2015-05-27 الساعة 04:27ص (يمن سكاي - متابعة خاصة)
ارتكبت مليشيات الحوثي المسلحة في محافظة ذمار (وسط اليمن)، للعديد من الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، منذ اقتحامها للمحافظة بالتعاون مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كان آخرها جريمة مذبحة هران التي راح ضحيتها أكثر من ٢٦ شخصا من المعتقلين داخل مركز الأرصاد الزلزالي نهاية الأسبوع الفائت، بعد أن استخدمتهم المليشيات الحوثية دروعاً بشرية.
و تحدث مصدر مسؤول في محافظة ذمار، فضل عدم ذكر اسمه خشية استهدافه من قبل المليشيا الحوثية، عن واحدة من جرائم الحرب التي ارتكبتها مليشيا الحوثي مؤخرا، والمتمثلة باستخدامها أكثر من ٢٠٠ معتقل اختطفتهم من محافظات عدة دروعا بشرية.
وأشار إلى حقيقة ما حدث في مركز الرصد الزلزالي الكائن في جبل هران شمال مدينة ذمار التي تعمدت المليشيا الحوثية بتخزين السلاح فيه ووضع المعتقلين ليكونوا عرضة لقصف طيران التحالف .
وقال المصدر إن" المليشيا الحوثية قامت بتخزين كميات كبيرة من الأسلحة في عددا من المباني الحكومية الموجودة في جبل هران ومحيطه كمبنى مركز الأرصاد الزلزالي والاستراحة التابعة له ومبنى المتحف .. كونها بعيدة عن أنظار المواطنين" .
وأشار خلال حديثه لـ"مندب برس"، إلى المزاعم التي أعلنتها عدد من وسائل الإعلام حول وجود منصة لإطلاق الصواريخ في المنطقة، الأمر الذي جعلها ضمن بنك الأهداف التي سيستهدفها طيران التحالف بغاراته.
وفيما نفى المصدر وجود منصة صواريخ في المنطقة كما روجت لها وسائل الإعلام، إلا أنه أكد وجود كميات كبيرة من الأسلحة والتي قامت مليشيا الحوثي بإخراجها من تلك المباني ونقلتها إلى أماكن أخرى غير معروفه فور إعلان عددا من الوسائل الإعلامية عن وجود منصة صواريخ تلك..
وتابع المصدر: منذ اللحظة الأولى التي أعلنت وسائل الإعلام فيها عن وجود منصة الصواريخ تلك سارعت المليشيا الحوثية بإطلاق حملة اعتقالات واسعة عشوائية استهدفت الناشطين والصحفيين وقيادات الإصلاح وقيادات المقاومة الشعبية من عدد من المحافظات «إب _ الضالع _ مأرب _ صنعاء _ الجوف _ ذمار» وغيرها من المحافظات لتقوم باستخدامهم دروعاً بشرية بعد إعلان قوات التحالف عزمها استهداف المكان.
واستطرد قائلا: "بل إن المليشيا الحوثية ساهمت بترويج وجود منصة صواريخ في المنطقة ولم تسارع بنفي هذه الأخبار حينما تحدثت عنها وسائل الإعلام كما اعتدنا منها في المرات السابقة الرد على كل الأخبار التي تتحدث عن مواقعها".
وأضاف: " وزادت وان قامت بنصب عدد من المضادات الأرضية فوق أسطح المباني التي أعلنت قيادة التحالف نيتها استهدافها ، ومنعت حركة الناس في تلك المنطقة بالرغم من أنها حديقة عامة، لتعزز الشكوك لدى الناس وتضمن تنفيذ الضربات الجوية في هذه المواقع ".
وبحسب المصدر فإن هذا التصرفات غير المشروعة، من المليشيا الحوثية، تؤكد وجود نوايا مبيته لديها لارتكاب هذه المذبحة بحق المدنيين المعتقلين لديها من مختلف المحافظات بطرق غير مباشرة، مستغلة تهديدات قوات التحالف استهداف المكان بنقلها المئات من المعتقلين لديها إلى تلك المناطق المهددة بالقصف.
وأكد المصدر أيضا وجود تلك النوايا المبيتة لدى الحوثيين بالقول: "قبل الإعلان عن وجود منصة صورايخ في جبل هران لم يكن هناك أي معتقلين في مبنى الرصد الزلزالي، والمبنى المجاور له، الذي كانا مسرحا لجريمتهم البشعة وأنها قامت فور الإعلان وقامت باختطاف عشرات الصحفيين والحقوقيين والقادة السياسيين في حزب الإصلاح واحتجزتهم في هذا المكان" .
بالإضافة إلى أنها قامت بنقل معتقلين سابقين لديها كانوا متواجدين في عددا من أقسام الشرطة ومعتقلاتها في المدينة نقلتهم إلى مركز الرصد الزلزالي بهران دون وجود أي مبرر لهذا النقل .
