أهم الأخبار

مليشيا الحوثي.. الخرافة الفتاكة والجهل المقدس

2025-06-17 الساعة 07:53م (يمن سكاي - خاص)

 

على مدار سنوات من الانقلاب والحرب، عملت مليشيا الحوثي ليس فقط على السيطرة الجغرافية والعسكرية، وإعادة تشكيل وعي المجتمع اليمني بما يخدم مشروعها القائم على الخرافة الدينية و"الجهل المقدس"، كأدوات ناعمة وخبيثة للهيمنة على الناس واستعباد عقولهم قبل أجسادهم.

 

خرافة "الولاية".. تعليب الإله بالسياسة

في صدارة أدوات الحوثي الفكرية تبرز خرافة "الولاية"، التي تحولت من مبدأ ديني خلافي إلى مشروع سياسي مغلف بالقداسة.

يروج الحوثيون لفكرة أن الحاكم يجب أن يكون من "البيت السلالي" المنحدر من نسل النبي، وهو ما يبرر سيطرتهم واحتكارهم للسلطة والثروة، وشيطنة أي معارضة على أنها خروج عن الدين نفسه.

ومن خلال شعارات مثل "من كنت مولاه فهذا علي مولاه" و"القرآن الناطق"، يتم تمرير مفاهيم تخديرية للوعي، تصنع طاعة عمياء وتمنح المليشيا حصانة فوق الدستور والدين معًا.

 

الجهل أداة.. والتعليم المستقل جريمة

لم تكن صدفة أن تهاجم مليشيا الحوثي المؤسسات التعليمية، وتستبدل المناهج الدراسية بمواد طائفية مفخخة، تمجّد "القائد" وتشوّه التاريخ اليمني، وتحرض على الكراهية المذهبية.

ألغت الجماعة أسماء وطنية وتاريخية من الكتب، وأدخلت "دورات ثقافية" طائفية يُجبر المعلمون والطلاب على حضورها، بل وتُقيم مراكز صيفية لتلقين الأطفال خطب عبد الملك الحوثي أكثر مما يتعلمون الرياضيات أو اللغة.

الجهل لم يعد عارضًا جانبيًا للحرب، بل أصبح سياسة ممنهجة لإنتاج أجيال طيعة، جاهلة، مستسلمة، يسهل قيادها نحو الجبهات والانتحار باسم "الجهاد".

 

الخرافة كآلة قمع.. والتاريخ كسلاح

تعمد الجماعة إلى إحياء قصص وأحاديث مغلوطة، وتقديمها كحجج للبطش والقتل، كما في تبرير التفجيرات للمنازل تحت دعاوى "تطهير الأرض من النواصب" أو "الولاء لأهل البيت".

يُعاد تدوير أحداث تاريخية من التراث الإسلامي لتبرير الواقع الحوثي، مثل استدعاء مأساة كربلاء لإسقاطها على معارك صعدة والضالع ومأرب.

كل من يعارض الحوثي يُصوّر كـ "يزيدي" أو "ناصبي" أو "كافر" يستحق القتل.

 

استهداف الهوية اليمنية

عملت المليشيا على طمس الهوية الوطنية الجامعة لصالح هوية طائفية دخيلة، قادمة من قم وطهران.

استبدلت المناسبات الوطنية بأخرى طائفية، وروّجت لمصطلحات دخيلة مثل "المسيرة القرآنية" و"سيد العلم" بدلًا من الجمهورية والديمقراطية.

بل إن أسماء الشوارع والمدارس تغيّرت، لتكرّس السلالة الحاكمة رمزيًا في الذاكرة العامة، وتحول اليمن من وطن إلى ضيعة مقدسة تحت حكم الكهنوت.

 

أدوات التضليل: الإعلام، المنابر، المناسبات

تسيطر المليشيا على وسائل الإعلام، وتستخدمها كأدوات بث أحادي تروّج للقائد كرمز إلهي، وتبث الكراهية ضد الآخر، وتقمع أي رأي مخالف.

كما تُجنّد المنابر والمساجد لخدمة مشروعها، وتحول المناسبات الدينية إلى مواسم تعبئة طائفية ومذهبية، تفصل اليمنيين عن انتمائهم الوطني لصالح الخرافة المقدسة.

 

الخلاصة: تجهيل مدروس لإخضاع وطن

ليست خرافات الحوثي مجرد انحرافات فكرية أو انغلاق مذهبي، بل هي سلاح استراتيجي لإبقاء اليمنيين في دوامة الخوف والتقديس والتبعية.

وحده الوعي الوطني القادر على كسر هذا الطوق، واستعادة العقل اليمني من أسر الخرافة، لبناء دولة تعلي من شأن المواطن لا النسب، ومن العقل لا "الوصي المقدس".

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص