2015-02-03 الساعة 10:33ص
يواجه القطاع الخاص في اليمن عمليات نهب واسعة، أدت إلى توقف معظم الاستثمارات وتدهور الأوضاع الاقتصادية، منذ سيطرة تنظيم أنصار الله (الحوثيين) على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، بالإضافة إلى سيطرتها على عدد كبير من المحافظات.
وكان تجار محافظة إب (180 كم جنوب العاصمة صنعاء)، من أكثر المتضررين من عمليات النهب الواسعة، في ظل فوضى أمنية تسببت في خسائر فادحة منذ سيطرة الحوثيين على المحافظة قبل حوالي شهرين.
وكشف تجار المحافظة، خلال مؤتمر صحافي، صباح أمس، بقاعة الغرفة التجارية بالمحافظة، عن أن الوضع الأمني المتدهور وانتشار عمليات النهب المنظمة يدفعهم إلى إغلاق متاجرهم، ولا سيما الموجودة بوسط المدينة في وقت مبكر (من الساعة الثامنة مساء وحتى الصباح) الأمر الذي يكبدهم خسائر تقدر بعشرات الملايين من الريالات، كون حركة التسوق تنشط في المساء.
وقال التجار إن عمليات النهب طالت حتى مبنى غرفة المحافظة التجارية، في ظل عدم وجود أية حماية للمباني الحكومية والخاصة.
وكشف رئيس لجنة متابعة القضايا التجارية بالغرفة التجارية، عبد الإله علي الخطيب، عن تعرض 45 محلاً تجارياً في المحافظة لأعمال نهب وسطو مسلح على يد عصابات، قال إنها مجهولة خلال الفترة القليلة الماضية.
وقدر الخطيب قيمة الخسائر الناجمة عن عمليات النهب والسطو التي طالت محلات بيع ملابس ومواد غذائية بالجملة والتجزئة ومواد بناء، بأكثر من 50 مليون ريال (232 ألف دولار).
وقال الخطيب إن الغرفة التجارية أبلغت الجهات الأمنية والسلطات المحلية، التي بدورها شكلت لجان أمن وتفتيش ودوريات متنقلة على مداخل المدينة وفي الشوارع والحارات، إلا أن عمليات السطو ما تزال مستمرة.
ودعا الجميع للتعاون وتظافر الجهود لمحاربة هذه الظاهرة الخبيثة غير المسبوقة في المحافظة، والحد منها قبل انتشارها إلى محافظات أخرى، مشدداً على أهمية حماية رأس المال التجاري والحفاظ عليه وإعطائه مكانته العالية في المجتمع، كونه أهم الأساسيات لنهضة الاقتصاد الوطني.
وتشهد العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات حالة من الانفلات الأمني وتفشي حالات السرقة، والسطو على المحلات التجارية، في ظل الفارغ الأمني والسياسي خلال الفترة الماضية.
وتكبد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة بسبب الفوضى الأمنية خلال السنوات الماضية، بلغت نحو 4.75 مليارات دولار، في القطاع النفطي فقط بسبب عمليات الفوضى والتخريب، حسب إحصائيات حكومية.
وتلقت شركات القطاع الخاص ضربات موجعة نتيجة الوضع الأمني المتدهور والغياب الكلي للدولة، وسيطرة الحوثيين على مؤسساتها، إلا أن أي جهة اقتصادية لم تحدد حجمها حتى الآن.
وتعرض التاجر بندر العواضي من محافظة إب لهجوم مسلح، ويرقد بالعناية المركزة نتيجة إطلاق عصابة الرصاص الحي عليه؛ بعد اقتحام محلاته التجارية ونهب ثلاثة ملايين ريال.
ويتعرض رجال أعمال لاعتداءات متكررة، وعبرت الغرفة التجارية في أمانة العاصمة صنعاء في وقت سابق عن أسفها من استمرار الاعتداء على مستثمرين يمنيين، موضحة أن هذا الأمر ينعكس سلباً وبشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية، ويؤثر على الاستثمارات كون المستثمر بحاجة إلى بيئة آمنة.
وسيطر الحوثيون على شركات تتبع القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح ورجل الأعمال "حميد الأحمر"، واللواء علي محسن الأحمر، كما سيطر مسلحو التنظيم على منازلهما في العاصمة، وتمكنوا من استصدار توجيهات من المصرف المركزي اليمني قضت بتجميد أرصدة وحسابات الرجلين وأسرتيهما، وعدد من شركاتهما، في جميع المصارف اليمنية.