أهم الأخبار

الأرياف اليمنية.. ملجأ الهاربين من جحيم المعارك في المدن

حافلة ركاب بصنعاء
حافلة ركاب بصنعاء

2015-05-11 الساعة 01:15م (يمن سكاي - وكالات)

أجبرت المعارك المشتعلة في أكثر من مدينة يمنية، بالإضافة إلى قصف طيران التحالف الذي تقوده السعودية، سكان المدن على العودة إلى الأرياف التي غادروها قبل سنوات طويلة؛ بحثًا عن الأمان.

 

ورغم صعوبة الحياة في الأرياف التي تفتقد في الغالب لأبسط الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات، إلا أن سكان غالبية المدن اليمنية فضّلوا الذهاب إليها، كملجأ أخير يبعدهم عن قذائف دبابات جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في بعض المدن، وصواريخ طائرات التحالف في مدن أخرى.

 

وفي حديث مع الأناضول، قال صبري مقبل، وهو صيدلي، نزح مع أسرته إلى مسقط رأسه في منطقة شرعب بمحافظة تعز (وسط) هربًا مما أسماه “قصف الحوثيين للأحياء السكنية”.

 

وأضاف مقبل: “هنا ننعم ببعض الأمان الذي افتقدناه في المدن، أصوات القذائف روّعت الجميع، وتحوّلت تعز إلى مدينة أشباح بعد نزوح ثلثي سكانها”.

 

ومضى قائلا: “هذه الأيام، تجد في الريف أناسًا لم يزوروها منذ عقود، هناك نازحون من تعز (وسط) وصنعاء (العاصمة) وعدن(جنوب)، القرى تحولت إلى ما يشبه مخيمات نازحين كبيرة”.

 

وكانت محافظة تعز، التي تحوي أكبر تجمع سكاني في اليمن يزيد على أربعة ملايين نسمة، قد استقبلت في السابق آلاف النازحين من محافظات مختلفة لما كانت تنعم به من هدوء نسبي قبل اندلاع المعارك فيها مطلع أبريل/نيسان الماضي.

 

وعقب اندلاع الاشتباكات بالمحافظة واشتدادها بين مسلحي جماعة الحوثي مدعومين بقوات تابعة لصالح و”المقاومة الشعبية” التي تدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، نزح الآلاف صوب الأرياف هربًا بحياتهم.

 

وبحسب محمد القدسي، وهو موظف حكومي بتعز، فإن تدفق النازحين صوب الأرياف لا يتوقف منذ أسابيع رغم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي حالت دون سفر البعض.

 

وقال القدسي، لمراسل الأناضول: “هناك منازل صغيرة كان يسكنها شخص أو اثنين باتت تضم أكثر من عائلة، البعض لجأ للنوم في كهوف وغرف حجرية غير مؤهلة للعيش الآدمي هربا من المعارك بالمدن”.

 

وبحسب مراسل الأناضول، ارتفعت أسعار أجور النقل إلى الأرياف ثلاثة أضعاف، فبدلاً من ألف ريال (٥ دولارات)، باتت كلفة نقل الفرد الواحد ثلاثة آلاف ريال (١٥ دولارًا)، وفي بعض المناطق الأخرى ارتفعت إلى خمسة آلاف (17 دولارًا)، بسبب انعدام المشتقات النفطية.

 

ويعاني سكان الأرياف من انعدام مياه الشرب التي شكلت عقبة أمام النازحين، لكن هطول الأمطار في اليومين الماضيين على أجزاء كبيرة من اليمن، جعلهم يتنفسون الصعداء.

 

وقال عبدالسلام الصبري للأناضول: “الناس في الأرياف يعتمدون على مياه الأمطار في الشرب، وفي الريف نتقبل انقطاع الكهرباء خلافا للمدن، ولا تهمنا بقية الخدمات إذا توفر الأمان”.

 

وتشهد محافظات صنعاء وصعدة وذمار(شمال) عمليات نزوح للسكان بسبب القصف الجوي لطيران التحالف الذي يستهدف مواقع تابعة لجماعة الحوثي وقوات صالح، فيما تسببت المعارك الميدانية وحرب الشوارع في مدن عدن (جنوب) وتعز(وسط) والضالع (جنوب) بنزوح غالبية السكان فيها صوب الأرياف، والقرى البعيدة التي لا تتواجد فيها معسكرات أو مواقع للحوثيين.

 

وبحسب منظمات حقوقية محلية فإن هناك العشرات من المدنيين باتوا ضحايا للنيران في أغلب تلك المحافظات، حيث سقط العشرات في صنعاء وصعدة والحديدة ضحايا لغارات خاطئة أو شظايا المتفجرات، فيما تعرضت عشرات المنازل في عدن وتعز لقذائف دبابات الحوثيين وقوات صالح، وأزهقت أرواح الكثير.

 

وقالت منظمة يونسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة)، في تقرير لها، مؤخرًا، إن أكثر من 300 طفل قتلوا في اليمن منذ اندلاع الحرب، في 26 مارس/آذار الماضي، سواء بالغارات الجوية أو بالمعارك على الأرض في مدن مختلفة.

 

وفي 26 مارس/ آذار الماضي، وتحت اسم “عاصفة الحزم”، بدأت طائرات تابعة للتحالف العربي غارات على ما يقول التحالف إنها أهداف عسكرية لجماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، المتحالف مع الحوثيين (يتبعون المذهب الزيدي ويعتبرهم البعض شيعة).

 

ويوم 21 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن التحالف انتهاء عملية “عاصفة الحزم”، وبدء عملية “إعادة الأمل” في اليوم التالي، موضحا أن هدفها هو استئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي بالغارات الجوية للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة.

 

الأكثر زيارة
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص