2015-05-16 الساعة 08:51م (يمن سكاي - وكالات)
الكسكسي الإيفواري، أو الـ "آتييكي" كما يطلق عليه في اللهجة المحلّية، يتّجه نحو عبور الحدود الضيقة للبلاد، وغزو مطابخ العالم، ليثبت أنّه لا يقلّ جودة عن مثل هذا الطبق الشهير في بلدان شمال افريقيا.. انتشار يبقى رهين الاستراتيجيات المعتمدة في تسويقه، والمرتبطة في عمقها بدعم السلطات الإيفوارية لهذا الطبق المعدّ من الكسافا.
الكسكسي الإيفواري يستخرج من شجرة المانيوك أو الكسافا، والتي تبذر سنابل تقع معالجتها وتحويلها إلى سميد الآتييكي. وفي غضون بضع سنوات، لقيت هذه الزراعة اهتماما متزايدا بعد أن غابت عن عادات السكان الغذائية، ولم يعد الأمر يتعلق ببضع مساحات يستغلها المزارعون في القرى، بل امتدت الزراعات على هكتارات على ملك كوادر من السلطة.
ويترافق الكسكسي الإيفواري عادة بسمك التونة الذي يعد ميناء أبيدجان أول مصدريه بإفريقيا، كما يلقى إقبالا كبيرا في الجنوب الإيفواري.. وطبق الآتييكي هذا أو "الغاربا" كما يسميه البعض نسبة إلى سميد الكسافا المسلوق، يتطلّع اليوم إلى كسر الحدود الجغرافية التي تفصله عن باقي بلدان العالم، والعبور نحو مختلف الأرجاء.
ريشارد ياسو، صحفي إيفواري، يروي كيف أن شقيقه الأصغر الذي يعيش في روسيا، يحرص على أن يحمل معه كمية من الآتييكي الإيفواري إلى بلد المهجر، و"يلقى الإقبال من أصدقائه الروس الذي يقطعون مسافات طويلة بالمترو لتذوقه، بل بدؤوا يحنّون إلى هذا الطبق كلما انقضت فترة ولم يتذوّقوه".
بامبارا أريدجيتا، رئيس جمعية "سوترا" (التعاضد بلغة المالينكي المحلية) تقول بدورها للأناضول: "حين ذهب شقيقي الأصغر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خشي من أن تقع مصادرة الآتيكي في المطار، ورفض دخوله إلى البلاد التي يقصد، ولكن مفاجأته كانت عظيمة حين أكد له رجل الجمارك الأمريكي أنه تذوق الآتيكي ويعرفه بالإسم خلال زيارته لأبيدجان".
وتتكون جمعية "سوترا" من 10 نساء، وهي جمعية تنشط في بواكي (شمال) متكونة من 10 نساء كن ينتمين في السابق إلى حركة القوى الجديدة (تمرد سابق في الشمال ضد حكومة لوران غباغبو (الرئيس الإيفواري السابق) من 19 سبتمبر/ تشرين الأول 2002 إلى 11 أبريل/ نيسان 2011)، وكن يشتغلن بالمطبخ.
وتؤكد رئيسة جمعية "سوترا" أنّ الآتيكي الإيفواري اجتاح السوق المالية، فلقد "كان شريكنا الذي يقوم بالتصدير نحو مالي يقتني منا الآتييكي بسعر يتراوح بين 75 ألف فرنك إفريقي (نحو 167 دولار) و 100 ألف فرنك إفريقي (222 دولار) للكيس الكبير (بحسب المخزون المتوفّر)، ووفقا لتوجّهات السوق، مضيفة أنّه "حين تسير الأمور على ما يرام، فإنّه بإمكاني القيام برحلة إلى بواكي وباماكو مرتين أو ثلاثة في الشهر".
وتلتقي النسوة كل يوم إثنين في موقع الإنتاج الخاص بهن الذي يضم طاحونة ومجففتين ومنصة تجفيف، إضافة إلى فناء واسع لتخزين المانيوك المعد للتقشير. ويعهد بهذا العمل إلى بعض المتعاقدين الذين يحصلون على 500 فرنك إفريقي (دولار واحد) في اليوم. وتؤكد بامبارا التي تساعدها في عملها إبنتاها فاتيم كوليبالي و دياراسوبلا وارابا، إنه أمام تنامي الطلب على المنتوج، تستعد الجمعية إلى "استعمال تكنولوجيات جديدة لإنتاج الأتييكي المصنع لتلبية طلب الجميع" .
أما النساء العاملات في هذا المجال، ممن إلتقتهم الأناضول، فأكّدن جميعهن أنهن يتمكن بفضل الآتييكي، من تسديد مصاريف دراسة أطفالهن، وأن زراعة الآتييكي تمكن من إعالة جميع المتدخلين في سلسلة الإنتاج.
ويتراوح سعر شاحنة صغيرة من المانيوك ما بين 50 الف فرنك إفريقي (111 دولار) و 100 ألف فرنك إفريقي (أكثر من 222 دولار)، فيما الحطب يتكلف ما بين 25 الف فرنك إفريقي (أكثر من 55 دولار) و 30 ألف فرنك إفريقي (67 دولار،) لتبلغ مرابيح كلّ واحدة من النساء العاملات من 40 ألف فرنك إفريقي (نحو 89 دولار) إلى 50 الف فرنك إفريقي (111 دولار) شهريا.
وتلفت بامبارا إلى أنّه ينبغي إيجاد قنوات تسويق تمكّن من إيصال الآتييكي إلى بلدان كالولايات المتحدة وفرنسا، فقيمته تعادل الذهب هناك".
وللتمكّن من اجتياح الأسواق الخارجية، قام محافظ إقليم أبيدجان، بوغري مامبي روبرت، في 13 مايو/ أيار 2014، بافتتاح وحدة إنتاج متطورة بقرية سونغون في ضواحي أبيدجان، أصبحت بمقتضاها وحدة سونغون-كاسيمبلي لإنتاج الأتييكي مصدر ثروات للأسر التي تعيش بالمنطقة.
وبفضل إنتاج يعادل الـ 20 ألف طن شهريا الذي توفره نساء جمعية "آفان" (نحن نبحث، بلغة الأتوشتون أتشان، وهم مالكو الأراضي في أبيدجان)، أصبح من المتاح اليوم التصدير نحو القارة الأوروبية.