2025-03-23 الساعة 04:37م
أقرت شركة النفط التابعة للحوثيين ضمنيًا بوجود وقود مغشوش متفشٍ في مناطق سيطرتها، وأعلنت تكليف لجان فنية للنزول وفحص المواد الموجودة في عدد من المحطات، وذلك بعد شكاوى عديدة من مواطنين حول أعطال في سياراتهم ومركباتهم.
وفي تعميم تداوله نشطاء حذرت الشركة "من شراء المشتقات النفطية الغير مطابقة للمواصفات، لما قد تسببه من أضرار جسيمة على المركبات والمعدات، إضافة إلى المخاطر التي تهدد سلامتهم وسلامة الآخرين".
وفي وقت لاحق قالت الشركة في بيان لها إنها تلقت خلال الأيام القليلة الماضية عددًا من بلاغات المواطنين في أمانة العاصمة وبعض المحافظات عن حدوث أعطال فنية في سياراتهم ودراجاتهم النارية نتيجة تعبئة كميات من مادة البنزين من بعض المحطات البترولية.
وأضافت في البيان الذي نشرته على "فيسبوك" أنه "تم تكليف لجان فنية ميدانية للنزول إلى عدد من المحطات لفحص المواد الموجودة فيها، والعمل على دراسة نوعية تلك السيارات التي حدثت فيها بعض الأعطال الفنية لمعرفة الأسباب الحقيقية، إضافة إلى اتخاذ إجراءات احترازية لتعزيز أعمال الرقابة لضمان مواجهة أي احتمالات لهذه المشكلة".
ورغم إقرارها بالمشكلة، أكدت شركة الحوثيين أن "سلامة المشتقات النفطية وجودتها هي أولوية قصوى، وأنها حريصة على توفير مواد مطابقة للمواصفات اليمنية لتلبية احتياجات كافة أبناء الشعب بمسؤولية وشفافية تامة".
واشتكى مواطنون، خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، من انتشار الوقود المغشوش، مما تسبب في أعطال لسياراتهم، واتهم بعضهم شركة النفط الحوثية بتوزيع مشتقات مخالفة للمواصفات والمقاييس.
وأعربوا عن استيائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى مشاكل ميكانيكية أصابت مركباتهم وتسببت في تعطل بعضها، مرجعين السبب إلى نوعية الوقود المتوفر في سوق محطات الوقود.
أصبحت هذه المشكلة متكررة خلال السنوات الأخيرة، إذ سبق أن تحدث سائقو المركبات عن أعطال أصابت سياراتهم، وعند استشارة الفنيين، أكدوا لهم أن السبب يعود إلى نوعية الوقود. ويواجه عدد كبير من السائقين هذه المشكلة من حين لآخر.
إلى ذلك، كشف الصحفي بسيم الجناني عن ارتباط البترول المغشوش أو المخلوط في مناطق سيطرة الحوثيين بآخر ناقلة نفط وصلت إلى الحديدة، وهي الناقلة "Love"، التي وصلت إلى غاطس رأس عيسى بتاريخ 26 ديسمبر 2024 وعلى متنها 60,639 طنًا.
وأضاف الجناني في تغريدة على منصة "إكس" أنه "بعد شهرين، أي بتاريخ 20 فبراير 2025، بدأت السفينة الربط في الرصيف للتفريغ، وكونه لا توجد خزانات للتخزين (بسبب قصفها من قبل إسرائيل)، تم ضخ البترول الذي على متن الناقلة للسوق مباشرة عبر القاطرات".
وأشار إلى أن ظهور المشكلة خلال الأسبوعين الماضيين مرتبط بالكمية التي تم ضخها من السفينة، مؤكدًا أنه "لم تدخل أي باخرة بترول أخرى بعد الناقلة 'Love' إلى رصيف التفريغ حتى اليوم".
وبحسب الجناني، فإن تلك الناقلة تابعة لشركة "تاج أوسكار"، وهي شركة تابعة للوبي داخل شركة النفط التي يديرها الحوثيون.
ومنذ سنوات، احتكرت شركات ووكالات حوثية مستحدثة استيراد النفط من الخارج، حيث يدير متحدث الحوثيين عبدالسلام فليتة شبكة واسعة من شركات استيراد النفط والمتاجرة به، واحتكاره لصالح جماعته أو عبر شركات رديفة يديرها موالون لهم، تورد المشتقات لشركة النفط الحوثية التي تدير عمليات التوزيع والرقابة في آن واحد.
وسبق أن تحدثت تقارير خبراء الأمم المتحدة عن دور فليتة في توريد النفط وإدارة شركات استيراد وتهريب النفط الإيراني إلى اليمن. كما أدرجت الولايات المتحدة مؤخرًا العديد من الشركات والوكالات والسفن المرتبطة بشبكة الحوثيين والحرس الثوري الإيراني، والتي تعمل على تهريب وبيع النفط الإيراني واستخدام عائداته لتمويل العمليات العسكرية، بما في ذلك صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ.
وكانت مليشيا الحوثي قد حظرت قبل سنوات دخول المشتقات النفطية من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، بحجة عدم مطابقة تلك المشتقات للمواصفات والمقاييس وكونها مغشوشة، مما تسبب في أزمات متكررة في المحروقات بمناطق سيطرة الجماعة. ومع ذلك، أجبرت لاحقًا ضمن فوائد الهدنة في أبريل-أكتوبر 2022 على احتكار واردات الوقود والغذاء عبر موانئ الحديدة ومن خلال شركات وتجار موالين للجماعة حصريًا.