثيين عذبوه وكهربوه ووجهوا له تهمة رفع إحداثية قاعة عزاء بيت الرويشان".

ويضيف طرموم: "أخبرني (النعيمي) أنه صانع أهداف في المنتخب الوطني وذكر لي أنه صنع هدفاً في إحدى المباريات لزميله عبدالرحمن سعيد، ليحرز بتلك التمريرة هدفا لصالح المنتخب اليمني، واليوم يزايد الحوثيون بفوز منتخب الناشئين وهم لم يرحموا الكابتن إبراهيم الذي اختطفوه وعذبوه وهو أحد لاعبي منتخبنا الوطني الذي يستحق التكريم والاحتفاء" يقول طرموم.

"للانتصار ألف أب والهزيمة يتيمة" كما يقال، لذلك فقد انبرت عقب الفوز التاريخي للمنتخب الوطني للناشئين ببطولة غرب آسيا، شخصيات وأطراف عدة محاولة اقتناص الفرصة وإظهار الاهتمام بالمنتخب، في حين لم يبادر أحداً لتحمل المآسي والآلام التي يحمل الشعب أثقالها منذ سنوات، وكل طرف يلقيها على الآخر.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص