2024-09-25 الساعة 01:06م
قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي، إن روسيا تزود الحوثيين بالأسلحة المتطورة عبر ميناء الحديدة.
وفي مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية نشرت الثلاثاء، قال الزبيدي: "من الواضح أنه في موانئ الحديدة والصليف على البحر الأحمر، وصلت السفن دون تفتيش محملة بأسلحة عالية الجودة من كل من الإيرانيين والروس"، مضيفاً أن "هذه الشحنات منحت الحوثيين القدرة على استهداف إسرائيل".
وحول عملية "حارس الازدهار" قال الزبيدي إنها فشلت، وإن الغارات الجوية الأمريكية البريطانية التي شُنت على اليمن بهدف وقف تعطيل الحوثيين للملاحة التجارية لم تنجح في إضعاف قدرات الجماعة العسكرية بشكل كبير.
وأضاف: "علاوة على ذلك، فإن هذه العمليات ليست فعالة عسكريًا حقًا. التحالف العربي، بطريقة أو بأخرى، يهاجم منصات إطلاق الصواريخ الحوثية منذ ثماني سنوات... المشكلة هي أنه لا يوجد نهج موحد يضم المنطقة ومجلس القيادة الرئاسي. إنها عملية أمريكية بريطانية فقط".
وأعرب الزُّبيدي، عن مخاوفه من أن "الحوثيين يستغلون هذه الغارات لتعبئة الدعم لصالح قضيتهم من خلال تصوير الغرب على أنه المعتدي في اليمن"، داعياً إلى "تغيير الاستراتيجية نحو تنسيق أفضل بين الغرب والمنطقة والحكومة اليمنية".
وقال إنه حان الوقت للاعتراف بأن الحوثيين غير مهتمين باتفاق تقاسم السلطة في البلاد.
وتبدو تصريحات الزبيدي، الذي يزور حالياً الولايات المتحدة، رفقة رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي وعضو المجلس عثمان مجلي، للمشاركة في اجتماعات الجمعة العامة للأمم المتحدة، مفهومة في هذا التوقيت، خصوصا في ظل محاولات مجلسه المطالب بانفصال جنوب البلاد، استغلال فوضى البحر الأحمر وخليج عدن، للحصول على دعم وتدريب أمريكيّيْن لقواته، والاعتماد عليه كشرطي في المياه الإقليمية لليمن.
وتحافظ روسيا على علاقات بمختلف الأطراف اليمنية، وفي حين تعترف بالحكومة الشرعية تربطها علاقة جيدة بالحوثيين، وأيضا بالمجلس الانتقالي الجنوبي، لكن تصريحات الزبيدي قد تشير إلى فشل جهود المجلس في كسب ود الدب الروسي، إذ سبق وأرسل وفدان الى موسكو آخرهما في العام 2021.
ومؤخراً دارت أحاديث عن إمكانية تسليح روسيا للحوثيين ردّاً على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على تصريح الرئيس فلاديمير بوتين في 5 يونيو الماضي خلال لقاء مع صحفيين أجانب، بأن بلاده يمكنها الرد على توريد أسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا من قبل الدول الغربية، وذلك بتقديم أسلحة روسية إلى من وصفهم بـ"أعداء الغرب".
وفي يوليو، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" حذرت من احتمال قيام روسيا بتسليح الحوثيين بصواريخ متطورة مضادة للسفن، ردا على دعم واشنطن لأوكرانيا في شن ضربات داخل روسيا. لكن محللين استبعدوا في حينه أن تقدم روسيا على هذه الخطوة، وقالوا إن الحديث الأميركي عن ذلك هو تهديد مبطن وتحذير استباقي بأن واشنطن قد تلجأ -ردا على ذلك- إلى إمداد كييف بأسلحة قادرة على استهداف العمق الروسي.
وفي وقت لاحق نشرت سي إن إن الأمريكية، أن روسيا تراجعت "في اللحظة الأخيرة" في أواخر يوليو الماضي، عن تزويد الحوثي بصواريخ ومعدات عسكرية بعد "موجة من الجهود وراء الكواليس" بذلتها كل من الولايات المتحدة والسعودية.
ونقلت الشبكة عن مصادرها أنه وفي حين تراجعت روسيا لكنها نشرت أفرادا عسكريين في اليمن للمساعدة في تقديم المشورة للحوثيين على مدى ثلاثة أيام، في أواخر يوليو، مشيرة إلى أن مسؤولين أميركيين شاهدوا سفنا روسية كبيرة تتوقف بشكل غير عادي جنوب البحر الأحمر، حيث نزل أفراد الطاقم الروسي وهم يحملون حقائب، ثم صعدوا على متن قارب تابع للحوثيين لينقلهم إلى اليمن.
ومؤخراً أعلن الحوثيون عن امتلاكهم صواريخ "فرط صوتية"، زعموا أنها صناعة محلية، وقالوا إنهم أطلقوا أحدها الأسبوع الماضي، على الكيان الصهيوني، لتفتح تصريحاتهم تلك نقاشات واسعة عن مدى إمكانية امتلاكهم لهذه التقنية المعقدة، أو إمكانية حصولهم عليها من إيران أو روسيا.