أهم الأخبار

صنعاء.. مدينة تحوّلت إلى سجن كبير في ظل عقد من القمع الحوثي والاختطافات

2025-11-12 الساعة 04:11م (يمن سكاي - خاص)

منذ سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014م، تحوّلت المدينة إلى سجن كبير يعيش سكانه تحت الخوف والملاحقة والاختفاء القسري، حيث تمارس الجماعة أبشع الانتهاكات بحق المعارضين والناشطين والصحفيين والأكاديميين وحتى العاملين في المنظمات الإنسانية، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية.

 

تُعد صنعاء اليوم رمزًا لمعاناة آلاف المختطفين والمخفيين قسريًا الذين يقبعون في زنازين سرية تديرها مليشيا الحوثي في أحياء سكنية، ومبانٍ حكومية سابقة، وحتى في أقبية المنازل التي حُوّلت إلى مراكز احتجاز وتعذيب.

وخلال العقد الماضي، وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية مئات الحالات من الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، شملت صحفيين وناشطين ونساءً وأطفالًا، في ظل غياب كامل للعدالة ورفض المليشيا لأي رقابة قضائية أو إنسانية على أماكن الاحتجاز.

وفي حين كانت العاصمة في السابق مركزًا للأنشطة السياسية والفكرية، أصبحت اليوم خاضعة لرقابة أمنية مشددة، حيث تنتشر النقاط المسلحة في الشوارع، وتُفرض القيود على التجمعات العامة وحرية التعبير. كما تُستخدم تهم “الخيانة” و“التجسس” و“العمالة” لتبرير حملات الاختطاف والإعدام خارج القانون.

وتشير تقارير أممية إلى أن المليشيا تحتجز المئات من المدنيين كرهائن، لمساومة خصومها السياسيين أو لابتزاز أهاليهم ماليًا، فيما يعاني المختطفون أوضاعًا إنسانية مأساوية داخل السجون التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

 

شهادات ودلالات:

يروي ناجون من سجون الحوثيين قصصًا مروعة عن التعذيب بالصعق الكهربائي والحرمان من النوم والطعام، في محاولات لكسر إرادتهم وانتزاع اعترافات قسرية تُستخدم في محاكم صورية لا تمت للقانون بصلة.

ويؤكد ناشطون حقوقيون أن الجماعة أنشأت شبكة واسعة من السجون السرية بإشراف مباشر من جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، وأن أغلب المعتقلين يُمنعون من التواصل مع أسرهم أو توكيل محامين للدفاع عنهم.

 

ردود ومطالب:

المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها “رايتس رادار” و“مواطنة” و“سام”، طالبت مرارًا بفتح تحقيق دولي في جرائم الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي، واعتبرت ما يجري في صنعاء جريمة ضد الإنسانية تستدعي تدخلاً عاجلًا من مجلس الأمن والأمم المتحدة للضغط على الحوثيين للإفراج عن جميع المختطفين دون قيد أو شرط.

 

الخاتمة:

 

بعد عشر سنوات من الانقلاب، لم تعد صنعاء مدينة الحياة والعلم والثقافة التي كانت تُعرف بها، بل تحولت إلى سجن مفتوح تُكمم فيه الأفواه وتُغتال فيه الكلمة، في انتظار يوم تتحرر فيه من قيود المليشيا، ويستعيد أبناؤها حقهم في الحرية والكرامة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص