أهم الأخبار

“يحيى السنوار” وعنوان المعركة.. من هو الرئيس الجديد الذي خلف “هنية” في قيادة حركة حماس؟

2024-08-07 الساعة 12:38ص

اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مساء الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2024، اختيار “يحيى السنوار” رئيسًا لمكتبها السياسي خلفا لـ“إسماعيل هنية”، “رسالة ذات دلالات كبيرة موجهة لإسرائيل وحلفائها”.

وقال القيادي في الحركة “سامي أبو زهري”، في تصريح صحفي، إن“الحركة اختارت السنوار قائدا لها في رسالة ذات دلالات كبيرة موجهة للعدو وحلفائه”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت “حماس”، اختيار “السنوار” رئيسًا لمكتبها السياسي خلفا لهنية الذي اغتيل الأربعاء الماضي في العاصمة الإيرانية طهران.

وفي 31 يوليو/ تموز 2024، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية في مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وأضافت الحركة، في بيان آخر، إنه تم اختيار “السنوار” رئيسا لمكتبها السياسي بعد “مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية”.

وعبرت الحركة، وفق البيان، عن ثقتها بـ“السنوار قائدا لها في مرحلة حساسة وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد”.

وكان القيادي بالحركة “أسامة حمدان” قال، في تصريحات إعلامية مصورة إثر القرار، إن اختيار السنوار خلفًا لهنية جاء بـ"الإجماع" من قبل مجلس شورى الحركة وأجهزتها القيادية المختلفة.

وأضاف أن اختيار السنوار، لرئاسة المكتب السياسي حماس، وهو الهيئة التنفيذية للحركة، “جاء ليؤكد على وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها”.

وتابع أن الاختيار جاء كذلك ليؤكد أن “سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لن ينجح في كسر شوكة المقاومة”.

من هو “السنوار”؟

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة لعائلة لاجئة تعود أصولها إلى مدينة المجدل الواقعة جنوب إسرائيل، وتلقى تعليمه الجامعي بالجامعة الإسلامية في غزة حيث يتخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.

كان ليحيى السنوار، نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، إذ كان عضوا فاعلا في الكتلة الإسلامية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.

ساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في "حماس" بعد تأسيسها عام 1987.

في عام 1982، اعتقل جيش الإحتلال الإسرائيلي السنوار، لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، لتعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.

كما اعتقلت إسرائيل السنوار، في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عامًا، بعد أن وجهت له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".

قضى السنوار 23 عاما، متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حيث أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، التي عُرفت باسم "صفقة شاليط".

عقب خروجه من السجن، شارك السنوار، في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولي مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري "كتائب القسام".

في سبتمبر/أيلول عام 2015، أدرجت الولايات المتحدة السنوار، في لائحة "الإرهابيين الدوليين".

السنوار والطوفان

عقب السابع من أكتوبر، ملأ اسم السنوار، الدنيا وشغل كثيراً من دوائر الأمن والسياسية في إسرائيل وخارجها. أثار الرجل عاصفةً من التساؤلات حول شخصيته وأفكاره ورؤيته للصراع وكذلك الدوافع وراء قراراته وحسابات تكاليفها، لا سيما لما أحدثته من انعكاسات وما خلَّفته من تبعات كبيرة وثقيلة.

 

 

يوصف بأنه “العقل المدبر”، لـ7 أكتوبر وأفكاره وقيادته لحركته داخل السجون وعلاقته مع الفصائل الأخرى وصولاً إلى الدوافع التي أوصلته إلى ساعة الصفر، وحسابات الحرب الممتدة ومآلاتها.

كان السنوار، داخل السجون الإسرائيلية مطلع التسعينات حين برزت إلى الواجهة “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، وشرعت بتنفيذ سلسلة من العمليات ضد أهداف للجيش الإسرائيلي والمستوطنين. 

ورغم أن السنوار، كان منخرطاً في الجانب الأمني فإنه اعتُقل مبكراً بينما كان العمل العسكري في طور الإعداد والتطوير. 

بدأت علاقة السنوار مع شخصيات من الجناح العسكري لـ”حماس” تنشأ وتتطور أكثر داخل السجون، إذ بدأ عدد من الأسماء البارزة بالوصول إلى السجون والمعتقلات، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”.

هذه العلاقة التي تشكلت ونضجت مع الجناح العسكري دخلت لاحقاً فصلاً جديدة بعد إتمام “صفقة شاليط” وخروج “أبو إبراهيم“ ورفاقه من السجن عام 2011. 

كان محمد السنوار، شقيق يحيى الأصغر، مسؤولاً بارزاً في الجناح العسكري ومشاركاً في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والاحتفاظ به لسنوات قبل إطلاق سراحه بموجب صفقة التبادل. 

أسهم شقيق السنوار وكذلك رفاقه الذي خرجوا معه من السجون، ناهيك بـ“رصيده” الذي يحظى به بالحركة، في فتح أبواب الجناح العسكري أمام القادم الجديد. 

