وزير الإعلام يحذر من تحركات أممية لإنقاذ الحوثيين مع تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية?

حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، يوم السبت، من تحركات يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن لإنقاذ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في وقت تتصاعد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية على الجماعة، مشيراً إلى أن لحظة السقوط باتت وشيكة.

وحسب ما نشرته وكالة "سبأ" فإن الإرياني قال في تصريح له إن التحركات "المحمومة" التي تتم تحت مظلة الأمم المتحدة تحت شعار "إحياء مسار السلام"، لا تخدم السلام في اليمن ولا الاستقرار الإقليمي، بل تمنح الحوثيين "طوق نجاة سياسي" في لحظة حرجة، وتوفر لهم فرصة لإعادة التموضع استعداداً لجولة جديدة من التصعيد والإرهاب.

وأضاف أن تجربة اليمن منذ انقلاب 2014 أظهرت أن الحوثيين لا يؤمنون بالحوار أو الاتفاقات ولا يحترمون الجهود الأممية والإقليمية، مؤكداً أن كل جولة تفاوض خاضتها الجماعة كانت وسيلة لشراء الوقت وإطالة أمد الحرب وتعميق معاناة الشعب اليمني.

وأشار الإرياني إلى أن كل فرصة أُتيحت للحوثيين للاندماج في مسار سياسي قابلتها الجماعة بمزيد من العنف والتصعيد، سواء عبر انتهاكات في مناطق سيطرتها أو عبر استهداف الداخل اليمني والمصالح الإقليمية وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأكد أن مليشيا الحوثي تحولت إلى "أداة إيرانية قذرة" تهدد أمن المنطقة والتجارة العالمية، محذراً من أن أي محاولة لإعادة تدوير الجماعة تحت أي غطاء سياسي تعني عملياً تمكين الإرهاب العابر للحدود وتقويض الأمنين الإقليمي والدولي.

ودعا الوزير الإرياني الشعب اليمني والقوى الإقليمية والدولية إلى عدم الانخداع بخطاب الحوثيين "المسالم"، معتبراً أنه غطاء لأجندة متطرفة، منوهاً إلى أن كل تهدئة سابقة أعقبتها موجة عنف أشد، وكل مبادرة سلام استُغلت للانقلاب على الاتفاقات.

وناشد الإرياني الجميع بقراءة التاريخ القريب جيداً واستخلاص دروسه، مشدداً على أن تكرار الأخطاء سيؤدي إلى مزيد من الدماء والدمار وتعميق الكارثة اليمنية، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.

وقال وزير الإعلام إن "أوراق المشروع الحوثي تتهاوى واحدة تلو الأخرى"، مضيفاً أن أبناء الشعب اليمني الأحرار لن يساوموا على قضيتهم العادلة، ولن يتراجعوا أمام "المشروع الكهنوتي"، وسيواصلون نضالهم حتى استعادة دولتهم وبناء وطن قائم على العدل والمواطنة والمساواة، بعيداً عن العنف والطائفية والتسلط.

تصريح الوزير الإرياني جاء بعد يوم واحد من إعلان المبعوث الأممي الى اليمن هانس جروندبرج، عن عقده مباحثات في العاصمة العمانية مسقط مع كبار المسؤولين وأعضاء من قيادة الحوثيين وممثلي المجتمع الدبلوماسي بشأن الصراع في اليمن.

وذكر مكتب المبعوث في بيان إن المناقشات "ركزت على أهمية استقرار الوضع في اليمن، لتمكين جميع اليمنيين من العيش بكرامة ورخاء، ومعالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المنطقة والمجتمع الدولي". 

وأضاف البيان أن جروندبرج جدد "التأكيد على التزامه بالاستمرار في العمل نحو تحقيق هذا الهدف، في إطار مساعيه للوصول إلى سلام مستدام في اليمن".