من الوديعة إلى عرفات ثم مدينة الرسول والعودة.. رحلة إيمانية تُجسد الوفاء السعودي لتضحيات أبطال اليمن

قدّمت المملكة العربية السعودية نموذجًا إنسانيًا مميزًا في رعاية أسر الشهداء والمصابين من القوات اليمنية، من خلال استضافتهم لأداء فريضة الحج ضمن مقاعد مجانية شملت خدمات شاملة منذ لحظة دخولهم عبر منفذ الوديعة وحتى عودتهم من الأراضي المقدسة.

من الاستقبال إلى المشاعر المقدسة.. عناية تبدأ من الحدود

استقبلت القوات المشتركة، وبتنسيق مع وزارة الدفاع السعودية، أسر الشهداء والمصابين اليمنيين في منفذ الوديعة، حيث نُفذت إجراءات الدخول بكل سلاسة، بعد تنسيق مسبق لتسهيل حصولهم على التصاريح اللازمة، مع توفير وسائل النقل المريحة، وخدمات طبية أولية لضمان سلامة الحجاج من أول نقطة عبور.

وتم نقل الحجاج إلى مدينة الحجاج، حيث نُظمت عملية استقبال خاصة عكست التقدير الكبير لتضحياتهم. وتم تهيئة كافة المتطلبات اللوجستية من السكن إلى الإعاشة، إلى جانب تقديم خدمات إرشادية وتوعوية لضمان أداء المناسك بشكل صحيح وآمن.

تنظيم دقيق في التنقل بين المشاعر

ضمن خطة متكاملة أشرفت عليها وزارة الدفاع ممثلة في قيادة القوات المشتركة، انتقل حجاج بيت الله الحرام من ذوي الشهداء والمصابين إلى مشعر منى، حيث أقاموا بطمأنينة وتنظيم عالي المستوى.

وفي صبيحة يوم عرفة، تم تفويجهم إلى صعيد عرفات عبر وسائل نقل حديثة، بإشراف طبي مباشر ورعاية متواصلة، مما مكّنهم من الوقوف على عرفات في جو من السكينة والطمأنينة.

ثم أكمل الحجاج رحلتهم الإيمانية بالمبيت في مزدلفة، امتثالاً لهدي النبي ?، وسط خدمات متكاملة شملت النقل، المبيت، والوجبات، إلى جانب الإشراف الأمني والصحي الكامل، حتى تمت عملية الرمي في مشعر الجمرات بانسيابية عالية.

رعاية صحية مستمرة عبر مركز الإسناد الطبي

خصصت القوات المشتركة مركز إسناد طبي متكامل لخدمة الحجاج اليمنيين من أسر الشهداء والمصابين، شمل فرقًا طبية ميدانية، وعيادات متنقلة، ونقاط إسعافية مجهزة بكامل المعدات للتعامل مع الحالات الطارئة والمزمنة.

وجاء ذلك ضمن التزام السعودية بتوفير بيئة صحية آمنة تُمكّن ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل راحة وعناية.

الطواف والزيارة النبوية.. ختام الرحلة الإيمانية

بعد إتمام مناسك الحج ورمي الجمرات، أدى الحجاج طواف الوداع في المسجد الحرام في أجواء روحانية، قبل أن يتجهوا إلى المدينة المنورة ضمن البرنامج المعد لزيارة المسجد النبوي الشريف، وأداء الصلاة في الروضة الشريفة.

وجاءت هذه الزيارة كجزء من الجهود الرامية إلى إتاحة الفرصة للحجاج لزيارة المقدسات الإسلامية بعد أداء الفريضة، وسط اهتمام بالغ من الجهات المعنية في التنظيم والرعاية.

العودة بعد رحلة إيمانية ميسّرة

اختتمت الرحلة الإيمانية المباركة بعودة حجاج أسر الشهداء والمصابين من القوات اليمنية إلى وطنهم عبر منفذ الوديعة، وسط إشراف مباشر من القوات المشتركة التي نظّمت إجراءات المغادرة وخدمات النقل وتوديع الحجاج بعد أن أدوا مناسكهم في أجواء يسودها التنظيم والإيمان والسكينة.

نموذج سعودي في الوفاء  

هذه الجهود الاستثنائية تجسد حرص المملكة العربية السعودية على تكريم من قدّموا أرواحهم أو جُرحوا دفاعًا عن الأمن والاستقرار، وتعبّر عن التزام إنساني وأخلاقي تجاه أسر الشهداء والمصابين في اليمن، الذين خُصص لهم هذا البرنامج المتكامل ليحجوا بكرامة، ويعودوا بأجر، وقد نالوا الرعاية والتكريم كما يليق بتضحياتهم. وهو برنامج سنوي نظم طيلة السنوات الماضية.

| يمن سكاي