السنوار وصفقة شاليط

قلبت عملية أسر الجندي الإسرائيلي شاليط والمفاوضات التي أعقبتها حول صفقة التبادل معطيات عديدة لدى السنوار وغيَّرت مصيره ومصير رفاقه. 

كان السنوار، على رأس قائمة الأسماء التي طالبت “حماس” بالإفراج عنها. وعززت التحولات التي خلّفها ملف شاليط مكانة السنوار داخل السجون وخارجها، إذ شرع بلعب أدوار متقدمة في ملف التفاوض.

وكانت مفاوضات الصفقة بين إسرائيل و“حماس” قد قطعت شوطاً كبيراً حين دخل السنوار على خطها ورفض مخرجاتها وبدأ مساراً جديداً.
جمع سجن “هداريم” المركزي شمال إسرائيل السنوار بقيادات فلسطينية بارزة على رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعادات. بدأت العلاقة بين الثلاثة الكبار تتشكل داخل قسم العزل الجماعي هناك. 

عمل الثلاثة معاً، فخاضوا إضرابات داخل السجون وصاغوا مبادرات ورسائل للخارج أبرزها “ميثاق الأسرى للوفاق الوطني“ ربيع عام 2006 الذي مثّل محاولة لرأب الصدع الواسع بين نقيضي المشهد السياسي الفلسطيني، حركتي “فتح” و“حماس”.

الحرية والتطوير العسكري

بعد إطلاق سراحه من السجون بموجب صفقة التبادل عام 2011، مضى السنوار إلى تعزيز حضوره داخل صفوف حركته وتدعيم دوره داخل جناحيها لا سيما العسكري، وفق الشرق الأوسط. 

عام 2012 انتُخب السنوار، عضواً في المكتب السياسي للحركة وعلى الفور تولّى ملف التواصل مع الجناح العسكري. 

شرع السنوار خلال هذه المرحلة بلعب أدوار أوسع متكئاً على علاقته المتينة بالعسكريين وصولاً إلى انتخابات عام 2017 التي خرج منها على رأس المكتب السياسي للحركة في غزة. 

ظل السنوار على رأس الحركة في غزة، وصولاً إلى استحقاق انتخابي جديد سبق السابع من أكتوبر بعامين. خرج منه مرة أخرى قائدًا لـ“حماس” في غزة. 

خلال هذه الفترة، لعب أدواراً بارزة واهتمّ “بوتيرة غير مسبوقة في تاريخ الحركة” بتطوير العمل العسكري.

صاحب النفوذ الأكبر

يوصف السنوار بأنه الرجل صاحب النفوذ الأكبر في الأراضي الفلسطينية، بحسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.

وهو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وقد أسهم في تشكيل جهاز أمنها الخاص المعروف اختصارا بـ (مجد).

وكانت نقطة التحول في مسار السنوار، عندما تفاوضت إسرائيل على صفقة لتبادل الفلسطينيين المعتقلين لديها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس عام 2011.

حينئذ، استخدمت إسرائيل السنوار كمحاور، بحسب الإيكونوميست، حيث كان مسموحا له بالتحدث إلى قياديّي حماس الذين أرادوا تبادل أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل شاليط.

وقد اعترضت إسرائيل على عدد من الأسماء التي اقترحتها حماس، ولم يكن السنوار من بين هؤلاء المعترَض عليهم. 

وبالفعل في 2011، أُطلق سراح السنوار و أصبح قياديا في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس.

وبعد انتخابه في عام 2017، رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، لعب السنوار، دورا دبلوماسيا رئيسيا في محاولة إصلاح العلاقات بين السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة من جهة، وحركة حماس في غزة من جهة أخرى، ولكن لم يُكتب لهذه المحاولة النجاح.

كما عمل السنوار في مجال إعادة تقييم لعلاقات حماس الخارجية، بما في ذلك تحسين العلاقات مع مصر.

عنوان المعركة

منذ بداية الحرب على غزة، أضحى السنوار، عنواناً رئيسياً للحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع، وصورة لشكل الانتصار الذي تطارده المؤسستان العسكرية والسياسية في تل أبيب من وراء حربها المدمّرة، بدعم أمريكي مطلق.

وتعتبر إسرائيل السنوار، مهندس عملية “طوفان الأقصى”، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.

وسبق وأن أعلنت إسرائيل أن تصفيته أحد أهداف حربها الحالية على غزة التي أسمتها “السيوف الحديدية”.

مؤلفات السنوار

يتقن السنوار، اللغة العبرية، وله الكثير من المؤلفات والترجمات في المجالات السياسية والأمنية. 

ومن بين أبرز مؤلفاته:

- كتاب "المجد" أصدره خلال فترة اعتقاله من داخل سجون الاحتلال، وهو كتاب يرصد عمل جهاز “الشاباك”.

- ترجمة كتاب "الأحزاب الإسرائيلية عام 1992"، وهو كتاب يتطرق إلى الأحزاب السياسية في إسرائيل خلال تلك الفترة.

- كتاب "حماس: التجربة والخطأ"، وهو كتاب يتناول تجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن.

- رواية أدبية بعنوان "شوك القرنفل"، التي تحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص