أهم الأخبار

الذكرى العاشرة لعاصفة الحزم: قرار سعودي شجاع حافظ على هوية اليمن وحمى أمن المنطقة

2025-03-28 الساعة 06:04ص (يمن سكاي - خاص)

قبل عشر سنوات، في ليلة السادس والعشرين من مارس 2015، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- قرارًا تاريخيًا بإطلاق عملية “عاصفة الحزم”، استجابةً لنداء الشرعية اليمنية، وحفاظًا على أمن اليمن وهويته العربية في مواجهة مخططات إيران وأذرعها الحوثية. لقد كان هذا القرار تحولًا استراتيجيًا في المنطقة، فبدونه لكانت اليمن اليوم ولايةً إيرانية، وساحةً للفوضى والاضطراب تهدد أمن الخليج والعالم العربي.

قرار شجاع أنقذ اليمن من الوقوع في قبضة طهران

مثّل قرار عاصفة الحزم استجابةً حازمة لنداء الشرعية اليمنية، التي كانت تواجه خطر الاجتياح الحوثي المدعوم من إيران، حيث كانت الميليشيات قد بسطت سيطرتها على العاصمة صنعاء، واقتربت من عدن، مهددة بإسقاط الدولة اليمنية بالكامل. كان الهدف الإيراني واضحًا: تحويل اليمن إلى قاعدة نفوذ جديدة تابعة لطهران، تهدد استقرار الخليج العربي والملاحة الدولية في البحر الأحمر.

لكن المملكة العربية السعودية، مدعومةً بدول التحالف العربي، أدركت خطورة الوضع، واتخذت قرارًا عربيًا حازمًا يعيد التوازن ويحمي اليمن من مخطط الهيمنة الإيرانية.

تضحيات جسيمة من أجل اليمن وهويته العربية

خلال السنوات الماضية، قدمت المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي تضحيات جسيمة في سبيل استعادة الشرعية اليمنية ودحر المشروع الإيراني. لقد وقفت المملكة جنبًا إلى جنب مع الشعب اليمني، ودعمت قوات الشرعية بكل ما تحتاجه لاستعادة أراضيها من قبضة الميليشيات الحوثية، التي لم تتورع عن ارتكاب الجرائم بحق اليمنيين، واستخدامهم دروعًا بشرية، وتنفيذ أجندة إيران التخريبية.

إن التضحيات التي قدمتها القوات السعودية والإماراتية والسودانية وغيرها من قوات التحالف العربي تعكس مدى الالتزام بحماية الأمن القومي العربي، ورفض أي تدخلات إقليمية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

قرار عروبي شجاع بقيادة الملك سلمان

لم يكن قرار عاصفة الحزم مجرد تحرك عسكري، بل كان قرارًا عروبيًا شجاعًا اتخذه الملك سلمان بن عبدالعزيز للحفاظ على هوية اليمن ومنع سقوطه في قبضة النفوذ الإيراني. فالمملكة لم تكن لتقبل بأن تتحول دولة عربية شقيقة إلى منصة تهديد للأمن الإقليمي، ولم تكن لتقف مكتوفة الأيدي أمام محاولة سلخ اليمن عن عمقه العربي.

لقد جاء هذا القرار ليؤكد أن المملكة العربية السعودية هي صمام الأمان للعالم العربي، وأنها مستعدة للتدخل في اللحظات الحاسمة لمنع انهيار الدول العربية في أيدي القوى المتطرفة والإرهابية.

جهود إغاثية وإنسانية لا تتوقف

رغم أن عاصفة الحزم بدأت كعملية عسكرية، إلا أن المملكة العربية السعودية لم تغفل الجانب الإنساني، بل كانت ولا تزال أكبر داعم للشعب اليمني في أزمته.

فمن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدّمت المملكة مليارات الدولارات لدعم اليمنيين، وتوفير الغذاء والدواء والمساعدات العاجلة، إضافة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية في العديد من المناطق المحررة.

كما أن برنامج إعادة الإعمار السعودي في اليمن عمل على تنفيذ مشاريع تنموية في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، بما يخفف من معاناة اليمنيين، ويعيد الحياة إلى المدن التي تضررت بفعل الحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية.

قرار لم يكن عسكريًا فقط.. بل إنسانيًا وتنمويًا

إن عاصفة الحزم لم تكن مجرد عملية عسكرية، بل كانت رؤية متكاملة لحماية اليمن، ليس فقط من الناحية الأمنية، بل أيضًا من خلال التخفيف من معاناة الشعب اليمني، والعمل على بناء مستقبل مستقر له.

ولولا هذا القرار، لكان اليمن اليوم في قبضة إيران، يهدد جيرانه، وينزلق إلى مزيد من الفوضى والدمار. لكن بفضل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لا يزال الأمل موجودًا في استعادة الدولة اليمنية، وإنهاء الانقلاب الحوثي، وعودة الاستقرار إلى هذا البلد العربي الأصيل.

ختامًا

بعد مرور عشر سنوات على انطلاق عاصفة الحزم، يمكننا القول بثقة إن هذا القرار التاريخي حمى اليمن من السقوط في مستنقع الهيمنة الإيرانية، وأكد أن المملكة العربية السعودية كانت وستظل الدرع الحامي للأمة العربية، تتدخل في اللحظات الحاسمة لحماية أشقائها، ودعمهم في مواجهة التحديات التي تهدد أمنهم واستقرارهم.

ولا تزال المملكة مستمرة في نهجها الإنساني والتنموي تجاه اليمن، تأكيدًا على أن عاصفة الحزم لم تكن حربًا فحسب، بل كانت رسالة أمل وإسناد للشعب اليمني، حتى يستعيد دولته، ويحيا بكرامة في وطنه.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص