2023-12-16 الساعة 12:14ص (يمن سكاي - )
قال مصدر أمني يمني، للمصدر أونلاين إن زعيم جماعة الحوثي وجّه منظومة الجماعة العسكرية بتحويل قدراتها التدريبية والتصنيعية نحو القوات البحرية، ضمن استراتيجية إيرانية جديدة، بإشراف مباشر من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بهدف "توسيع النفوذ البحري".
وأضاف المصدر أن عبدالملك الحوثي اجتمع، في منتصف نوفمبر الماضي، بقائد المنطقة الخامسة والمشرف على عمليات الجماعة في الحديدة، يوسف المداني، والقيادي في القوة البحرية للجماعة منصور السعادي ومسؤول القوى النوعية في الجماعة بحضور مستشارين إيرانيين وأقر إيقاف مسارات التدريب والتصنيع الحالية، وتحويل "الجهد المركزي" لتطوير وتوسيع القوات البحرية.
وتحول التركيز على البحرية بعد الأهمية الاستراتيجية التي كشفت عنها تطورات الأسابيع الماضية وقيام الحوثيين بشن عمليات عسكرية في البحر الأحمر ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل على خلفية العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة.
ومن بين الإجراءات التي أقرها الحوثي، توسيع القوات البحرية الخاصة ورفع قوامها الحالي كمجموعات تخصصية محدودة، إلى ألوية متخصصة، وفرز وتجنيد أفضل المقاتلين من الوحدات الأخرى وتحويلهم إلى معسكرات تدريب القوات البحرية.
وبحسب المصدر أقر الحوثي توجيه كافة قدرات الجماعة المتوفرة في التصنيع وإعادة التجميع بمساعدة الخبراء الإيرانيين إلى بناء متطلبات القوات البحرية، معتبراً أن المعركة القادمة سيكون مجالها البحر حتى وإن توقفت حرب غزة.
وفي أوضح موقف إيراني مُعلن، يربط نفوذ الحوثيين في البحر الأحمر بإيران صراحة، قال وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني، يوم أمس الخميس، ونشرته قناة "العالم" الإيرانية "أن البحر الأحمر يعتبر منطقة ايران ولا أحد من خارج المنطقة يستطيع أن يناور فيها" في تعليق للمسؤول الإيراني على مساعٍ دولية تقودها أمريكا لتشكيل تحالف بحري جديد لردع تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وفي 19 نوفمبر الماضي أعلن الحوثيون السيطرة على السفينة الإسرائيلية "جالاكسي ليدر" واقتيادها إلى ساحل محافظة الحديدة غرب اليمن، كما نفذت الجماعة بعد ذلك بأيام عمليات استهداف لسفينتين إسرائيليتين، قبل أن تقرر توسيع أهدافها لتشمل أي سفينة متجهة من وإلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، وتعلن عن نجاح عملياتها خلال الأيام الثلاثة الماضية في إجبار عدد من السفن المتجهة إلى إسرائيل على تغيير مسارها، واستهداف سفينتين لم تستجب للنداءات، آخرها استهداف سفينة، صباح الخميس، بطائرة مسيرة.
وفي 28 نوفمبر الماضي، نشرت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية للأنباء، تصريحات للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، خلال اجتماعه بقادة القوات البحرية لبلاده، تشديده على "ضرورة اكتشاف قدرات جديدة في القوات البحرية من أجل زيادة اقتدار النظام والبلاد" مضيفاً (المرشد الايراني): "يجب بذل الجهود لجعل القوة البحرية للجيش قوة استراتيجية شاملة".
وبحسب الوكالة الإيرانية؛ أدرَج قائد القوات البحرية للجيش الإيراني "توسيع منطقة النفوذ في البحر" كسياسة تحتل الأولوية "من أجل تعزيز مكونات قوة المنظومة البحرية" تنفيذاً لتوجيهات المرشد الاعلى.
ويشير تصريح وزير الدفاع الإيراني إلى سياسة إيرانية ترى في الحوثي "قوة ذاتية" وليس مجرد "قوة إضافية" حليفة أو موالية، واعتبار النفوذ الحوثي وبالتالي القدرات الحوثية البحرية جزءً رئيسياً في منظومة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وبعد اندلاع حرب غزة ظلت إيران لأسابيع تدرس خياراتها للتدخل وكسب نقاط لصالحها في المنطقة، واستقرت أخيراً على اعتماد الحوثي كقوة رئيسية للمشاركة والمناورة، خاصة بعد تصاعد انتقادات طالت طهران -حتى من قيادات بحماس- بسبب تواضع دورها وأذرعها من المليشيات الشيعية تجاه عدوان إسرائيل على غزة قياساً إلى سرديتها المُعلنة وتبنيها منذ عقود لمليشيات في المنطقة بهدف مواجهة إسرائيل، وتجنبت إيران الاعتماد على أذرعها الأخرى في لبنان وسوريا والعراق، نظراً لمميزات العزلة والجغرافيا التي يتمتع بها الحوثيون في اليمن بالإضافة لاختبار نفوذها البحري وقطف ثمار أكبر على هامش الحرب في غزة، وتجنباً للكلفة الكبيرة المتوقعة في حال تدخل حزب الله أو سوريا مثلا.
ويعلق سياسيون وصحافيون يمنيون على عمليات الحوثيين البحرية بأنها تتجاوز الضغط من أجل غزة، إلى هدف يتمثل في تجريب وإثبات قدرة الحوثي ومن ورائه إيران على إغلاق البحر الأحمر والتحكم في باب المندب واستعراض نفوذها البحري في صراعها بالمنطقة.
وقال الصحافي اليمني عبدالله دوبلة في تغريدة على منصة (x) "انزعاج بعض الأطراف اليمنية الموالية لأطراف إقليمية من استهداف الحوثي لسفن متجهة لإسرائيل سببه أن إمكانات الحوثي باتت قادرة أيضا على منع وصول السفن لليمن وكذلك إلى موانئ دولتي التحالف إن أراد، وهذا التحول لصالح الحوثي، ومن ورائه إيران بالتأكيد. فرسائله لإسرائيل وافهمي يا جارة".
وبينما وصل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى السعودية، يوم الخميس، لمناقشة تطورات حرب غزة مع محمد بن سلمان، وسعي الولايات المتحدة لإشراك دول المنطقة في التحالف البحري الذي تعمل لتشكيله، تبدو السعودية مترددة في الانخراط في أي جهد عدائي ضد الحوثيين من شأنه إفساد جهود التسوية التي أوشكت على النجاح، بعد نحو عامين من التفاوض السعودي المباشر وغير المباشر مع الحوثيين، بضغط امريكي من إدارة بايدن لإنهاء حرب اليمن، قبل أن يتغير الموقف الأمريكي بعد حرب غزة ومشاركة الحوثيين "بدعم وتمكين إيراني كامل" كما تقول الولايات المتحدة.
كما نفت الحكومة اليمنية، يوم الأربعاء، مشاركتها في أي تحالف بحري جديد ضد الحوثيين، بعد تسريبات عن إمكانية مشاركة الحكومة التي تخوض القتال منذ ٩ سنوات ضد مليشيا الحوثي بعد انقلابها على الدولة وشن حرب توسعية في المحافظات اليمنية بدعم إيراني وتدخل التحالف بقيادة السعودية في مطلع العام ٢٠١٥.