ويتحدث المصدر عن وجود أدلة أخرى بعد وقوع هذه المذبحة تؤكد تعمد المليشيا الحوثية وتسببها في وقوعها حينما منعت تلك المليشيا فرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف والهلال الأحمر اليمني وأهالي الضحايا من التدخل لإسعاف المصابين في هذه الغارة والذين لقوا حتفهم فيما بعد نتيجة استمرار نزفهم حتى الوفاة لعدم تمكن الطواقم الطبية من الوصول إليهم لإسعافهم.
وفي جريمة أخرى لا تقل بشاعة عن الأولى ارتكبتها المليشيا الحوثية بحق المعتقلين لديها، تمثلت في تعذيبهم بصورة وحشية حتى الموت، حيث تؤكد مصادر طبية متعددة في مستشفى ذمار العام قيام المليشيا الحوثية يوم وقوع الغارة الجوية على جبل هران الخميس الماضي بإيصال عدد من الجثث إلى هيئة مستشفى ذمار العام على أنهم لقوا حتفهم في هذه الغارة .
أحد الأطباء الذين كشفوا جريمة تعذيب المليشيا الحوثية معتقليها يروي تفاصيل كشفه وزملائه لهذه الجريمة البشعة بالقول: " أوصل مسلحين حوثيين عدداً من الجثث لأشخاص على أنهم من ضحايا قصف جبل هران- وهم في العادة لا يقومون بأي دور إسعافي - وذلك بعد مضي أقل من ربع ساعة من وقوع الغارة، الأمر الذي أثار لدي شكوك بوجود شيء مريب في الموضوع ، كون انجح طاقم إسعافي مزود بكامل الإمكانيات يحتاج لساعات لإسعاف ضحايا أي قصف يتم انتشالهم من تحت الأنقاض".
يتابع الطبيب قائلا : " وبالفعل كما توقعت فإن الشيء الغريب بدا لي وعددا من زملائي الأطباء في هيئة مستشفى ذمار العام منذ الوهلة الأولى من معاينة عدداً من تلك الجثامين التي أوصلها الحوثيين على أنها من جبل هران" .
وأضاف: " اتضحت الحقيقة المرعبة، بأن أصحاب تلك الجثامين لم يسقطوا في هذه الغارة كما يدعي المسعفين الحوثيين، وإنما توفى أصحابها في وقت سابق من وقوع الغارة متأثرين من تعذيب بدا واضحا في أجساد بعضهم" .
يفسر الطبيب سبب إقدام الحوثيين على مثل هذه الخطوة بأن لديهم عدد من جثامين من لقوا حتفهم من المعتقلين لديهم جراء تعذيبهم بصورة وحشية أدت إلى وفاتهم، وأنهم يسعون لتغطية هذه الجريمة أمام أهاليهم وأمام الرأيين العام المحلي والعالمي بالادعاء بأن هؤلاء سقطوا في إحدى غارات طيران التحالف العربي وبالتالي يخرجون أنفسهم من أي مسؤولية قانونية أو أخلاقية في هذه الجريمة.
وفي سياق متصل يطالب عدد من أهالي ضحايا قصف مركز الأرصاد الزلزالي بهران الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان بفتح تحقيق عاجل وشامل في قضية سقوط ذويهم وهم معتقلين لدى المليشيا الحوثية، محملين قادة تلك المليشيا و محافظ المحافظة ومدير امن المحافظة المعينان من الحوثيين كامل المسؤولية الجنائية والقانونية والأخلاقية عن هذه الجريمة نتيجة تعمدهم تعريض ذويهم لموت محقق بعد علمهم منذ أيام سابقة من وقوع هذه المذبحة بأن المكان الذين يحتجزون فيه ذويهم عرضة لقصف طائرات التحالف وإعلان قادة التحالف بشكل علني نيتهم استهدفت المكان.
إلا أن القادة الحوثيين لم يحركوا أي ساكن إزاء هذا التهديد الخطير على حياة ذويهم ولم يقوموا بنقلهم إلى مكان امن ،بل قاموا بخطوة معاكسة تماما بقيامهم نقل عدد من المعتقلين من مناطق آمنة إلى هذا المكان المهدد بالقصف.
وفيما يؤكد أهالي الضحايا احتفاظهم بحقهم في ملاحقة كل من تسبب بسقوط ذويهم ومقاضاتهم أمام المحاكم المحلية والدولية، مشيرين إلى أن هذه الجريمة وباقي الجرائم التي ارتكبتها المليشيا الحوثية ولا تزال بحق أبناء محافظة ذمار خصوصا، وبحق أبناء الشعب اليمني عموما لن تمر مرور الكرام دون محاسبة مرتكبيها، وان الحق لا يسقط بالقادم طال الزمن أو قصر.